حديث الرسول عن السب
من المؤكد أنه لا يجوز السب في أي حال من الأحوال ويجب على كل إنسان مسلم كان أم لا الامتناع عنه في التعامل مع الآخرين، يجب علينا التحلي بالأدب والأخلاق الحميدة وتجنب اللجوء إلى الألفاظ البذيئة والمسيئة، كما ينبغي علينا التعامل مع الآخرين بالاحترام والتقدير والتعاون في بناء علاقات إيجابي، وهناك أكثر من حديث الرسول عن السب، يحث على تجنبه.
وعبر السطور التالية من هذا التقرير يعرض موقع الجواب 24 نذكر حديث الرسول-صلى الله عليه وسلم- عن السب بالإضافة إلى ذكر آيات تنهى عن السب والشتم، وذكر نصائح للتعامل مع السب، وذلك على النحو التالي.
حديث الرسول عن السب
نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن السب في أكثر من موقع فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه، قيل يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه”.
كما نهى الرسول الكريم عن سب المسلم فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر”.
وأيضًا نهى الرسول الكريم عن سب الأموات فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا”.
وللباحثين عن حديث الرسول عن السب أيضًا هناك نهي صريح من الرسول المبارك عن سب الدهر فعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر”.
وهناك أيضًا النهي عن سب الصحابة، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه سلم قال: “لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه”.
وأيضًا النهي عن سب الشيطان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه وسلم : “لا تسبوا الشيطان و تعوذوا بالله من شره”.
وورد أيضًَا في السنة النبوية الشريفة أن أي إنسان يرى الريح فلا يسبها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الريح من روح الله تأتي بالرحمة والعذاب، فلا تسبوها ولكن سلوا الله من خيرها، وتعوذوا بالله من شرها”.
وورد أيضًا النهي عن سب الحمى، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه “أن رسل الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب، أو أم المسيب، فقال: مالك يا أم السائب تزغزفبن؟ قالت: الحمى ، لا بارك الله فيها، قال: لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم، كما يذهب الكير خبث الحديد”.
ونهى النبي الكريم أيضًا عن سب الديك، فعن زيد بن خالد الجهني قال : لعن رجل ديكا صاح عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : “لا تلعنه فإنه يدعو إلى الصلاة ” وفي رواية أخرى : “لا تسبوا الديك، فإنه يوقظ للصلاة”.
وتجدر الإشارة إلى أن تلك الأحاديث تعني أنه من الأمور المحرمة في الإسلام السب والشتم والقذف لأي شخص، ولا سيما المؤمنين والمسلمين، ويجب على المسلمين أن يحترموا بعضهم البعض، وأن يتعاملوا مع بعضهم البعض بالمحبة والرحمة والتسامح، ويجب عليهم أن يحافظوا على لسانهم ولا ينطقوا إلا بالكلمة الطيبة التي تنفع وتصلح الأمور، وتجنب الكلمات الجارحة التي تؤذي الناس وتزيد في نزاعاتهم وخلافاتهم.
اقرأ أيضًا: أحاديث تنهي عن السب
آيات تنهى عن السب والشتم
كما ذكرنا أحاديث الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- عن السب ومواضع النهي، نذكر للباحثين آيات تنهى عن السب والشتم، ومن هذه الآيات :
- قوله سبحانه وتعالى في الآية 108 من سورة الأنعام “وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.
وتجدر الإشارة إلى أنه في هذه الآية أمر للمسلمبن بأن لا يسبوا الأوثان التي يعبدها الكفار والمشركون، حتى لا ينتج عن ذلك الأمر سبهم لله عز وجل بالجهل والاعتداء.
- وفي الآية 104 من سورة البقرة قوله عز وجل “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ”.
وجدير بالذكر أن علماء الدين الإسلامي فسروا تلك الآية بأن لأن اليهود كانوا يلوون ألسنتهم للنبي صلى الله عليه وسلم قاصدين بذلك سبه عليه السلام ونسبته إلى الرعونة.
قد يهمك أيضًا: أحاديث اهل البيت عن السب
نصائح عن السب
ولأن الشيء بالشيء يذكر فكما ذكرنا أحاديث وآيات قرآنية تنهي عن السب والقذف نذكر نصيحة عن السب، فإذا كنت تريد التخلص من عادة الشتم والسب، فإليك بعض النصائح التي قد تساعدك:
- تذكر دائما أن الدين الإسلام يحرم السب والشتم ويأمر بالتعامل بالمحبة والرحمة والتسامح، وأن الله يحب المحسنين والصابرين.
- قم بتقوية إيمانك وتذكر أن السب والشتم يؤثران سلباً على صحتك النفسية وأيضًا الروحية.
- من الضروري محاولة تجنب المواقف التي تثير غضبك أو تسبب لك إحراجاً، وتحدث مع الناس بلطف واحترام، ولا تدع الغضب يسيطر عليك حتى لا تجد نفسك تسب وتشتم.
- قم بتحليل سبب تلك العادة عندك، فهل تنشأ من خلال البيئة الاجتماعية المحيطة بك، أو بسبب التوتر والضغوط الحياتية، أو من خلال الألفاظ الخادشة التي تسمعها في الأفلام والبرامج التلفزيونية؟، وعند إيجاد إجابة مناسبة ستعلم بداية الطريق للتخلص منها.
- قم بالبحث عن البديل الأفضل والأنسب، بحيث تستخدم الكلمات اللطيفة والجميلة التي تساعد في التواصل بشكل جيد وفعال.
- ابحث عن الدعم اللازم من الأشخاص المقربين إليك، وتحدث معهم عن مشاعرك واحتياجاتك، ولا تتردد في الطلب منهم النصح والدعم لكي تتخلص من عادة السب.
- اذا وقعت في الخطأ وقمت بالشتم أو السب، فلا تتردد في الاعتذار والتوبة إلى الله، وحاول أن تعوض بالخير والعفو والمحبة.
- إذا وجدت نفسك في وضع يدفعك للافتراء أو السب أو الشتم، فالأفضل لك هو التحلي بالصبر والاحتفاظ بمشاعرك وعدم الانجرار وراء الغضب والعصبية. قد يتعرض أي شخص للإساءة من الآخرين في أي وقت، ولكن الأهم هو كيفية التعامل مع تلك الإساءات بطريقة محترمة وبناءة.
- لا تتورط في شجار مع الشخص الذي يعتاد السب، ولا تدخل في حوار بغرض إثبات عدم صحة ما يقول، فقد يزيد ذلك من حدة الوضع ويزيد الجدل والخلاف.
في الختام، فإن الإسلام يحرم السب والشتم والقذف، ويأمر بالتعامل بالمحبة والرحمة والتسامح، ويجعل من صفة المؤمنين والمسلمين الحفاظ على لسانهم وعدم إيذاء الناس بكلماتهم. وعلينا جميعًا أن نتعلم كيفية التحلي بالأخلاق الحميدة والتعامل مع الآخرين بإحسان، وأن نحترم حقوق بعضنا البعض، ونتجنب التصرفات الخاطئة التي تؤذي الناس وتزيد من الفتن والنزاعات.
وعندما يسب الآخرون، فالأفضل لنا أن نتجاهلهم ونتجنب الرد عليهم بنفس الطريقة، وبدلاً من ذلك نركز على أهمية التواصل الحضاري والمحترم والمبني على الاحترام والتقدير. كما ينبغي علينا البحث عن الحلول البناءة للخلافات والمشكلات وتحلي بالأدب والأخلاق الحميدة في التعامل مع الآخرين.