يعتبر التحذير من الزنا والفساد الجنسي من الرسالات الهامة التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ووردت في أكثر من حديث الرسول عن الزنا، حيث دعا الناس إلى العفة والحياء وتجنب المخالفات الجنسية الأخرى، ويأتي هذا التحذير تجسيدًا لمنهج الإسلام في الحفاظ على الأخلاق والآداب وترسيخ قيم الأسرة والمجتمع.
وعبر السطور التالية من هذا التقرير نذكر حديث الرسول عن الزنا، فضلا عن ذكر الآيات القرآنية التي تتحدث عن تلك الكبيرة، التي تٌعد من أكبر الذنوب في الإسلام، ويتم عقابه في الدنيا بالجلد وفي الآخرة بالعذاب الأليم، وذلك لأن الزنا يعتبر انتهاكًا لقيم الأخلاق والدين ولحقوق الإنسان والمجتمع.
حديث الرسول عن الزنا
للباحثين عن حديث الرسول عن الزنا، نذكر لهم الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت عنه صلى الله عليه وسلم، وهي كالتالي:
- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب عند الله أكبر ؟ قال: ” أن تجعل لله نداً وهو خلقك “. قلت : ثم أي ؟ قال: ” أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك ” قلت: ثم أي ؟ قال: ” أن تزاني بحليلة جارك.
- وعَنْ سَلَمَة بْن قَيْس قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّة الْوَدَاع «أَلَا إِنَّمَا هِيَ أَرْبَع»، فَمَا أَنَا بِأَشَحّ عَلَيْهِنَّ مُنْذُ سَمِعْتهنَّ مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ; “لَا تُشْرِكُوا بِاَللَّهِ شَيْئًا وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْس الَّتِي حَرَّمَ اللَّه إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا تَزْنُوا وَلَا تَسْرِقُوا”.
- وقال صلى الله عليه وسلم: “إذا زنى العبد خرج منه الإيمان فكان على رأسه كالظلة، فإذا أقلع رجع إليه”.
- وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن”.
- وعن أبي أمامة: أن فتى شاباً أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنى، فأقبل عليه القوم فزجروه وقالوا: مه مه، فقال: ادنه فدنا منه قريباً فجلس، فقال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال أفتحبه لخالتك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم. قال: فوضع يده عليه وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء.
- كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله.
- وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “لاتزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا، فإذا فشا فيهم ولد الزنا؛ فأوشك أن يعمهم الله بعذاب”.
- هذا بالإضافة إلى أنه صلى الله عليه وسلم قال: “فانطلقنا، فأتينا على مثل التنور – قال: وأحسب أنه كان يقول – فإذا فيه لغط وأصوات، قال: فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة ، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم ، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا، قال: قلت لهما: ما هؤلاء؟… قال:… هؤلاء الزناة والزواني”.
اقرأ أيضًا عبر قسم دين:
آيات قرآنية عن الزنا
هناك عدد من الآيات القرآنية التي تتحدث عن تحريم الزنا منها نذكر الآتي:
- قوله سبحانه وتعالى في الآية 33 من سورة الأعراف “قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ”.
- وفي الآية 32 من سورة الإسراء قال المولى عز وجل “وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلً”.
- وفي الآية 68 من سورة الفرقان يقول الله عز وجل “وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا”.
حكم الزنا في الإسلام
يعتبر الزنا من الأفعال المحرمة في الإسلام ويعد من الكبائر أو الذنوب الكبيرة التي يجب على المسلمين الابتعاد عنها، وقد أوضح الله تعالى في القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية حكم الزنا في الإسلام، كما سبق وأوضحنا في السطور السابقة.
وللمزيد من الآيات القرآنية التي توضح حكم الزنا في الإسلام قول الله سبحانه وتعلى في سورة النور “الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”.
وعن عبدُ الله بنُ عمر رضي الله عنهما قال: “إن الْيهود جاءوا إلى رسول الله فَذَكَرُوا لَه: أَنَّ امرأة منهم وَرجلا زنيا. فَقَال لَهُمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : مَا تَجِدُون في التَّوراة، في شأْن الرَّجم؟ فَقَالوا: نَفضحهم وَيُجْلَدُون. قَال عبد الله بن سَلام: كذبتم، فيهَا آية الرَّجْم، فَأَتَوْا بِالتَّوراة فَنَشَرُوهَا، فَوَضعَ أحدهم يَده عَلَى آيَة الرَّجْم فقرأ ما قبلها وما بعدها. فَقَال لَه عبد الله بن سَلام: ارْفَعْ يدَك. فَرَفَعَ يده، فَإذا فيهَا آيَةُ الرَّجم، فَقَال: صدَقَ يا محَمَّد، فأمر بِهِما النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرُجِما. قَال: فرأيت الرَّجلَ: يَجْنَأُ عَلَى المرأة يَقِيهَا الْحجارة”.
قد يهمك أيضًا: احاديث عن العادة سرية
أضرار الزنا
تؤدي الزنا إلى العديد من الأضرار النفسية والاجتماعية والصحية، ومن أهمها:
- الإصابة بالأمراض الجنسية، حيث يمكن أن يتعرض الشخص للإصابة بالعديد من الأمراض الجنسية المعدية مثل الإيدز والأمراض الأخرى التي ينتقل عدواها بشكل جنسي.
- الضرر النفسي، حيث يؤدي الزنا إلى الضرر النفسي والاكتئاب والقلق والعزلة والشعور بالذنب والخجل والعار.
- التدمير الاجتماعي، حيث يؤدي الزنا إلى تدمير الحياة الاجتماعية والأسرية ويؤثر على العلاقات بين الأفراد وقد يؤدي إلى الطلاق وانهيار الأسرة، وتدهور القيم والأخلاق في المجتمع والتأثير على أبنائه والأجيال اللاحقة.
- العقوبات الشرعية، حيث يتعرض الشخص الذي يرتكب الزنا إلى العقوبة الشرعية من قِبَل الله تعالى، وهي العذاب في الدنيا والآخرة.
- من أضرار الزنا أيضًا انتشار الخيانة والتدمير الأخلاقي، حيث أن يتعرض الشخص الذي يرتكب الزنا إلى الاتهام بالخيانة والتدمير الأخلاقي وتناقض مع قيم الدين والمجتمع.
وفي ختام هذا التقرير نرجو أن نكون خدمنا الباحثين عن حديث الرسول عن الزنا، والتأكيد على أن التحذير من الزنا والفساد الجنسي تأكيد على أهمية الحياء والاحتشام وتجنب السلوكيات الجنسية غير اللائقة والتي تؤدي إلى تفكك المجتمع ونشر الفساد والفوضى. ومن المهم أن ندرك أن الحفاظ على الأخلاق والآداب والتقيد بتعاليم الإسلام في هذا الجانب يساهم في تحقيق السلام والاستقرار والتقدم في المجتمعات.
اقرأ أيضًا: احاديث عن الزنا
