حديث الرسول عن الخدم
يبحث الكثير من الأشخاص عن حديث الرسول عن الخدم، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل معهم معاملة تليق بدين الإسلام الذي يمتليء بالرحمة والسلام، فكان يعاملهم خير معاملة ووصى الجميع بهذه المعاملة، ووصى بضروة الإنصاف والمحبة والرحمة والإحسان لهم، وتوفير الظروف الملائمة لهم لأداء عملهم، وتقدير جهودهم وعملهم الدؤوب في خدمة المجتمع.
وعبر السطور التالية من هذا التقرير نستعرض حقوق الخدم في الدين الإسلامي، وكيف كانت أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الخدم، بالإضافة إلى توضيح حديث الرسول عن الخدم، وذلك على النحو التالي.
حديث الرسول عن الخدم
للباحثين عن حديث الرسول عن الخدم، هناك مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة التي تنص على حقوق الخدم وحسن معاملتهم، ومنها نذكر الآتي:
- أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ـ صاحب العمل أن يعطي الخادم أجره نظير جهده، فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : “أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه”، وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : “قال الله : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ، ولم يعطه أجره”.
- كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من إهانة الخدم أو من ضربهم، فعن أبى مسعود الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ قال : “كنت أضرب غلاما لي ، فسمعت مِنْ خلفي صوتا : اعلم أبا مسعود ، لله أقدر عليك منك عليه .. فالتفتُ فإذا هو رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، فقلتُ : يا رسول الله هو حر لوجه الله ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أما لو لم تفعل للفحتك النار ـ أو لمستك النار”.
- أيضًا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الدعاء على الخدم في أحد الأحاديث الشريفة، فعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : “لا تَدْعُوا على أنفسكم ، ولا تَدْعُوا على أولادكم ، ولا تَدْعُوا على خَدَمكم ، ولا تَدْعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة يُسْألُ فيها عطاء فيستجيب لكم”.
- ومن أحاديث الرسول عن الخدم عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : “..إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم”.
- وعن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : “أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بصدقة ، فقال رجل : عندي دينار ؟ قال : أنفقه على نفسك ، قال : عندي آخر ؟ ، قال : أنفقه على زوجتك ، قال : عندي آخر ؟ ، قال : أنفقه على خادمك ، قال : إن عندي آخر ، قال أنت أبصر“.
- وحث الرسول صلى الله عليه وسلم على التواضع معهم ، فقد روى البخاري، عن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : “ما استكبر من أكل معه خادمه”.
- وعن العباس بن جليد الحجري قال : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال يا رسول الله : كم نعفو عن الخادم؟، فصمت ، ثم أعاد عليه الكلام فصمت ، فلما كان في الثالثة قال : اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة.
اقرأ أيضًا عبر قسم دين:
أخلاق النبي مع الخدم
كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتعامل مع الخدم بأخلاق رفيعة وحسنة، وكان يحث المسلمين على معاملة الخدم بالإحسان والرحمة والإنصاف كما أوضحنا عبر السطور السابقة، ومن المواقف التي وردت إلينا تجسد تعامله عليه الصلاة والسلام مع الخدم فعن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: ” ما ضرب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شيئا قَطْ بيده ، ولا امرأة ، ولا خادما ، إلا أن يجاهد في سبيل الله “.
ومن المواقف التي تجسد أخلاق النبي مع الخم عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : “كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من أحسن الناس خُلُقاً ، فأرسلني يوماً لحاجة ، فقلت : والله لا أذهب ، وفى نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله – صلى الله عليه وسلم – .. قال : فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق ، فإذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قابض بقفاي من ورائي ، فنظرت إليه وهو يضحك ، فقال : يا أنيس اذهب حيث أمرتك ، قلت : نعم أنا أذهب يا رسول الله”.
كما ورد إلينا أيضًا عن ثابت عن أنس قال : “خدمتُ النبي – صلى الله عليه وسلم – عشر سنين بالمدينة وأنا غلام، ليس كل أمري كما يشتهى صاحبي أن أكون عليه ، ما قال لي فيها أف قط ، وما قال لي لم فعلتَ هذا ، أو ألَّا فعلت هذا”.
وقد ورد إلينا أيضًا عن زيد عن ثابت عن أنس : قال :” كان غلام يهودي يخدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمرض ، فأتاه يعوده ، فقعد عند رأسه فقال له : أسلم ، فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال : أطع أبا القاسم ، فأسلم ، فخرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار”.
قد يهمك أيضًا: حديث الرسول عن الحب في الله
حقوق الخدم في الإسلام
تحظى خدم الناس بمكانة كبيرة في الإسلام، وتتمتع بحقوق عديدة ومهمة، منها:
- الحق في الحصول على أجرهم، حيث أنه ينبغي أن يتم دفع الأجر المناسب للخدم وعدم إيذائهم أو احتكار حقوقهم.
- الحق في الراحة والاستراحة، فيجب على الأرباب أن يتيحوا للخدم فرصة الراحة والاستراحة الكافية والمناسبة.
- هذا بالإضافة إلى الحق في الطعام والملبس، فينبغي أن يوفر الأرباب الطعام والملبس للخدم، ويجب عدم إجبارهم على العمل في ظروف غير مناسبة أو خطرة.
- كما يجب أيضًا أن يكون لهم الحق في العلاج الطبي، يتعين على الأرباب توفير العلاج اللازم للخدم إذا ما تعرضوا للمرض أو الإصابة.
- وأيضًا الحق في الحرية الشخصية، فيتوجب على الأرباب احترام حرية الخدم الشخصية وعدم إجبارهم على العمل في مجالات لا تناسبهم.
- الحق في الإجازات، فينبغي على الأرباب توفير إجازات منتظمة للخدم لأداء العبادات وللاستراحة والترفيه.
- الحق في الحماية، فيتعين على أصحاب العمل حماية الخدم من أي أذى أو إيذاء، والحرص على سلامتهم وأمنهم.
وفي ختام هذا التقرير ننوه على ضرورة أن يتبع أرباب العمل تعاليم الإسلام في التعامل مع الخدم بالإنصاف والمحبة والرحمة والإحسان، وتوفير الظروف الملائمة لهم لأداء عملهم، وتقدير جهودهم وعملهم الدؤوب في خدمة المجتمع، ويعد الاحتفاظ بحقوق الخدم واجباً شرعياً، ومن يخالفه فإنه يتحمل المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى.
اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن البلاء