يهتم الكثير من الأشخاص بمعرفة حديث الرسول عن الحياء، حيث أنه ذلك الشعور بالخجل أو الحرج في القيام بشيء معين، وعادة ما يكون ناتجًا عن الثقافة أو الدين أو الأخلاق أو الأسرة أو الأصدقاء والمحيط الاجتماعي الذي ينشأ فيه الشخص، وهو من أخلاق الشريعة الإسلامية، ونصت عليه في الأحاديث النبوية وفي الآيات القرآنية، حيث أن له فضل عظيم للغاية.
وعبر السطور التالية من هذا التقرير نذكر حديث الرسول عن الحياء، بالإضافة إلى ذكر دليل عن الحياء من القرآن، إلى جانب توضيح فضله في الدين الإسلامي وأهميته للمجتمع، وذلك على النحو التالي.
حديث الرسول عن الحياء
الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد تحدث عن الحياء في العديد من الأحاديث النبوية، منها:
- عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إنَّ ممَّا أدرك النَّاس مِن كلام النُّبوَّة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت”.
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الإيمان بضع وسبعون -أو بضع وستُّون- شعبة، أعلاها: قول: لا إله إلَّا الله. وأدناها: إماطة الأذى عن الطَّريق. والحياء شعبة مِن الإيمان”.
- وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: “الحَيَاء لا يأتي إلَّا بخير”.
- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، مرَّ على رجل، وهو يعاتب أخاه في الحياء، يقول: إنَّك لتستحيى حتى كأنَّه يقول: قد أضرَّ بك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه، فإنَّ الحياء مِن الإيمان”.
- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “استحيوا مِن الله حقَّ الحياء». قال: قلنا: يا رسول الله إنَّا لنستحيي، والحمد للَّه. قال: «ليس ذاك، ولكنَّ الاستحياء مِن الله حقَّ الحياء: أن تحفظ الرَّأس وما وعى، وتحفظ البطن وما حوى، وتتذكَّر الموت والبِلَى، ومَن أراد الآخرة، ترك زينة الدُّنيا، فمَن فعل ذلك، فقد استحيا مِن الله حقَّ الحياء”.
- وري عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلًا يغتسل بالبَــرَاز فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: “إنَّ الله عزَّ وجلَّ حَلِيمٌ حَيِىٌّ سِتِّيرٌ، يحبُّ الحَيَاء والسَّتْر، فإذا اغتسل أحدكم فليَسْتَتِر”.
- عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما كان الفُحْش في شيء إلَّا شانه، وما كان الحَيَاء في شيء إلَّا زَانَهُ”.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الحياءُ من الإيمانِ، والإيمانُ في الجنةِ، والبَذاءُ من الجفاءِ، والجفاءُ في النارِ”.
- عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت”.
- وعن أَنَسٍ قال رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ”.
- ويقول عليه الصلاة والسلام “الحياء والإيمان قرنا جميعاً، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر”.
وتجدر الإشارة إلى أنه هذه الأحاديث تؤكد على أهمية الحياء في الإسلام وأنه يعتبر جزءًا من الإيمان، وأنه يرتبط بالأخلاق والسلوك الحميد والذي يحث على الاحترام والتقدير للآخرين والتفاعل بشكل محتشم ومهذب.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن الحياء
دليل عن الحياء من القرآن
هناك العديد من الآيات القرآنية التي تدل على فضل الحياء في الدين الإسلامي، ومن هذه الآيات:
- قال تعالى في سورة القصص:”فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا”.
- وفي سورة الأحزاب قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ”.
- إلى جانب قوله تعالى في سورة الأعراف: “يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ”، ويفسر البعض أن المراد بـ “لِبَاسُ التَّقْوَىٰ” هو الحياء.
- وفي سورة النور يقول المولى عز وجل: “إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”، ويشير هذا الآية إلى الحث على التحلي بالحياء وتجنب المخالفة لأوامر الله.
اقرأ أيضًا عبر قسم دين:
نماذج من حياء الرسول صلى الله عليه وسلم
يعتبر الحياء إحدى صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان يتحلى بالحياء الشديد في التعامل مع الآخرين وفي النكاح وفي العبادة وفي كل جوانب حياته. ويشجع النبي على الحياء ويحث عليه في الأحاديث النبوية المتعددة التي سبق وذكرناها، كما أن الحياء يعتبر أحد الصفات الحميدة التي يحبها الله ورسوله في عبادهم، ومن نماذج حياء النبي نذكر الآتي:
- كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أكثر خلق الله حياءً، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدَّ حياءً مِن العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئًا عرفه الصَّحابة في وجهه”.
- ومن نماذج من حياء الرسول صلى الله عليه وسلم حياؤه من الله سبحانه وتعالى، فلما طلب موسى عليه السلام مِن نبينا صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء أن يراجع ربه في تخفيف فرض الصلاة، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لموسى عليه السَّلام: “استحييت مِن ربِّي”.
- وهناك نماذج من حياء النبي صلى الله عليه وسلم من الناس، ومنه ما جاء عن عائشة رضي الله عنها “أنَّ امرأة سألت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عن غسلها مِن المحيض، فأمرها كيف تغتسل، ثمَّ قال: خذي فرصة مِن مسك فتطهَّري بها. قالت: كيف أتطهر بها؟ قالت: فستر وجهه بطرف ثوبه، وقال: سبحان الله! تطهَّري بها. قالت عائشة: فاجتذبت المرأة فقلت: تتبَّعي بها أثر الدم”.
فضل الحياء
يحتل الحياء مكانةً كبيرةً في الدين الإسلامي، ويعتبر أحد الصفات الحميدة التي يحث عليها الدين ويمدحها كما أوضحنا من دليل النبوة والقرآن الكرين، ومن الفضائل التي يتحلى بها الحياء في الإسلام:
- الحياء من الله، فالشخص الحي يحرص على تقوى الله ويتجنب المحرمات والذنوب، ويتحلى بالتقوى والورع.
- ومن فضائله أيضًا الحياء من الناس، حيث يحرص الشخص على الاحترام والتقدير للآخرين وتجنب السلوكيات السيئة والمخلة بالآداب.
- ومن ضمن فضائل الحياء في العبادة فهو يجعل الشخص يستقيم من القيام بأعمال العبادة الجليلة ويجعله يحرص على أداءها بأتم وأفضل شكل ممكن.
- فضلا عن الحياء في الأخلاق، فالحياء يحث على التواضع والتحلي بالصفات الحميدة والإيثار والتجنب من الكبر والتعالي.
