حديث الرسول عن الجار السابع
يٌعد الاهتمام بالجار أحد القيم الأساسية في العديد من المجتمعات حول العالم ووصانا عليه المولى عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث يعتبر الجار جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للأفراد ويتعاملون مع بعضهم البعض على أساس يومي، وبالتالي، فإن حسن معاملة الجار يساعد على بناء العلاقات الاجتماعية والثقافية في المجتمعات، ويسهم في تعزيز السلم المجتمعي، ويكثر البحث من جانب بعض الأفراد عن حديث الرسول عن الجار السابع.
فهل هناك حديث عن حديث للرسول عن الجار السابع، هذا ما سيوضحه موقع الجواب 24 في هذا التقرير الذي يتناول أيضًا الآيات القرآنية التي تتحدث عن حقوق الجار، بالإضافة إلى أنه يذكر الأحاديث التي ذكرت أهمية العناية بالجيران، وذلك على النحو التالي.
حديث الرسول عن الجار السابع
دائما ما نسمع عبارة أن الرسول وصى على سابع جار، وذلك كناية على الجار الذي يقطن بعيداً عن المسلم، في الحي المجاور للحي الذي يقطن به المسلم، ولا يلتقي به ولا يتعرف عليه، ويجب على المسلم أن يهتم به ويتعامل معه بالمثل الذي يتعامل به مع جيرانه المقربين، ويجب عليه أن يعطيه حقه من الرعاية والمحبة والاحترام، وأن يكون بجانبه إذا احتاج إليه في أي وقت، ولا يجوز له أن يتجاهله أو يهمله.
وأكد علماء الدين الإسلامي أنه فيما يخص أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى على سابع جار فلا يوجد حديث منسوبًا إلي النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد، وأن هذا الأمر يعتبر من باب المبالغة من الناس واستخدامهم عدد السبع في مجالات المبالغة لا أكثر.
وفيما يخص الأعداد في مسألة الجيران فقد تم الرواية عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن رجلاً جاء يشكو إليه جاره فأمره أن ينادي على باب المسجد ” ألا إن أربعين دارًا جار”.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن حق الجار
آيات عن حقوق الجار
تولي الإسلام اهتمامًا كبيرًا بالجار، حيث وجدنا الكثير من النصوص الدينية التي توضح حقوق الجيران وواجبات المسلمين تجاههم، وللباحثين عن آيات حقوق الجار فقال الله تعالى في القرآن الكريم: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا”.
والآية التي تحدثت عن حقوق الجار هي الآية 36 من سورة النساء، وهي تشمل أنواع من الجيران، الجار ذو القربى، وهو الجار الذي ينتمي إلى نفس العائلة أو القبيلة، وقد يكون أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء القريبين، ويجب على المسلم أن يعامل هذا الجار بمودة ورحمة، ويتعاون معه ويساعده في الحالات الطارئة.
بينما الجار الجنب، وهو الجار الذي يقطن بجوار المسلم ولا يربطه به أي صلة قرابة ويشترك معه في الجدار الذي يفصل بين بيوتهما، ويجب على المسلم أن يحترم خصوصية هذا الجار، ولا يزعجه أو يؤذيه بأي شكل من الأشكال.
ثلاث أحاديث عن حق الجار
هناك العديد من نصوص الأحاديث النبوية التي توصي بحق الجار، منها نذكر الآتي:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه” (رواه البخاري)
- وأما حقوق الجار فكثيرة منها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم جاره” (رواه البخاري)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذ جاره” (رواه البخاري)
- قوله صلى الله عليه وسلم:” ما زال جبريل يُوصيني بالجار حتى ظنَنْتُ أنه سيورِّثه ” رواه البخاري ومسلم.
وفي ختام هذا التقرير يمكن القول أن الدين الإسلامي عمل على ترسيخ حقوق الجار من أجل السعى إلى تعزيز روح الأخوة والمحبّة والتعاون بين المسلمين، ودعوة إلى توجيه الاهتمام والاعتناء بالجيران، سواء كانوا قريبين أم بعيدين، فالإسلام يرفض التمييز بين الناس، ويدعو للعدل والمساواة في المعاملة.