جاءت الكثير من الأدلة الشرعية الكثيرة التي تحرم تعاطي الخمور وتحرّم صنعها وتداولها وترويجها وشرائها وبيعها وإعدامها، ولهذا يبحث العديد من الأفراد عن حديث الرسول عن الخمر، الذي يؤكد أنه في موضع الحرمة والتحريم الشديد؛ وذلك بسبب المضار الكثيرة التي تنتج عن تعاطيها، فهي تؤدي إلى إضعاف العقل والجسد، وتدمر الأسر والمجتمعات، وتفسد الأخلاق والآداب.
ويساعد موقع الجواب 24 عبر التقرير التالي الباحثين عن حديث الرسول عن الخمر، بالإضافة إلى توضيح الآيات القرآنية التي تحرم شرب الخمور وتوضيح أضرارها على صحة الإنسان وعلى جسده، وذلك على النحو التالي.
حديث الرسول عن الخمر
من الأحاديث النبوية التي تحرم تعاطي الخمور وتحث على تجنبها ما يلي:
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “كل مسكر حرام، وإن على الله عهداً لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال.” قالوا: وما طينة الخبال يا رسول الله؟ قال: “عرق أهل النار، أو عصارة أهل النار” رواه مسلم.
- عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لعن الله الخمر، وشاربها ، وساقيها ، وبائعها ، ومبتاعها ، وعاصرها ، ومعتصرها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وآكل ثمنها”.
- خطب رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في المدينة قائلًا “يا أيها الناسُ! إنَّ اللهَ تعالى يعرضُ بالخمرِ. ولعل اللهَ سيُنزلُ فيها أمرًا . فمن كان عندَه منها شيٌء فليبعْهُ ولينتفع بهِ). قال: فما لبثنا إلا يسيرًا حتى قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ (إنَّ اللهَ تعالى حرَّمَ الخمرَ . فمن أدركتْهُ هذهِ الآيةَ وعندَه منها شيٌء فلا يشرب ولا يَبِعْ). قال : فاستقبل الناسُ بما كان عندَه منها . في طريقِ المدينةِ ، فسفَكُوها”.
- كما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الجلوس على الموائد التي يكون فيها شرب الخمرفعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يشرب عليها الخمر”.
- عن وائل الحضرمي أن طارق بن سويد الجعفي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر، فَنَهَاهُ -أو كره- أن يَصْنَعَهَا، فقال: إنما أَصْنَعُهَا لِلدَّوَاءِ، فقال: “إنه ليس بِدَوَاءٍ، ولكنه دَاءٌ”.
- وعن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: “لا تُجَالِسُوا شَرَبَةَ الْخَمْرِ، وَلا تُشَيِّعُوا جَنَائِزَهُمْ، وَلا تُزَوِّجُوهُمْ وَلا تَتَزَوَّجُوا إِلَيْهِمْ، فَإِنَّ شَارِبَ الْخَمْرِ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُسْوَدًّا وَجْهُهُ مُزْرَقَّةً عَيْنَاهُ، يُدْلِعُ لِسَانَهُ عَلَى صَدْرِهِ ، يَسِيلُ لُعَابُهُ عَلَى بَطْنِهِ، يَقْذُرُهُ مَنْ يَرَاهُ”.
ومن هذه الأحاديث يتضح أن تعاطي الخمور من الأفعال المحرمة، والتي تؤدي إلى الضرر الجسدي والنفسي والاجتماعي، وتفسد الأخلاق والآداب. لذلك، يتعين على المسلمين تجنب تعاطي الخمور والترويج لها والمشاركة فيها، والدعوة إلى الامتناع عنها وتوعية الناس بأضرارها، والتزام الآداب والأخلاق الإسلامية السليمة.
اقرأ أيضًا: احاديث عن الخمر
آية تحريم الخمر
كما ذكرنا حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الخمور، نذكر آية تحريم الخمر، فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ”.
وقد قال الله سبحانه وتعالى في الىية رقم 217 من سورة البقرة “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ”، ويذكر أن تلك الآية نزلت حيث أنه في أول عهد الناس بالدين الإسلامي، كانت الخمر وكل المسكرات مباحة لدى الناس، ولهذا كثر سؤال الناس عنها للنبي صلى الله عليه وسلم، لتوضيح مضارها.
وفي الآية رقم 43 من سورة النساء قوله سبحانه وتعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ”، ويذكر أن سبب نزول تلك الآية هي أن رجلاً شرب الخمر حتى سكر تمام السكر، وعندما قام فصلى قرأ وهو يصلي”قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون …” من غير أن يضع النفي فنزلت هذه الآية.
قد يهمك أيضًا: أحاديث عن شرب الخمر
أضرار الخمر
تعتبر الخمور من المشروبات الكحولية التي تسبب أضرارًا صحية عديدة، ولهذا فقد حرمتها الشريعة الإسلامية كما سبق وأوضحنا في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وفي بعض الآيات القرآنية الواردة في كتاب الله المجيد، ومن أبرز تلك الأضرار نذكر الآتي:
- من أبرز أضرار الخمور الإدمان، حيث تحتوي الخمور على مواد كيميائية تسبب الإدمان، والتي تؤدي إلى تعرض الشخص للإصابة بأمراض عقلية ونفسية.
- كما تسبب الخمر التسمم في الجسم بسبب ارتفاع نسبة الكحول في الدم، ويمكن أن يؤدي هذا إلى الوفاة.
- من أشد وأخطر أضرار الخمر على صحة الإنسان تلف الكبد، حيث تعتبر الخمور من أكثر العوامل التي تؤدي إلى تلف الكبد، وقد يتطلب الأمر زراعة كبد جديدة في حالة تضرره بشكل كبير.
- كما تسبب سرب الخمور أيضًا اضطرابات في الجهاز الهضمي، حيث تتسبب الخمور في تهيج المعدة والأمعاء، وتؤدي إلى اضطرابات في الهضم والإمساك والإسهال.
- من ضمن أضرار الخمور أيضًا ارتفاع ضغط الدم، حيث يؤدي الخمر إلى ارتفاع ضغط الدم في الجسم، وقد يتسبب هذا في أمراض القلب والأوعية الدموية، والإصابة أيضًا بالذبحة الصدرية والسكتة الدماغية وبعض الأمراض القلبية الوعائية.
- كما أن لها تأثير سلبي على الحمل، حيث يزيد تناول الخمور خلال فترة الحمل من خطر حدوث تشوهات خلقية للجنين، وتؤدي إلى زيادة نسبة الولادات المبتورة والوفيات للأجنة.
- من ضمن أضرار الخمر الحوادث المرورية، حيث يعتبر تعاطي الخمور أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى الحوادث المرورية، حيث يؤثر على قدرة السائق على التركيز واتخاذ القرارات الصحيحة على الطريق.
- كما يسبب الخمر وتعاطيه العنف والإجرام وزيادتها في المجتمعات، حيث يمكن أن يؤثر على سلوك الشخص ويزيد من ميله للتصرفات العدوانية.
- من الأضرار التي يسببها الخمر أيضًا الإصابة بالأمراض النفسية، حيث يمكن أن يؤدي تعاطي الخمور إلى الإصابة بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية الأخرى.
- كما يسبب أيضًا العديد من الأضرار الاجتماعية منها على سبيل المثال فقدان الوظيفة والمشاكل العائلية والعزلة الاجتماعية والإفلاس المالي، وكذلك الطلاق وتشتت الأسر.
وتجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن الخمور تؤدي إلى العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية مثل الاعتداء الجنسي والعنف الأسري والحوادث المرورية والإصابة بالأمراض المزمنة. ولذلك فإن الإسلام حرم تناول الخمور ووصفها بأنها “من أعظم الكبائر”.
وفي ختام هذا التقرير نرجو أن نكون ساعدنا الباحثين عن حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الخمر حيث أنه في الدين الإسلامي، وضع الخمور في موضع الحرمة والتحريم الشديد، وعلينا الالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية، وذلك بسبب المضار الكثيرة التي تنتج عن تعاطيها، فهي تؤدي إلى إضعاف العقل والجسد، وتدمر الأسر والمجتمعات، وتفسد الأخلاق والآداب كما أوضحنا عبر السطور السابقة من هذا التقرير.
اقرأ أيضًا: احاديث الرسول عن الخمر
