هل مرض التوحد عين
يبحث الكثير من أولياء الأمور عن الإجابة على سؤال هل مرض التوحد عين، ذلك الاضطراب العصبي الذي يؤثر على تطور الأطفال في مجالات مختلفة، مثل التواصل اللفظي وغير اللفظي، والتفاعل الاجتماعي، والسلوك والاهتمامات، ويوضح موقع الجواب 24 عبر السطور التالية من هذا التقرير الإجابة على هذا السؤال.
وذلك حيث يظن البعض أن طفلهم قد يصاب بالتوحد نتيجة تعرضه للعين أو الحسد فيمرض الصغير بهذا المرض، وهذا ما سيتم توضيحه عبر السطور التالية من هذا التقرير، بالإضافة إلى ذكر معلومات هامة حول التوحد وما هي أعراضه وأسبابه وطرق علاجه والوقاية منه.
هل مرض التوحد عين
للباحثين عن الإجابة على سؤال هل مرض التوحد عين نوضح لهم أن الإجابة لا، حيث أن مرض التوحد ليس عينًا، بل هو اضطراب عصبي يصاب به الأطفال، ويتم من خلاله التأثير على تطور الطفل في مجالات مختلفة، منها على سبيل المثال التواصل اللفظي وغير اللفظي، والتفاعل الاجتماعي، والسلوك والاهتمامات، ويصيب مرض التوحد الأطفال منذ الصغر، وعادة ما يظهر الاضطراب في السنوات الأولى من الحياة، ويستمر عادة طوال فترة الحياة.
أعراض التوحد
يتميز مرض التوحد بوجود اضطراب في التفاعل الاجتماعي والتواصل، بالإضافة إلى تكرار سلوكيات وأنماط معينة، ويمكن أن تظهر هذه الأعراض في سن مبكرة. ومن بين أبرز الأعراض التي يمكن أن يعاني منها الأشخاص المصابون بمرض التوحد:
- صعوبة التواصل الاجتماعي حيث يشعر الأشخاص المصابون بمرض التوحد بصعوبة في التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين، ويفتقرون إلى المهارات اللازمة للتعبير عن المشاعر والرغبات والأفكار، فمثلا تجده يرفضه أن يقبله أو يعانقه أحد، وتجده دائما منكمش، لا يستجيب إذا نادى أحد على اسمه.
- التكرار الحركي والسلوكيات المحدودة حيث يميل الأشخاص المصابون بمرض التوحد إلى تكرار الحركات والسلوكيات الخاصة بهم بشكل مستمر، وقد يتجاهلون الأنشطة الاجتماعية العادية، مثل حركات الجسم المتكررة مثل الهز والتأرجح والنط والركض بشكل متكرر، ومثل حركات اليدين المتكررة مثل القرصة والحركات الدائرية.
- تأخر في التطور اللغوي حيث يشعر الأشخاص المصابون بمرض التوحد بصعوبة في فهم اللغة الكلامية واستخدامها بشكل صحيح، ويمكن أن يتحدثوا بشكل متأخر أو يستخدموا الكلمات بشكل غير صحيح.
- عدم التحمّل للتغييرات حيث يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بمرض التوحد من صعوبة التأقلم مع التغييرات في الروتين اليومي مثل الروتين في الذهاب إلى المدرسة، وقد يؤدي ذلك إلى الاضطرابات السلوكية.
هناك أيضًا أعراض أخرى يمكن أن تصاحب مرض التوحد، مثل الحساسية الزائدة لبعض المواد الغذائية أو الأصوات أو الألوان أو الضوء، والتأخر في التطور الحركي، والتركيز الزائد على التفاصيل الصغيرة. يجب على الأشخاص الذين يشعرون بأي من هذه الأعراض.
قد يهمك أيضًا: اعراض التوحد عند الاطفال وعلاجه
أسباب التوحد
تعد أسباب مرض التوحد متعددة ومعقدة ولم تتضح بعد بشكل كامل. إلا أن هناك بعض العوامل التي تم تحديدها من خلال الأبحاث والدراسات السابقة، وهي كالتالي:
- من أبرز أسباب مرض التوحد العوامل الوراثية، حيث يبدو أن العوامل الوراثية تلعب دوراً كبيراً في الإصابة بمرض التوحد، حيث يكون لدى الأشخاص المصابين بالمرض نسبة عالية من التغييرات الجينية في الدماغ، ويكون لدى بعض الأشخاص أقارب مصابون بالتوحد.
- العوامل البيئية حيث تشمل العوامل البيئية المختلفة التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض التوحد عددًا من العوامل، منها التعرض للمواد الكيميائية والمعادن الثقيلة، والتعرض للإشعاع، والتعرض لبعض العدوى والأمراض خلال فترة الحمل أو في سن مبكرة.
- التحديات العصبية والتطورية حيث تشير الأبحاث إلى أن بعض التحديات العصبية والتطورية التي تؤثر على الطفل في مرحلة مبكرة قد تؤدي إلى الإصابة بمرض التوحد، مثل صعوبات التواصل الاجتماعي وتأخر في التطور اللغوي والحركي.
- هناك بعض الدراسات التي تشير إلى وجود صلة بين التعرض المفرط للشاشات وارتفاع معدلات الإصابة بمرض التوحد، ولكن هذه الدراسات لا تزال قيد البحث والتحليل.
- كما هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن بعض الأحداث التي تحدث خلال فترة الحمل والولادة قد تزيد من مخاطر الإصابة بمرض التوحد، مثل التعرض للعدوى وبعض المواد الكيميائية والأدوية، ولكن هذه النتائج لا تزال تحتاج إلى مزيد من الدراسة والتحليل.
اقرأ أيضًا: علامات التوحد البسيط عند الاطفال
علاج التوحد
لا يوجد حتى الآن علاج شامل لمرض التوحد، ولكن يمكن التحكم في الأعراض وتحسين جودة الحياة للأشخاص المصابين بهذا المرض عن طريق عدة طرق علاجية. ومن بين هذه الطرق:
- العلاج السلوكي حيث يتم عن طريق هذا النوع من العلاج تدريب الأشخاص المصابين بمرض التوحد على المهارات الاجتماعية والتواصل وتقليل التكرار الحركي والسلوكيات المحدودة.
- العلاج النفسي حيث يتضمن هذا النوع من العلاج تقديم الدعم النفسي والعاطفي للأشخاص المصابين بمرض التوحد وعائلاتهم، وتحسين القدرة على التعامل مع التحديات اليومية.
- العلاج الدوائي حيث يستخدم الأدوية في بعض الأحيان لتحسين بعض الأعراض المرتبطة بمرض التوحد، مثل القلق والاكتئاب.
- علاج يعتمد على توفير البيئة المناسبة والمحفزة لتطوير المهارات الاجتماعية والتواصلية وتعزيز العلاقات الاجتماعية.
يجب على أولياء الأمور الذين لديهم أطفال مصابين بمرض التوحد العمل مع فريق من الأطباء والمختصين في الصحة النفسية لتطوير خطة علاجية مناسبة تناسب احتياجات المصابين الخاصة وتحسين جودة حياتهم وفقًا للظروف الفردية.
عوامل خطر الإصابة بالتوحد
هناك عدة عوامل تعتبر عوامل خطر للإصابة بمرض التوحد، ومن أبرزها:
- العوامل الوراثية حيث يعتبر وجود التوحد لدى أحد الأشقاء أو الوالدين أحد العوامل الرئيسية لزيادة خطر الإصابة بالمرض.
- العوامل البيئية مثل التعرض للمواد الكيميائية والعدوى والإشعاعات، والتي يمكن أن تؤثر على تطور الدماغ وتزيد من خطر الإصابة بمرض التوحد.
- التأخر في التطور اللغوي والاجتماعي من ضمن عوامل خطر الإصابة بالتوحد.
- الجنس حيث حيث يبدو أن الأولاد يصابون بمرض التوحد بمعدلات أعلى من الفتيات.
- عوامل أخرى مثل العمر الزمني للأم عند الولادة، والأمراض المزمنة للأم، وعدم تلقي الرعاية الصحية الكافية.
يجب الإشارة إلى أن وجود أحد هذه العوامل لا يعني بالضرورة الإصابة بمرض التوحد، ولكنها تزيد من خطر الإصابة بالمرض. وينصح الأطباء بإجراء الفحوصات اللازمة لتشخيص المرض وتقديم العلاج المناسب في أقرب وقت ممكن.
طرق الوقاية من التوحد
لا يوجد طريقة مؤكدة للوقاية من مرض التوحد، ولكن هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بالمرض :
- الحمية الغذائية حيث يجب تناول الأطعمة الصحية والمتوازنة والتي تحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية للنمو والتطور الصحيح للجسم.
- الحماية من التعرض للمواد الكيميائية الضارة مثل الزئبق والرصاص والمواد الكيميائية الأخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض التوحد.
- الرعاية الجيدة للأمهات خلال الحمل حيث توجد بعض الدراسات التي تربط بين صحة الأم الجيدة وتقليل خطر الإصابة بمرض التوحد للطفل.
- الرعاية الصحية المبكرة حيث يجب تشخيص مرض التوحد في وقت مبكر وتوفير العلاج والرعاية المناسبة للأطفال المصابين بهذا المرض.
- تقليل وقت التعرض للشاشات لدى الأطفال وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة الخارجية والاجتماعية والإبداعية التي تعزز نموهم الصحي والعقلي.
لا يمكن التحكم في كل العوامل المؤثرة في الإصابة بمرض التوحد، ولكن باتباع بعض الإجراءات الصحية الوقائية يمكن تقليل خطر الإصابة بهذا المرض.
اقرأ أيضًا: أعراض التوحد في الأطفال الرضع والأطفال ما قبل السنتين