حديث الرسول عن التواضع
يهتم الكثير من الأشخاص بالبحث عن حديث الرسول عن التواضع إذ أن التواضع من الأخلاق العظيمة التي حث عليها الإسلام ورغب فيها وفي المقابل نهى عن الكبر وحرم من فيه هذه الصفة الشيطانية من دخول الجنة لذلك يجب على كل إنسان أن يتحلى بالتواضع ويبتعد عن الكبر.
وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 سنتناول حديث الرسول عن التواضع والآيات القرآنية التي تحث على التواضع وتبين عقوبة الكبر، كذلك نستعرض نماذج من تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن.
حديث الرسول عن التواضع
يتولد خلق التواضع في نفس العبد من علمه بالله سبحانه وتعالى ومعرفة صفاته وتعظيمه وكذلك معرفته بنفسه وعيوبه حتى يبتعد عن الكبر، ومما يعين الإنسان على التواضع أيضًا معرفته بالأحاديث والآيات القرآنية التي تحث على التحلي بهذا الخلق، وهو ما نستعرضه خلال هذه السطور.
ففي حديث الرسول عن التواضع عن عياض بن حمار -رضي الله عنه- قال قال رسول صلى الله عليه وسلم :”إن الله أوحي إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد”.
هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب في التواضع ويجعل منه منهجًا عمليًا في حياته رغم علو قدره ورفعة منصبه إلا أنه كان أشد الناس تواضعًا، ونحن لنا في رسول الله أسوة حسنة، وأن نتحلى بالتواضع كما أمرنا الله عز وجل وحثنا على ذلك نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
واستفاض العلماء في شرح حديث الرسول عن التواضع، فهو يعني أن يتواضع كل واحد للآخر ولا يترفع عليه بل يجعله مثله أو يكرمه أكثر، وهذه من الأمور التي يجب على الإنسان أن يتصف بها.
وفي حديث آخر عن معاذ بن أنس الجهني –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من ترك اللباس تواضعًا لله، وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها”.
وقال ابن عثيمين في شرح هذا الحديث إن الإنسان إذا كان بين أناس متوسطي الحال لا يستطيعون اللباس الرفيع فتواضع وصار يلبس مثلهم لئلا تنكسر قلوبهم ولئلا يفخر عليهم، أما إذا كان من أناس يلبثون الرفيعة غير محرمة فالأفضل أن يلبس منهم لأن الله يحب الجمال.
وقد رغب أيضًا الرسول صلى الله عليه وسلم في التحلي بالتواضع في العديد من الأحاديث النبوية، ومنها ما ورد عن حارثة بن وهب رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول :”ألا أخبركم بأهل الجنة؟ قالوا: بلى، قال صلى الله عليه وسلم كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله أبره ثم قال ألا أخبركم بأهل النار قالوا بلى قال كل عتل جواظ مستكبر”.
حديث من تواضع لله رفعه
من الأحاديث النبوية المشهورة التي وردت عن التواضع حديث من تواضع لله رفعه، ففي مسند الشهاب عن عباس بن ربيعة قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو على المنبر:” يا أيها الناس تواضعوا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تواضع لله رفعه الله”.
وقد ورد في حديث الرسول عن التواضع قوله صلى الله عليه وسلم “ما نقصت صدقة من مال، وما زاد عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحد إلا رفعه الله”.
وعن معنى الحديث قال القاضي عياض إن المقصود برفعه الله وجهان: أحدهما أن الله تعالى يمنحه ذلك في الدنيا جزاءًا على تواضعه، وأن تواضعه يثبت له في القلوب عزة ومكانة، والثاني أن تكون الرفعة في الآخرة ثوابًا له على تواضعه.
اقرأ أيضًا عبر قسم دين : احاديث صحيحه عن التواضع
خلق التواضع عند الرسول
بعد أن تناولنا حديث الرسول عن التواضع يجدر بنا أن نذكر بعض من نماذج وردت لنا عن تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو كما قال الله عز وجل في وصف نبيه الكريم “على خلق عظيم”، ومن أعظم ما كان يتحلى به النبي صلى الله عليه وسلم التواضع فهو لم يعتريه كبر ولا بطر رغم رفعة منزلته وعلو قدره.
ومما يبين لنا خلق التواضع عند الرسول صلى الله عليه وسلم ما ورد عن أبي ذر وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا:”كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهري أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل فطلبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعل له مجلسًا يعرفه الغريب إذا أتاه”.
وورد أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجل أتاه قال له يامحمد أيا سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”يا أيها الناس عليكم بتقواكم ولا يستهوينكم الشيطان أنا محمد بن عبد الله أنا عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله”.
وكان من تواضع النبي صلى الله عليه وسلم أنه يتفق أصحابه في الغزوات والمعارك ويتفقد أحوال أصحابه في غير الغزوات أيضًا ويقوم بزيارتهم ويساعدهم في أعمالهم، فقد ورد عن عبد الله بن عمرو قال :”إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له صومي، فدخل علي فألقيت له وسادة من أدم حشوها ليف فجلس على الأرض، وصارت الوسادة بيني وبينه، فقال أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام.
ومن تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم أنه إذا مر على الصبيان يسلم عليهم، فعن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر على الصبيان فيسلم عليهم”، كما أنه كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم.
كذلك كان من تواضع النبي صلى الله عليه وسلم أنه يشارك في حدمة أهله في البيت، فقد ورد عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكون في مهنة أهله أي في خدمة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.
وعن أن رضي الله عنه وهو يحكي عن حال النبي صلى الله عليه وسلم يقول :”كان صلى الله عليه وسلم يردف خلفه ويضع طعامه على الأرض ويجيب دعوة المملوك ويركب الحمار”.
آيات عن التواضع
كما أشارنا من قبل فإن الإسلام يحث على التواضع، ومن أكثر ما يدل على ذلك العديد من الآيات القرآنية التي ترغب الإنسان في التواضع وتنهى عن الكبر، ونذكر منها ما يلي:
-“سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ”.
– “وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا”.
-“وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا”.
– “تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ”.
-“وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ”.
-“وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ”.
-“وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير”.
ـ “لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ”.
-“لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ”.
اقرأ أيضًا : ايات قرانية عن التواضع