تعتبر الزوجة الصالحة هي التي تحب زوجها وتحترمه، وتساعده في بناء حياتهما المشتركة، أما السيئة فهي التي تتصف بالغيرة الزائدة والشكوك والتكبر وغيرها من الصفات السلبية، ودائما ما تحاول السيطرة على زوجها وإهمال حقوقه واحتياجاته، كما أنها تظهر أسلو سلبي في التعامل معه وتسبب له الضيق والتوتر والمشاكل الزوجية، وهناك حديث الرسول عن الزوجة السيئة وعن المرأة التي تتصف بعدد من الأمور التي ينفر منها الدين الإسلامي.
فلنتعرف سويًا عبر السطور التالية من هذا التقرير على حديث الرسول عن الزوجة السيئة، وما هي صفات تلك المرأة، وما هو حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن المرأة الصالحة، وذلك في الإطار التالي.
صفات الزوجة السيئة
قبل ذكر حديث الرسول عن الزوجة السيئة، نذكر صفات تلك الزوجة، حيث أن الشريعة الإسلامية نصت على واجبات الزوجة وحقوق الزوج عليها، وتحث على إتقان الحياة الزوجية والسعي لتحقيق السعادة فيما بين الزوجين، ومن ذلك فإن الزوجة السيئة تعتبر من الصفات المذمومة في الإسلام، ومن أبرز صفاتها:
- الخيانة والغدر، من أبرز تلك الصفات حيث تخون الزوج وتفشل في الوفاء بعهودها ووعودها.
- من صفات الزوجة السيئة أيضًا الكذب والنفاق، حيث تكذب على الزوج وتتصنع النفاق والمكر.
- كما يعتبر العصيان والتمرد، حيث تعصي الله وتعصي زوجها، وتتمرد على قيم ومبادئ الإسلام والمجتمع.
- من الصفات المذمومة في الزوجة السيئة الكسل والتقصير في واجباتها الزوجية، حيث تتساهل في القيام بحقوق وواجبات الزوجية، وتتهاون في تحمل المسؤوليات المنوطة بها.
- يعتبر الجدل والمنازعة بدون داعي من صفات الزوجة السيئة، حيث تتخذ الزوجة السيئة الجدل والمنازعة دائمًا حلولًا للمشاكل والخلافات مع زوجها بدلًا من الحوار البناء والتفاهم.
- كما تُعد الغيرة المفرطة من ضمن تلك الصفات، حيث تظهر الزوجة السيئة غيرة مفرطة على زوجها بدرجة تؤثر على حريته واستقلاليته.
- العنف والعدوانية أيضًا، حيث تظهر بعض الزوجات السيئة بعض أشكال العنف والعدوانية تجاه زوجها وبيئته.
- كثرة الشكوى من ضمن صفات الزوجة السيئة.
- هذا بالإضافة إلى عدم الاحترام والتقدير، فيجب أن تحترم الزوجة زوجها وتقدره، وإن كانت تتصرف بطريقة مهينة ومتعالية فهذا يؤدي إلى الاحتقار والضعف في الحياة الزوجية.
إن هذه الصفات وغيرها من الصفات السيئة للزوجة تؤثر سلبًا على حياة الزوجية وتسبب التوتر والخلافات وتفسد العلاقة بين الزوجين. وعلى الزوج أن يبذل جهده لتجنب الوقوع في فخ الزوجة السيئة من خلال الاختبار الحسن، واتباع تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم في اختيار الزوجة الصالحة، حيث قال عليه الصلاة والسلام “تنكح المرأة لأربع مالها وجمالها وحسبها ودينها.. فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ”.
قد يهمك أيضًا عبر قسم دين:
حديث الرسول عن الزوجة السيئة
للباحثين عن حديث الرسول عن الزوجة السيئة، نذكر عدد من الأحاديث لأنواع النساء التي حذر منهن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الأحاديث نذكر الآتي:
- فقال صلى الله عليه وسلم: “إِيَّاكُمْ وخَضْرَاءَ الدِّمَنِ» ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّه، ومَا خَضْرَاءُ الدِّمَنِ قَالَ: «الْمَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ فِي مَنْبِتِ السَّوْءِ”.
- كما حذر الرسول من الزوحة التي ترفض فراش زوجها، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح”.
- الزوجة التي تنكر الإحسان، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ) قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (بِكُفْرِهِنَّ) قِيلَ : يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ ، قَالَ: (يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ.
- ومن أحاديث النبي عن الزوجة السيئة الزوجة التي تطلب الطلاق دون عذرٍ شرعي حقيقي، قال صلى الله عليه وسلم: “أيُّما امرأةٍ سألت زَوجَها الطلاقَ مِن غير بأسٍ، فحرامٌ علَيها رائحةُ الجنَّةِ”.
- كما قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة يدعون الله، فلا يستجاب لهم: رجل كانت له امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها، ورجل كان له على رجلٍ مال فلم يشهد عليه، ورجل أعطى سفيهاً ماله، وقد قال عزّ وجل: (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ).
وتجدر الإشارة إلى أنه تحمل أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول الزوجة السيئة أهمية كبيرة في الإسلام، حيث تعد هذه الأحاديث من الإرشادات والتوجيهات التي يجب على المسلمين اتباعها في حياتهم الزوجية، وتعمل هذه الأحاديث على توعية المسلمين بما يتعلق بصفات الزوجة السيئة وما ينبغي عليهم فعله لتجنب الوقوع في مشكلات زوجية، وتوجيه الزوجين فيما يتعلق بأداء حقوق بعضهما البعض والتعاون لبناء حياة زوجية سعيدة.
اقرأ أيضًا: حكم البقاء مع الزوج الشاذ
حديث الرسول عن الزوجة الصالحة
كما ذكرنا حديث الرسول عن الزوجة السيئة، نذكر أحاديثه صلى الله عليه وسلم عن الزوجة الصالحة، التي تحدد المعايير الإسلامية اللازمة لكي تكون الزوجة صالحة، ومن ضمن هذه المعايير الإيمان بالله ورسوله، وحسن الخلق، والأمانة، وحسن التعامل مع الزوج، والرعاية الحسنة للأسر، ومنها الأتي:
- عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهماـ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها، ثم تقول: والله لا أذوق غمضًا حتى ترضى.
- وأيضًا قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “خَيْرُ النِّسَاءِ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا سَرَّتْكَ، وَإِذَا أَمَرْتَهَا أَطَاعَتْكَ، وَإِذَا غِبْتَ عَنْهَا حَفِظَتْكَ فِي مَالِكَ وَنَفْسِهَا”.
- كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الزوجة الصالحة “سعادة لابن آدم ثلاث ، وشقاوة لابن آدم ثلاث ، فمن سعادة ابن آدم : الزوجة الصالحة ، والمركب الصالح ، والمسكن الواسع ، وشقوة لابن آدم ثلاث : المسكن السوء ، والمرأة السوء ، والمركب السوء”.
- كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام “قلبٌ شاكرٌ و لسانٌ ذاكرٌ و زوجةٌ صالحةٌ تُعينُك على أمرِ دنياك و دينِك خيرٌ ما اكْتَنَزَ الناسُ”.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك الكثير من الصفات التي يجب أن تتوفر في الزوجة الصالحة منها الصدق وتقدير الزوج، والتمسك بالدين، وحفظ أسرار زوجها، وحفظ عرضه وماله في حضوره وفي غيابه، وعدم الإفراط في الشكوى، وأن تكون حريصة على التقوى، فالمرأة الصالحة هي التي تخاف الله وتعمل على إرضائه في كل تصرفاتها وأفعالها، وأيضًا الأمانة والحكمة والصبر، بأن تتحمل الصعاب والمشاق والتحديات التي تواجهها في حياتها دون الانكسار أو الإحباط أو التقليل من شان زوجها، وأن تكون وفية لزوجها بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وفي ختام هذا التقرير نؤكد على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد حث المسلمين على اختيار الزوجة الصالحة، التي تتميز بالإيمان والخلق الحسن، وحذرهم من الزوجة السيئة التي تتميز بصفات سيئة يصبح العشرة معها مستحيلة، حيث تساعد تلك الأحاديث توجيه الزوجين فيما يتعلق بأداء حقوق بعضهما البعض والتعاون لبناء حياة زوجية سعيدة، وذلك من خلال تحذيرهم من الأخطاء التي يمكن أن تؤدي إلى تدهور الحياة الزوجية.
اقرأ أيضًا: حقوق الزوج عند طلب الزوجة الطلاق
