يبحث الكثير من الأشخاص عن الإجابة سؤال ما هي روحانيات حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله، التي وردت في الآية 59 من سورة التوبة، تلك السورة التي تعتبر واحدة من السور المدنية ومن أواخر ما نزل على الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- من القرآن الكريم، ويبلغ عدد آياتها 129 آية، وترتيبها في المصحف الشريف هو التاسع.
فما هي روحانيات حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله، وما هو سبب نزول تلك الآية، وما هو حكم الدعاء بتلك الآية، بالإضافة إلى ذكر فضل حسبنا الله، وكل هذه الأمور وأكثر نجدها في السطور التالية من هذا التقرير.
سبب نزول آية روحانيات حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله
نزلت هذه الآية لتوضح حال المنافقين، وقلة أدبهم مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّه قال: “بيْنَما النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْسِمُ، جَاءَ عبدُ اللَّهِ بنُ ذِي الخُوَيْصِرَةِ التَّمِيمِيُّ، فَقالَ: اعْدِلْ يا رَسولَ اللَّهِ، فَقالَ: ويْلَكَ، ومَن يَعْدِلُ إذَا لَمْ أعْدِلْ قالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: دَعْنِي أضْرِبْ عُنُقَهُ، قالَ: دَعْهُ، فإنَّ له أصْحَابًا، يَحْقِرُ أحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مع صَلَاتِهِ، وصِيَامَهُ مع صِيَامِهِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ في قُذَذِهِ فلا يُوجَدُ فيه شيءٌ، قالَ: فَنَزَلَتْ فى حالهم آية رقم 58 من سورة التوبة: “وَمِنْهُمْ مَن يَلْمِزُكَ في الصَّدَقَاتِ”.
فوردت تلك الآية التي سبقت الآية التي تحتوي على حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله لتوضح حال المنافقين، وما بدر منهم من سوء أدب مع الرسول -عليه الصلاة والسلام- أثناء توزيعه للغنائم، ثم نزلت الآية القادمة، والتي يقول فيها الله سبحانه: (وَلَو أَنَّهُم رَضوا ما آتاهُمُ اللَّهُ وَرَسولُهُ وَقالوا حَسبُنَا اللَّهُ سَيُؤتينَا اللَّهُ مِن فَضلِهِ وَرَسولُهُ إِنّا إِلَى اللَّهِ راغِبونَ)، “سورة التوبة الآية رقم 59.
ووردت تلك الآية على وجه الخصوص حتى تنبه إلى الأشخاص المنافقين، في حالة أنهم رضوا بقسمة الله عز وجل ورسوله عليه أفضل الصلاة والسلام/ وقالوا كفينا الله وحده، وقالوا إنا لله نتصرف ونقبل ونعمل لكان خيراً لهم من طمعهم.
اقرأ أيضًا: دعاء قصير
روحانيات حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله
وفيما يخص روحانيات حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله التي يبحث عنها الكثير من الأشخاص، فيقال أن لتلك الآية فضل وروحانيات خاصة، ففي حالة تطهر الشخص في البدن وفي الثياب، وتعطر ووضع البخور الطيب وجاء في يوم الأربعاء الأول من الشهر، وبعد صلاة العشاء، يقوم العبد المسلم بصلاة ركعتين بسورة الفاتحة وسورة النصر، ثم بعد ذلك يقول “أستغفر الله ربي إنه غفار” ويكرره ألف مرة، وبعد ذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم ما يقرب من ألف مرة أيضًا.
وتواصل تلك الأقاويل أنه بعد أن يردد المسلم الأدعية السابقة يقوم بترديد “حَسْبُنَا اللَّـهُ سَيُؤْتِينَا اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّـهِ رَاغِبُونَ” ما يقرب من ألف مرة، ويردد المسلم قول “يا الله يا رحيم يا كريم ياذو العزة والقوة المتين” ألف مرة و يكرر الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم ألف مرة، ثم ينام في استقبال القبلة ليحصل على روحانيات تلك السورة.
وورد على لسان أحد الفقهاء أنه قال “والله! ما دعوت بهذا الدعاء بعد التشهد الأخير في أمر عسير إلا تيسر”، وعن فضل ورحانيات تلك الآية أيضًا تداول البعض تسجيل لأحد الشيوخ قال فيه : إذا ضيِّق عليك في الرزق قل: حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون، أعيد: إذا ضيِّق عليك في الرزق قل: حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون”.
حكم الدعاء بحسبنا الله سيؤتينا الله من فضله
وفيما يخص حكم الدعاء بحسبنا الله سيؤتينا الله من فضله، قال عبد المحسن بن حمد العباد البدر، المحدث الفقيه والمدرس بالمسجد النبوي الشريف، ومدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقاً في تفسيره للإدعاءات السابقة حول روحانيات تلك الآية وحكم الدعاء بها، إنه ليس في تلك الآية دعاء، بينما فيها الإعلام عن عدد من المنافقين الذين كانت الدنيا تشغلهم، فيقومون بالرضا إذا أعطوا شيئ من الدنيا، ثم يسخطون مرة أخرى إذا لم يأخذوا شيئًا منها، فأرشدهم الله إلى الرضا بالشيء الذي آتاهم الله عز وجل لهم، ونصب رسوله صلى الله عليه وسلم سبب في ذلك الأمر، كما ورد على لسان النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما أنا قاسم والله يعطي”.
وتابع المحدث الفقيه وفق ما ورد على أحد مواقع الانترنت قائلا “وأما قولهم: سيؤتينا الله من فضله ورسوله فليس بدعاء، وإنما فيه إخبار عما يؤمِّلونه ويحصل لهم من الله ورسوله من الإيتاء في المستقبل كما حصل في الماضي في قوله: {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ}.
وأفاد الفقيه الإسلامي أنه يمكن استبدال الدعاء بحسبنا الله سيؤتينا من فضله بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم “اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”.
قد يهمك أيضًا: ايات قرانية عن الثقة بالله
فضل حسبي الله ونعم الوكيل
يعتبر دعاء حسبي الله ونعم الوكيل من الأدعية التي تلائم العبد المسلم في الكثير من المواقف، ويمكن الدعاء بها بدلا من ” حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله” التي اختلف علماء الدين الإسلامي في شأنها، فحسبي الله ونعم الوكيل مناسبة في كل موقف يصيب العبد المسلم سواء في هم أو في فزع أو خوف، وأيضًا في كل ظرف أو شدة تصيبه أو كرب يلم به، فهذا الدعاء لسان حال الكثير من المسلمين، وسبيل الالتجاء إلى الله عز وجل.
ومعنى حسبنا الله أن الله كافينا بالفل ، فالحسب يقصد به الكافي أو معناه الكفاية، والمسلم الحقيق الذي يؤمن بأن الله عز وجل بقوته وقدرته وأيضًا بعظمته وأيضًا جلاله له القدرة على أن يكفي العبد المسلم من كل ما ألم ومصاب وهم أصابه.
أما ونعم الوكيل فهي مدح لله عز وجل، فهو القائم على مصالح العباد وعلى أمورهم، وهو الكفيل بهم، وهو الله عز وجل أفضل وأعظم وكيل، حيث أن الإنسان الذي يتوكل على الله يكفيه ، ومن ذهب بكل عواطفه ومشاعره بكل صدق إلى الله سبحانه وتعالى لم يخب ظنه فيه عز وجل.
ومن جانبه أوضح ابن تيمية، شيخ الإسلام رحمه الله عليه حول حسبنا الله قائلا “وقد ذكر الله هذه الكلمة (حسبي الله) في جلب المنفعة تارة، وفي دفع المضرة أخرى، فالأولى في قوله سبحانه وتعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ} الآية، والثانية في قوله: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} في سورة آل عمران الآية 173.
وفي ختام هذا التقرير ننوه على ضرورة ترديد أذكار الصباح والمساء والتي تحتوي على دعاء “حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم” سبع مرات، حتى يكفيه الله ما أهمه من أمور الدنيا والآخرة.
اقرأ أيضًا: فضل أذكار الصباح والمساء
