يلجأ الكثير من المسلمين إلى الرقية الشرعية، والمقصود بها استخدام الأذكار الواردة في القرآن والسنة، والتي يمكن استخدامها للحصول على الشفاء من الأمراض النفسية وبعض الأمراض الجسدية، ويبحث العديد من الأفراد عن حديث الرسول عن الرقية، وحيث أنها هي من الطرق الشرعية والمستحبة للتداوي بالإضافة إلى الطرق الطبية الحديثة.
وعبر السطور التالية من التقرير التالي نعرض حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الرقية، بالإضافة إلى توضيح الرقية في ضوء القرآن الكريم، وذلك على النحو التالي.
حديث الرسول عن الرقية
للباحثين عن حديث الرسول عن الرقية، قد ورد إلينا من حديث عثمان بن أبي العاص أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً في جسده، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: باسم الله ثلاثاً، وقل سبع مرات أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر”.
وعن أبي سعيد الخدري أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: نعم، قال: “باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك”.
وعن حديث عوف بن مالك قال: ” كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك” رواه مسلم.
وعن عائشة رضي الله قالت : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أسترقي من العين”.
وقد في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: «اللهم ربّ الناس أذهب الباس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً”.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : “أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نسترقي من العين”، وفي شأن الرقية من العين أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى في بيت أم سلمة جارية في وجهها سفعة فقال: ” استرقوا لها فإن بها النظرة”.
وتجدر الإشارة إلى أن تلك الأحاديث تبين أن الرقية الشرعية من العلاجات المستحبة في الإسلام، وتستند على الكتاب والسنة النبوية، وبالتالي فإن أحاديث الرسول عنها تساعد على فهم كيفية إجراء الرقية بالشكل الصحيح والمشروع.
قد يهمك أيضًا عبر قسم دين:
شروط الرقية الشرعية
هناك عدة شروط يجب توفرها في الرقية الشرعية لتكون مشروعة ومقبولة في الإسلام، وهي كالتالي:
- أن تكون الرقية باللغة العربية أو بالكلمات التي يفهم معناها المريض والمستمع، وأن تكون خالية من الكلام الفاحش والمبتذل.
- أن تكون الرقية مبنية على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وأن تكون مأخوذة من الأدعية والأذكار الواردة في الكتاب والسنة.
- أن يكون الشخص الذي يقوم بالرقية خالصاً لله في النية والعمل، وأن يعتمد على الله وحده في العلاج.
- أن تكون الرقية مجانية، وأن لا يتقاضى المعالج أي مبالغ مالية مقابل العلاج.
- أن يكون الراقي على طهارة ومستقبلا للقبلة.
- من أهم أن تكون الرقية بعيدة عن الشعوذة والسحر والشياطين، وأن يتجنب المعالج استخدام الأساليب الخاطئة في العلاج.
- مع ضرورة الاعتقاد بأن الرقية ما هي إلا سبب من الأسباب لا تأثير لها إلا بإذن المولى عز وجل فهو وحده الشافي المعافي.
يجب على الأشخاص الراغبين في الاستفادة من الرقية الشرعية، التأكد من توفر هذه الشروط، والتأكد من صحة وصلاحية المعالج المختار، وعدم الاستعجال في العلاج، والثقة في قدرة الله سبحانه وتعالى على الشفاء والعلاج.
اقرأ أيضًا: دعاء الرقية الشرعية للمريض
الرقية الشرعية من السنة النبوية
تشمل أذكار الرقية الشرعية الواردة إلينا من السُّنة النبوية عدة أذكار ومنها نذكر الآتي:
- بسم الله أرقيك، من كل شيءٍ يؤذيك، من شرّ كلّ نفسٍ أو عين حاسدٍ الله يشفيك، بسم الله أرقيك.
- اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيدٌ.
- أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم؛ ثلاث مراتٍ. بسم الله يبْريك، ومن كل داءٍ يشفيك، ومن شرّ حاسدٍ إذا حسد، وشرّ كلّ ذي عينٍ.
- اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتَ الْمُسْتَعَانُ، وَعَلَيْكَ الْبَلَاغُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.
- بسم الله (ثلاثًا) أعوذ بالله وقدرته من شرّ ما أجد وأحاذر؛ سبع مراتٍ.
-
أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، أَنْ يُعَافِيَكَ وَيَشْفِيَكَ. (سبع مرات).
- أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقمًا. أعوذ بكلمات الله التامّة من كلّ شيطانٍ وهامّةٍ وكلّ عينٍ لامةٍ.
- عوذ بكلمات الله التامّات من شرّ ما خلق. أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك (سبع مرّاتٍ).
-
بِاسْمِ اللَّهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ.
ويجب أن يتم تكرار هذه الأذكار والآيات عدة مرات، مع التركيز على التأمل في معانيها والاستماع إليها بتأنٍ وتدبر. كما ينبغي الاستغاثة بالله سبحانه وتعالى والثقة بأنه هو المنقذ الحقيقي والشافي.
الرقية من القرآن الكريم
ويمكن استخدام آيات من القرآن الكريم في الرُّقية الشرعية، ومن الآيات المشهورة التي يتم استخدامها:
- سورة الفاتحة.
- بدايات سورة البقرة “الم ﴿1﴾ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴿2﴾ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿3﴾ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴿4﴾ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿5﴾”
- آية الكرسي “اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ”.
- خواتيم سورة البقرة “* لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿284﴾ آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿285﴾ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿286﴾”.
- سورة الإخلاص، والمعوذتين.]
