مريض السكري هل عليه قضاء
ينتظر المسلمون شهر رمضان المبارك من العام إلى العام لما فيه من خيرات وبركات وأجر كبير لمن يصوم الشهر ويحسن عبادة الله عز وجل ولكن هناك مرضى لا يمكنهم الصوم ومن هؤلاء بعض حالات مرضى السكر وهو ما يثير العديد من التساؤلات ومن أهمها مريض السكري هل عليه قضاء؟.
خلال هذا المقال على موقع الجواب 24 نستعرض أقوال العلماء في الإجابة على سؤال مريض السكري هل عليه قضاء؟، وما هي أحكام صيام مرضى السكري على اختلاف درجاتهم وأنواعهم، ومتى يجوز الصيام ومتى يجب الفطر، وما هي كفارة مريض السكر الذي لا يستطيع صيام رمضان؟.
مريض السكري هل عليه قضاء
قبل أن نستعرض أقوال العلماء في الإجابة على سؤال مريض السكري هل عليه قضاء، يجب أن نعرف أولًا أن مرض السكر هو من الأمراض المزمنة التي لها تأثير كبير على بعض العبادات لاسيما الصيام، وذلك لأن مريض السكر قد يحتاج إلى تناول كميات كبيرة من الماء وكمية معينة من الوجبات على مدار اليوم حتى لا تحدث له مضاعفات خطيرة.
وهناك بعض حالات مرض السكر التي يمكنها الصيام بعد استشارة الطبيب، ولكن هناك حالات أخرى لا يمكن معها الصوم وأجاز لها العلماء الفطر، فقد صنف الأطباء مرضى السكري إلى ثلاث فئات مقسمون كالتالي:
- الفئة الأولى: مرضى معرضون لمضاعفات خطيرة وضرر بالغ عند الصيام، وهؤلاء لا يجب عليهم الصيام.
- الفئة الثانية: هم المرضى الموصوف لهم بعض العقاقير مع برنامج غذائي محدد لضبط مستوى السكر في الدم، وهذه الفئة مقسمة إلى نوعان: الأولى تأخذ عقاقير السكر مرة واحدة في اليوم وفي هذه الحالة يمكنها الصيام، والثانية تحتاج إلى تناول الحبوب مرتين أو ثلاث مرات يوميًا وفي هذه الحالة يمكنها الصيام مع تناول العقاقير قبل الفجر وبعد الإفطار ولكن إذا كان تأخير العقاقير لا يؤثر على المريض، أما إذا كان يسبب مضاعفات فيجب الفطر.
- الفئة الثالثة: المرضى الذين يتعاطفون حقن الأنسولين، ويغلب على ظن الأطباء قدرتهم على الصيام عن طريق تنظيم الوجبات مع ممارسة الرياضية، وفي هذه الحالة يأخذ المريض الحقن ويصح الصيام، أما إذا كان لابد أن يتبع حقنة الأنسولين شرب الماء أو تناول الطعام فعلى المريض أن يفطر.
وبعد معرفة أنواع أو فئات مرضى السكري وحكم صيام كل منهم نعود للإجابة على سؤال مريض السكري هل عليه قضاء؟، وهنا أوضح العلماء أن مريض السكر الذي يستطيع الصيام بعد رمضان فعليه قضاء الصيام متى شعر بتحسن حالته وقدرته على الصيام.
أما إذا كان مريض السكري غير قادر على الصيام بعد رمضان واشتد عليه المرض، أو كان من النوع الذي يحتاج إلى تناول العقاقير خلال النهار أو يلزم معه شرب الماء وتناول الطعام على مدار اليوم فعليه الكفارة، وهي كما جاء في قوله تعالى في سورة البقرة :” فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ”.
وقد اشترط العلماء في فطر مريض السكري أن يكون طبيب مسلم ذو ثقة هو الذي أخبره بعدم استطاعته على الصيام في رمضان أو بعد رمضان، وفي هذه الحالة على المريض أن يطعم مسكينًا واحدًا عن كل يوم من أيام شهر رمضان.
صيام مريض السكر النوع الأول
كما أوضحنا خلال الإجابة على سؤال مريض السكري هل عليه قضاء، أن هناك فئات أو درجات مختلفة من مرضى السكري، فهناك مرضى السكر من النوع الأول، وهناك مرضى السكر من النوع الثاني، فما حكم صيام كل من مرضى النوعين؟.
بحسب رأي العلماء فإن مريض السكر من النوع الأول الذي يحتاج إلى تناول المياه والطعام خلال النهار، ولا ينضبط معه مستوى السكر في الدم من خلال الأنشطة البدنية والرياضة وتنظيم الوجبات الغذائية ما بين المغرب والفجر، فلا يمكنه الصيام، لأن الصيام سيشكل عليه جهدًا كبيرًا ويمكن أن يصيبه بضرر بالغ.
وقد أجمع العلماء أنه في حالة تأكيد الأطباء على وقوع ضرر أو مضاعفات صحية خطيرة على المريض إذا صام نهار رمضان فعلى المريض أن يفطر، فهي رخصة الله عز وجل للمرضى ولا يمكن للمريض أن يصر على الصيام إذا علم بخطورة ذلك، وإلا سيكون ممن يرمي بنفسه إلى التهلكة.
اقرأ أيضًا عبر قسم أعراض وأمراض: هل مريض السكري يشتهي الحلويات
حكم صيام مريض السكر النوع الثاني
وكما هو الحال في حكم مريض السكر من النوع الأول، يأتي حكم صيام مريض السكر النوع الثاني، فهذه الفئة من المرضى تحتاج إلى العقاقير الطبية إلى جانب برنامج غذائي محدد حتى ينضبط مستوى السكر في الدم، وغالبًا يصعب السيطرة على نسبة السكر في الدم مع الصيام، لذلك يتوقع الأطباء أن الصيام سيكون خطرًا على المريض.
ولقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أحكام الصيام لفئات مرضى السكري بناء على الطرق العلاجية ودرجات المرض، فإذا تأكدت احتمالات حدوث ضرر على المريض من الصيام وجب على المريض الإفطار، ويأثم إن صام.
وكذلك إذا غلب احتمال الضرر على ظن الأطباء وجب الإفطار، أما إذا كان احتمال الضرر بسيط أو منخفض فيمكن الأخذ برخصة الإفطار أو الصوم بعد استشارة الطبيب، فهو الذي يقدر مدى تأثير الصوم على حالة المريض ومدى قدرته على تحمل الصيام.
وفيما يتعلق بمريض السكر من النوع الثاني، فقد أثبتت العديد من الدراسات أن الصيام يشكل خطرًا على المريض، لأن توقف الأدوية قد يسبب انخفاض مستويات السكر في الدم، وما يصاحب ذلك من أعراض خطيرة، مثل سرعة ضربات القلب والدوخة والغثيان وضبابية الرؤية وانخفاض مستوى الطاقة في الجسم وفقدان الوعي.
وفي بعض الحالات فإن الصيام قد يهدد حياة مريض السكر من النوع الثاني، وذلك لأن انقطاع المريض عن تناول الطعام والمياه لفترات طويلة تدفعه لتناول كميات كبيرة عند الإفطار، وهو ما يزيد من احتمالية ارتفاع سكر الدم، وما يصاحبه من مضاعفات مثل، الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية.
كفارة مريض السكري في رمضان
بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال مريض السكري هل عليه قضاء، ومعرفة أحكام الصيام لمرضى السكري من النوع الأول والثاني، يجب أن نعرف ما هي كفارة مريض السكري في رمضان، وهل يجوز دفع قيمة مالية بدلًا من الحبوب؟.
لقد حدد العلماء مقدار الفدية المفروضة على المريض الذي لا يستطيع صيام شهر رمضان ولا يمكنه قضاؤه بعد انقضاء الشهر، وهي مد من الطعام من غالب قوت البلد، والمقصود بالمد هو ما يساوي 750 جرامًا تقريبًا من الأرز وغيره من الحبوب، وذلك على مذهب المالكية والشافعية.
واستند العلماء في حكم كفارة مريض السكر وغيره من المرضى بقوله تعالى :”عَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ”، وقد ذكر ابن عباس –رضي الله عنهما- في تفسير الآية أنها نزلت رخصة رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان الصيام، فيطعمان مكان كل يوم مسكينًا.
وقد اختلف العلماء حول جواز دفع قيمة الفدية، فمنهم من أوجب إخراجها طعامًا وذلك على مذهب الجمهور، أما مذهب الحنفية فقد أجاز إخراج قيمة الفدية مالًا، وترى دار الإفتاء المصرية بجواز إخراج قيمة الفدية لما فيه من مصلحة للمساكين، ويمكن إخراج قيمة الفدية مجتمعة على شهر رمضان كله ويمكن إخراجه يوم بيوم.
اقرأ أيضًا : هل يعيش مريض السكري حياة طبيعية