تعتبر السرقة من الجرائم الخطيرة في الإسلام، وهي محرمة شرعاً وتعد من الأعمال التي يستوجب عقابها في الدنيا والآخرة، وفي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وردت العديد من الأحاديث والآيات التي تنص على تحريمها، وهناك أكثر من حديث الرسول عن السرقة، والتي تنصح عباد الله المسلمين بتجنبها فيه من أشد الأفات الخطيرة في المجتمعات منذ قديم الأزل.
وعبر السطور التالية من هذا التقرير يعرض موقع الجواب 24 العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت إلينا عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن السرقة، بالإضافة إلى توضيح حكم السارق في ضوء القرآن الكريم، واستعراض أضرار السرقة إذا انتشرت في المجتمعات، وبعض الأقوال التي تعبر عنها، وذلك على النحو التالي.
حديث الرسول عن السرقة
هناك أكثر من حديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن السرقة، وعن تحريمها، نذكر منها الآتي:
- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لعن الله السارق، يسرق البَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يده، ويسرِقُ الحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ”.
- كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :”بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا ولا تزنوا”.
- وأيضًا قال صلى الله عليه وسلم “لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن”.
- كما قال صلى الله عليه وسلم: “لقد جيء بالنار، وذلكم حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها (أي لهيبها)، وحتى رأيت فيها صاحب المحجن (عصا ثني طرفها) يجرُّ قُصْبَه ( أمعاءه) في النار؛ كان يسرق الحاج بمحجنه، فإن فطن له قال: إنما تعلق بمحجني، وإن غفل عنه ذهب به”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إنما أهلك الذين قبلكم انهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها”.
- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: إن امرأة سرقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بها الذين سرقتهم، فقالوا: يا رسول الله! إن هذه المرأة سرقتنا، قال قومها: فنحن نفديها بخمسمائة دينار. فقال: «اقطعوا يدها». فقطعت يدها اليمنى. فقالت المرأة: هل لي من توبة؟ قال: «نعم. أنت اليوم من خطيئتك كيوم ولدتك أمك» . فأنزل الله عز وجل في سورة المائدة: “فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ”.
- وعن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم “أنَّها قالت أفتِنا يا رسولَ اللهِ عن السَّرقةِ قال مَن أكَلها وهو يعلَمُ أنَّها سرقةٌ فقد أشرَك في إثمِ سرقتِها”.
وتجدر الإشارة إلى أن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن السرقة تحتوي على عدة فوائد، منها أنها تحذر المسلمين من السرقة وتوضح أنها من الكبائر ومن الأعمال الخطيرة في الإسلام. كما تشير هذه الأحاديث إلى العقوبات الشديدة التي يجب أن يتعرض لها السارق في الدنيا والآخرة. وتعلم المسلمون من هذه الأحاديث أن الإسلام يدعو إلى الصدق والأمانة والتعاطف والتضامن الاجتماعي، ويحث على إحسان المعاملة مع الناس وعلى الابتعاد عن الظلم والاضطهاد. وبالتالي، فإن السرقة تتعارض تماماً مع هذه القيم والمبادئ الإسلامية.
اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن الرزق
حكم السارق في القرآن
وللباحثين عن حكم السارق في القرآن نوضح لهم أن الله سبحانه وتعالى قال في الآية 38 من سورة المائدة: “وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”.
وتعني هذه الآية أن السارق والسارقة يجب أن يعاقبوا بقطع أيديهما، وذلك كعقوبة شرعية عادلة على جريمة السرقة، ويجب التأكيد على أن هذه العقوبة تطبق في حالة إدانة السارق بالجريمة، بعد إجراء الاختبارات القانونية اللازمة للتأكد من إدانته. ويجب أن يكون هناك شهود وأدلة قوية وواضحة على ارتكاب السارق لجريمته.
ومن المهم الإشارة إلى أن الحكم بقطع يد السارق يعتبر حكماً رادعاً، يهدف إلى تقليل جرائم السرقة في المجتمع. وترى الشريعة الإسلامية أن تنفيذ هذا الحكم يحقق العدالة والمساواة في المجتمع، ويحمي الحقوق والممتلكات والأموال لجميع أفراد المجتمع، مما يعزز الأمن والاستقرار في المجتمع.
أضرار السرقة
هناك عدد من الأضرار التي تعود على الإنسان وعلى المجتمع من السرقة، ولهذا حرمها الله سبحانه وتعالى في الدين الإسلامي، ومن هذه الأضرار نذكر الآتي:
- من أبرز أضرار السرقة وقوع الأضرار المادية، حيث تؤدي السرقة إلى خسارة الممتلكات والأموال للشخص المسروق منه، وقد تؤدي السرقة إلى تدمير الأموال والممتلكات بشكل كامل.
- هذا بالإضافة إلى الأضرار النفسية، فإن الشخص المسروق منه يعاني من شعور بالانتهاك والتعرض للاعتداء، وقد يصاب بالصدمة والخوف والقلق بشكل كبير، كما يمكن أن يؤدي السرقة إلى تدمير الثقة بين الأفراد في المجتمع.
- بالإضافة إلى الأضرار الاجتماعية، حيث تؤدي السرقة إلى تفكك العلاقات الاجتماعية بين الناس، كما تؤثر سلباً على الحياة الاجتماعية للمجتمع بشكل عام، وتزيد من معدلات الجريمة في المجتمع.
- الأضرار القانونية، حيث يتعرض الشخص المتورط في جريمة السرقة إلى مساءلة قانونية، وقد يواجه عقوبات قاسية من بينها السجن والغرامات المالية وحتى الإعدام في بعض الدول.
لذلك، يجب أن يكون الوعي الاجتماعي والتربية الدينية هما الحل الأمثل للحد من جرائم السرقة وتقليل تأثيراتها السلبية على المجتمع، كما يجب أن يتم تطبيق العدالة بحسب القانون الإسلامي والقانون المدني للحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمع.
قد يهمك أيضًا: كيفية التخلص من السرقة عند الاطفال
أقوال عن السرقة
بعد التعرف على حديث الرسول عن السرقة وحكم السارق، هناك عدد من الأقوال التي تعبر عن مدى بشاعة جريمة السرقة وانتشارها في المجتمع، ومن هذه الأقوال نذكر الآتي:
- السارق يسرق أكثر من مجرد ممتلكات، إنه يسرق أيضًا السلامة والأمان في المجتمع.
- السارق يغوص في الوحل، وزورق الرجل الأمين يقلع مع النسيم.
- “إذا كان لدينا مجتمع يريد الازدهار، يجب علينا أن نضع حدًا للسرقة والفساد.
- “السرقة هي أخطر أشكال الفساد التي يمكن أن تفسد المجتمع.
- يعتقد السارق أنّ كل الناس لصوص.
- لا يمكن أن تكون هناك حرية وعدالة في مجتمع يعاني من السرقة والفساد.
- يجب أن نتحلى بالأمانة والشفافية في جميع تعاملاتنا، ونتحدى جميع أشكال السرقة والضلال.
- عندما يتوقف اللص عن السرقة، يتوقف الكلب عن النباح.
- السرقة هي علامة على الضعف الأخلاقي، وهي تدمر القيم وتفسد المجتمع.
- هناك إثم واحد فقط، واحد فقط، وهو السرقة كل إثم آخر سرقة من نوع ما.
- السرقة هي جريمة تستحق العقاب الشديد لأنها تؤدي إلى الخسائر الفادحة للأفراد والمجتمع.
- المال السائب يعلم اللصوص السرقة.
وفي الختام وباختصار، تعتبر جريمة السرقة من الجرائم الكبيرة في الإسلام وتترتب عليها أضرار كثيرة على المجتمع والفرد، وتحمل السرقة عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة. يجب على المسلمين الامتثال لأحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بجرائم السرقة، ويجب على الحكومات أن تضع إجراءات صارمة لمحاربة هذه الجريمة وتطبيق القانون بشكل صارم للحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمع. يجب علينا جميعًا التحلي بالأمانة والنزاهة في جميع الأوقات وتعزيز قيم العدل والإنصاف والإحسان في المجتمع للحفاظ على سلامته واستقراره.
