حديث الرسول عن الدنيا
يبحث الكثير من الأشخاص عن حديث الرسول عن الدنيا، حيث ورد ذكرها في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، وأيضًا في الكثير من الآيات القرآنية، نظرًا لأنها مكان الاختبار والتجربة، وهي فرصة لاكتساب الأجر والثواب من الله عز وجل، وذلك من خلال اتباع الأوامر الإلهية والتقرب منه وتجنب المعاصي والذنوب للفوز بالآخرة، فهي ليست نهاية المطاف، وإنما هي مجرد محطة عابرة في حياة المسلم.
وعبر السطور القادمة من هذا التقرير حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الدنيا، وذكر الآيات التي وردت على لسان المولى عز وجل في القرآن الكريم وتتحدث عن الدنيا، التي تعتبر فرصة لتحقيق الخير والإحسان والعبادة، وذلك على النحو التالي.
حديث الرسول عن الدنيا
للباحثين عن حديث الرسول عن الدنيا، نذكر منهم الآتي:
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم “من كانت الدنيا همه، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة”.
- وهناك حديث الرسول عن الدنيا آخر يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم “من كانت نيته طلب الآخرة؛ جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته طلب الدنيا؛ جعل الله الفقر بين عينيه، وشتت عليه أمره، ولا يأتيه منها إلا ما كتب له”.
- كما قال قال الرسول صلى الله عليه وسلم “من جعل الهموم هما واحدا، هم المعاد، كفاه الله سائر همومه، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك”.
- وعن ثوبان مولى رسول الله، قال -صلى الله عليه وسلم-“يوشك الأمم أن تتداعى عليكم، كما تتداعى الآكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومن قلة بنا نحن يومئذ؟! قال: «بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»، قال قائل: يا رسول الله! وما الوهن؟! قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت”.
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم أيضًا “ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا، مع ما يدخره له في الآخرة من قطيعة الرحم، والخيانة، والكذب، وإن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة، فتنمو أموالهم، ويكثر عددهم، إذا تواصلوا”.
- كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الذَّهَبُ والفِضَّةُ، والحَرِيرُ والدِّيبَاجُ، هي لهمْ في الدُّنْيَا، ولَكُمْ في الآخِرَةِ”.
وتجدر الإشارة إلى أن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الدنيا تحتوي على العديد من العظات والنصائح الهامة التي تساعد المسلمين على فهم أهمية الدنيا في حياتهم وكيفية التعامل معها، وتذكر هذه الأحاديث المسلمين بأن الدنيا ليست الهدف الأسمى في الحياة، وإنما هي مجرد فرصة لاكتساب الأجر والثواب من الله، وأن الحياة الحقيقية هي الآخرة التي تستمر إلى الأبد.
كما تدعو الأحاديث إلى التركيز على العمل الصالح والتقرب من الله في الدنيا، وعدم الانغماس في المتع الزائلة والشهوات، وهذا يساعد المسلمين على الحفاظ على توازنهم الروحي والمعنوي، وتجنب الانحرافات الأخلاقية والمادي.
اقرأ أيضًا: أحاديث قدسية عن الحياة الدنيا
آيات قرآنية عن الدنيا
هناك عدد من الآيات القرآنية التي ذكرت فيها كلمة الدنيا نذكر منها الآتي:
- يقول المولى عز وجل في سورة الأنعام، آية: 32 “وَمَا الحَياةُ الدُّنيا إِلّا لَعِبٌ وَلَهوٌ وَلَلدّارُ الآخِرَةُ خَيرٌ لِلَّذينَ يَتَّقونَ أَفَلا تَعقِلونَ”
- قال سبحانه وتعالى سورة في سورة يونس، الآية رقم آية: 24 “إِنَّما مَثَلُ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أَنزَلناهُ مِنَ السَّماءِ فَاختَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرضِ مِمّا يَأكُلُ النّاسُ وَالأَنعامُ حَتّى إِذا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخرُفَها وَازَّيَّنَت وَظَنَّ أَهلُها أَنَّهُم قادِرونَ عَلَيها أَتاها أَمرُنا لَيلًا أَو نَهارًا فَجَعَلناها حَصيدًا كَأَن لَم تَغنَ بِالأَمسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ”.
- كما قال المولى عز وجل في سورة طه الآية رقم 131 “وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى”.
- هناك آية قرآنية أخرى تتحدث عن الدنيا وهي “وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ” في سورة القصص الآية رقم 77.
- وفي الآية 200 و201 من سورة البقرة يقول المولى عز وجل “فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ، وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.
- وقال اللسه سبحانه وتعالى “وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا” سورة الكهف الآية 45، 46.
- وقال الله سبحانه وتعالى “وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ * أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ” في سورة القصص: 60، 61.
- وفي سورة لقمان الآية رقم 33 يقول المولى عز وجل “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ”.
- وأتى ذكر الحياة الدنيا أيضًا في قوله تعالى “فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ” في سورة الشورى الآية رقم 36.
وجدير بالذكر أن تلك الآيات القرآنية تذكر المسلمين بأن الدنيا هي اختبار قصير وأن الحياة الحقيقية هي الآخرة، وأن المتع الزائلة في الدنيا لا تساوي شيئاً مقارنة بالأجر العظيم الذي ينتظر المؤمنين في الآخرة. وتحث على تفادي الانغماس في المتع الزائلة والتركيز على العمل الصالح والتقرب من الله، كما تدعو المؤمنين إلى تجنب الغرور بالمال والأولاد.
قد يهمك أيضًا عبر قسم دين:
حديث قدسي عن الجري وراء الدنيا
يبحث الكثير من الأشخاص عن حديث قدسي عن الجري وراء الدنيا، وورد فى حديث قدسي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : قال الله عز وجل : يا ابن آدم .. خلقتك للعبادة فلا تلعب , وقسمت لك رزقك فلا تتعب , فإن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك و بدنك و كنت عندي محمودا ,وإن لم ترضى بما قسمته لك فوعزتي و جلالي .. لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية , ثم لا يكون لك منها إلا ما قسمته لك و كنت عندي مذموما.
وفي ختام هذا التقرير نشير إلى أن الإسلام يشجع المسلمين على تحقيق التوازن بين الدنيا والآخرة، والتركيز على تحقيق الأهداف الروحية والمعنوية في حياتهم، وعدم الغرق في الشهوات والملذات الدنيوية، وهذا سيساعدهم في الوصول إلى السعادة الحقيقية والنجاح في الدنيا والآخرة.