دين

أسماء زوجات الرسول وعددهم بالترتيب

يُعدّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم قدوةً للمسلمين في كل جوانب حياته، بما في ذلك علاقاته الزوجية،  تزوج اعدة مرات، وكان لكل زوجة من زوجاته رضي الله عنهن دورٌ مهم في حياته وفي نشر رسالة الإسلام، ولهذا يسعى البعض لمعرفة أسماء زوجات الرسول وعددهم بالترتيب.

حيث يُعد فهم ترتيب زيجات النبي وأسماء زوجاته جزءًا من معرفة التاريخ الإسلامي وتقدير للنساء اللاتي ساهمن في بناء أمة الإسلام، وفي هذا التقرير، سنستعرض أسماء زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وعددهن بالترتيب الزمني، مع تسليط الضوء على دور كل منهن في حياة النبي والمسلمين.

أسماء زوجات الرسول وعددهم بالترتيب

لمن يبحث عن أسماء زوجات الرسول وعددهم بالترتيب نوضح لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج بإحدى عشرة زوجة، شرفهن الله بقوله: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)، وهذه الزوجات كن أمهات المؤمنين وهن زوجاته -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة.

وقد تُوفي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو راضٍ عنهن جميعاً، وعددهن عند وفاته كان تسع زوجات، وهن: سودة بنت زمعة، عائشة بنت أبي بكر، حفصة بنت عمر بن الخطاب، أم سلمة هند بنت أبي أمية، زينب بنت جحش، أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، جويرية بنت الحارث، صفية بنت حيي بن أخطب، وميمونة بنت الحارث -رضي الله عنهنّ جميعاً-.

تعددت آراء المؤرخين وأهل السير في موضوع الترتيب الزمني لزواج النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من أمّهات المؤمنين، وترتيبهن الشائع يكون على النحو التالي:

1.خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-

كانت خديجة أولى زوجات النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، وكانت مثالاً للزوجة الصالحة والداعمة، وهي أمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى القُرَشيّة، وأمّها فاطمة بنت زائدة.

كانت امرأة ثرية تعمل في التجارة وتستأجر الرجال للعمل في تجارتها، سمعت بصدق رسول الله وأمانته، فاختارت أن تستأجره، ووافق النبيّ على ذلك. زادت تجارتها ازدهارًا ونجاحًا بفضل النبيّ، مما جعلها تُعجب بشخصيته وتعرض عليه الزواج عن طريق صديقتها نفيسة بنت منية.

تم الزواج وكان أبوها خويلد هو من تولّى أمر زواجها. كانت أول من آمن برسالة النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- وأول من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.

كانت أمًا لأبناء رسول الله جميعهم ما عدا إبراهيم الذي أنجبته مارية القبطية، بشرها الله بالجنة، ونالت شرف السلام من الله وجبريل -عليه السلام-. تُوفيت -رضي الله عنها- في السنة العاشرة من البعثة، وكان لوفاتها أثر عظيم في حياة النبيّ، حتى سُميت تلك السنة بعام الحزن.

2.سودة بنت زمعة -رضي الله عنها-

سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك، وأمها الشموس بنت قيس بن زيد من بني النجّار. كانت متزوجة من السكران بن عمرو، وتوفي عنها بعد إسلامه.

تزوجها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعد وفاة خديجة بثلاث سنوات، وكانت سودة تتميز بالكرم والبساطة، وقد جعلت يومها من رسول الله لعائشة -رضي الله عنها- عندما كبرت؛ حرصًا منها على البقاء في عصمة النبيّ وحبًا فيه.

تُوفيت في آخر خلافة عمر بن الخطّاب، وقيل سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهم جميعًا-.

3. عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها-

عائشة بنت أبي بكر الصدّيق -رضي الله عنهما-، وأمّها أم رومان بنت عامر بن عويمر.

كانت عائشة من أحب الأزواج إلى النبيّ، وكانت تتمتع بذكاء فائق وعلم غزير، وكانت مرجعًا لكثير من الصحابة في الأمور الفقهية. تزوجها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وهي في سن السادسة، ودخل بها في السنة الأولى للهجرة عندما بلغت تسع سنوات.

توفي عنها النبي وعمرها ثماني عشرة سنة، كانت من أفقه نساء الأمة، وكانت حافظة للعديد من الأحاديث النبوي، تُوفيت في السنة الثامنة والخمسين للهجرة عن عمر سبعة وستين عامًا، ودُفنت في البقيع.

4. حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنها-

حفصة بنت عمر بن الخطاب، وأمّها زينب بنت مظعون. وُلِدت قبل البعثة بخمس سنين، وكانت متزوجة من خُنيس السهمي الذي استُشهِد في غزوة بدر.

تزوجها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعد وفاة زوجها، وكانت امرأة متعلمة وحريصة على التعلم، وروت العديد من الأحاديث عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-. توفيت في السنة الخامسة والأربعين للهجرة، وقيل إنها دُفنت في المدينة.

5. زينب بنت خزيمة -رضي الله عنها-

زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف، كانت تُعرف بأم المساكين لعطفها وحنانها على الفقراء. تزوجها النبيّ بعد استشهاد زوجها عبد الله بن جحش في غزوة أُحد، لكنها لم تعش معه طويلاً، إذ توفيت بعد شهرين أو أكثر من زواجها، وهي في سن الثلاثين.

6. أم سلمة هند بنت أبي أمية -رضي الله عنها-

أم سلمة، هند بنت أبي أمية بن المغيرة، قُرَشيّة من بني مخزوم، كانت متزوجة من أبي سلمة الذي توفي متأثرًا بجراحه في إحدى المعارك.

تزوجها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعد وفاة زوجها، وكانت معروفة برزانتها ورجاحة عقلها، وكانت أم سلمة تتمتع بفصاحة وبلاغة، وروت العديد من الأحاديث عن النبيّ.

تُوفيت في السنة التاسعة والخمسين للهجرة عن عمر ناهز التسعين عامًا، ودُفنت في البقيع.

7. زينب بنت جحش -رضي الله عنها-

زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبر بن مرة، ابنة عمّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، كانت متزوجة من مولى رسول الله زيد بن حارثة، وعندما طلقها، أمر الله النبيّ بالزواج منها.

كانت زينب تتميز بالكرم وكثرة التصدق، تُوفيت في السنة العشرين للهجرة في خلافة عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-.

8. جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها-

جويريّة بنت الحارث من بني المصطلق، وكانت ابنة زعيمهم الحارث، وقعت في الأسر بعد هزيمة بني المصطلق، وتزوجها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعد أن طلبت فكاك نفسها.

كانت تُعرف بحبها للصيام والقيام، والعطف على الفقراء والمساكين، لعبت دورًا محوريًا في توحيد صف المسلمين، وكانت تدعو الله دائمًا أن يحقن دماء المسلمين.

9. صفية بنت حيي بن أخطب -رضي الله عنها-

صفية بنت حيي بن أخطب من ذرية النبي هارون -عليه السلام-، وكانت يهودية من بني النضير، تزوجها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بعد غزوة خيبر، وقد كانت تتميز بجمالها وحسن خلقها.

تُوفيت في خلافة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- ودُفنت في البقيع.

10. أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان -رضي الله عنها-

أم حبيبة، رملة بنت أبي سفيان بن حرب، كانت مهاجرة إلى الحبشة مع زوجها الأول الذي تنصر هناك، بعد وفاة زوجها، تزوجها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وكانت تتمتع بمكانة عالية في قريش لكونها ابنة زعيمهم أبو سفيان.

كانت تُعرف بالتقوى والصبر، وتوفيت في السنة الرابعة والأربعين للهجرة.

11. ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها-

ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- هي إحدى أمهات المؤمنين، وهي من سادات النساء، تزوجت في الجاهلية من مسعود بن عمرو الثقفي ثم من أبي رُهم بن عبد العزى قبل أن يتزوجها النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- في شهر ذي القعدة سنة سبع للهجرة.

كانت ميمونة أخت أم الفضل، زوجة العباس عمّ النبي، وقد أعطت أمرها للعباس لتزويجها بالنبي.

عاشت ميمونة -رضي الله عنها- حياة طويلة وتوفيت في سرف أو مكة، ثم نُقلت إلى سرف بأمر من ابن أختها ابن عباس -رضي الله عنه-، وذلك في سنة 51 أو 61 للهجرة، عن عمر يناهز الثمانين عامًا.

كانت ميمونة معروفة بتقواها وورعها واهتمامها بصلة الرحم، وراوية لعدد من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ويذكر أن مارية القبطية، التي تُعرف أيضًا بأم إبراهيم، كانت جارية أهداها المقوقس للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في السنة السابعة للهجرة. وُلدت مارية في مصر وكانت ابنة شمعون القبطية. بعد أن أسلمت، دخلت في ملك اليمين للنبي، وأنجبت له ابنه إبراهيم.

في ختام تقريرنا عن أسماء زوجات الرسول وعددهم بالترتيب، يظهر أن تعدد زوجات النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لم يكن مجرد شؤون شخصية، بل كان له دلالات اجتماعية وتعليمية هامة. من خلال دراسة أسماء زوجات النبي وترتيبهن، نتعرف على دوره الفعال في تعزيز القيم الاجتماعية وتعزيز المبادئ الإنسانية في مجتمعه.

زكل واحدة من زوجاته كانت لها مساهماتها الخاصة، سواء من خلال دورها في نشر التعاليم الإسلامية أو في تقديم الدعم للنبي في مسيرته. هذه الزيجات كانت جزءاً أساسياً من بناء النسيج الاجتماعي في ذلك الوقت، وكانت تعكس تنوع العلاقات والتفاعلات في حياة النبي، وإن فهم تاريخ هذه الشخصيات يلقي الضوء على العديد من الجوانب التي ساعدت في تشكيل المجتمع الإسلامي المبكر.

اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن الزوجة الصالحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى