حديث الرسول عن الصلاة
الصلاة هي من أعظم العبادات وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي عمود الدين وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإن صلحت صلح سائر العمل وإن فسدت فسد سائر العمل، لذلك يهتم الكثير من الناس بالبحث عن حديث الرسول عن الصلاة.
وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 سنتناول حديث الرسول عن الصلاة وفضل صلاة الفجر وصلاة الجماعة في المسجد وعقوبة تارك الصلاة، وما حكم الصلاة بسرعة؟.
حديث الرسول عن الصلاة
تذخر السنة النبوية بالعديد من الأحاديث الشريفة التي تبين فضل الصلاة وأهميتها وفي الوقت ذاته تبين مدى عقوبة تاركها، والتي أجزم العلماء أن تارك الصلاة عمدًا فهو كافر، وهو ما جاء في حديث الرسول عن الصلاة.
وقبل أن نتحدث عن عقوبة ترك الصلاة نتناول أولًا حديث الرسول عن الصلاة وما ورد في السنة النبوية عن فضلها وعظم تلك العبادة التي أمر الله عز وجل بها في كتابه الكريم في قوله تعالى “وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين”.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم أيضًا عن الصلاة “ما من مسلم يتطهر فيتم الطهور الذي كتب الله عليه فيصلي هذه الصلوات الخمس إلا كانت كفارات لما بينها”.
كذلك جاء في حديث الرسول عن الصلاة قوله صلى الله عليه وسلم :”أرأيتم لو أن نهرًا ببا أحدكم يغتسل منه كل يوم خميس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس، يمح الله بهن الخطايا”.
وأخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الصلوات المكتوبة تكفر الذنوب والسيئات كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم “ما من امريء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله”.
في حديث آخر عن الصلاة قال الرسول صلى الله عليه وسلم :”لا يتوضأ رجل مسلم فيُحسن الوضوء فيصلي صلاة إلا غفر الله له ما بينه وبين الصلاة التي تليه”.
حديث عن الصلاة الفجر
وبينما نتحدث عن حديث الرسول عن الصلاة يجب أن نتطرق إلى الأحاديث التي وردت عن صلاة الفجر، فالبعض من المسلمين يحرصون على أداء الصلوات الخمس ولكن منهم من يفوته صلاة الفجر على وقتها ويصليها في الصباح حين يستيقظ.
وتتبين أهمية صلاة الفجر في قول الله تعالى :”أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودًا”، سورة الإسراء الآية 78.
أما ما جاء في حديث الرسول عن الصلاة في الفجر ففي الصحيحين عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلًا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار”، رواه .
وفي الموطأ عن عثمان-رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:”من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما قام الليل كله، وقال: صلى الله عليه وسلم من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله تعالى”، رواه ابن ماجه.
وعن أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”لو يعلم الناس ما في صلاة العشاء وصلاة الفجر لأتوهما ولو حبوا”، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم ” من صلى البردين دخل الجنة”، والبردين هما الفجر والعصر.
وورد عن الصحابة أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا شك في إيمان رجل بحث عنه في صلاة الفجر، فإن لم يجده تأكد عنده الشك نحوه، وعن ابن أبي شيبة بسند صحيح عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال:” كنا إذا فقدنا الرجل في صلاة الفجر والعشاء أسأنا به الظن”.
أحاديث عن الصلاة في المسجد
وكما حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على صلاة الفجر على وقتها فهو أيضًا كان يحث المسلمين على الصلاة في المسجد ويبين مدى فضلها عن الصلاة منفردًا، فالصلاة في الجماعة فهي الأولى والأصح ولكن لا يأثم من صلى منفردًا.
وقد اختلف العلماء في مسألة وجوب صلاة الجماعة في المسجد، فمنهم من أوجب صلاة الجماعة كالحنابلة ومنهم ابن تيمية والقيم، ومنهم من لم يوجبوا الصلاة في المسجد.
واستشهد العلماء الذين رأوا بوجوب الصلاة في المسجد بحديث الرسول عن الصلاة “من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ثم مشي إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد غفر الله ذنوبة”.
وأما من رأوا بعدم وجوب الصلاة في المسجد فاستشهدوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى بأصحابه جماعة في بيته، فإن كانت واجبة في المسجد لما أذن لهم في الصلاة خلفه في بيته ولأمرهم بإعادة الصلاة في المسجد.
وبخلاف مسألة وجوب صلاة الجماعة في المسجد، فقد أكد العلماء أن صلاة الجماعة سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأنها مظهر من مظاهرة وحدة المسلمين واجتماعهم على وحدة الله عز وجل، وقد ورد العديد من الأحاديث النبوية التي تبين فضل الصلاة في المسجد.
وما ورد في حديث الرسول عن الصلاة في المسجد قوله صلى الله عليه وسلم :”صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعًا وعشرين درجة، وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة لا يريد إلا الصلاة فلم يخط خطوة إلا رُفع له بها درجةوحُط عنه بها خطيئة، حتى يدخل المسجد فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون:”اللهم ارحمه اللهم اغفر له اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه ما لم يُحِدث فيه”.
اقرأ أيضًا عبر قسم دين: أحاديث عن فضل أداء فرض الصلاة
حديث عن الصلاة بسرعة
في ظل ضغوط الحياة وكثرة الأعمال وضيق الوقت قد يؤدي البعض صلاتهم على عجلة وسرعة، ولكن هل في هذه الحالة تصح الصلاة أم لا؟.
قد أكد العلماء على ضرورة الاطمئنان في الصلاة في الركوع وفي الرفع منه وفي السجدتين وأن يقول سبحان ربي العظيم في الركوع وسبحان ربي الأعلى في السجود، وما بين الركوع والسجود فرض وركن، ومن دون حدوث الاطمئنان تبطل الصلاة كأنها لم تكن.
واستشهد العلماء ببطلان الصلاة التي لم يتحقق فيها الاطمئنان والسكون بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن عبادة بن الصامت- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”إذا أحسن الرجل الصلاة فأتم ركوعها وسجودها قالت الصلاة: حفظك الله كما حفظتني، فتُرفع، وإذا أساء الصلاة فلم يتم ركوعها وسجودها قالت الصلاة: ضيعك الله كما ضيعتني، فتلف كما يلف الثوب الخلق فيُضرب بها وجهه”.
وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رجلًا دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد، فصلى ثم جاء فسلم عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام، ارجع فصل فإنك لم تصل، فرجع فصلى، ثم جاء فسلم، فقال: وعليك السلام، فارجع فصل فإنك لم تصل، حتى فعل ذلك ثلاث مرات، فقال الرجل: والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا فعلمني يارسول الله، فقال:” إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعًا ثم ارفع حتى تستوي قائمًا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها”.
أحاديث عن الصلاة وتاركها
بعد أن تعرفنا على حديث الرسول عن الصلاة، ينبغي أن نبين أيضًا من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عقوبة تارك الصلاة، فهي عمود الإسلام وأعظم أركانها بعد الشهادتين وتركها عمدًا كفر عند جميع العلماء.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :”بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة”، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم :”العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر”، رواه مسلم.
وثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال :”من حافظ على الصلاة كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف”.
وعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما قال :”قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونًا من غير عذر طبع الله على قلبه”.
عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونا من غير عذر طبع الله على قلبه “.
اقرأ أيضًا: أحاديث قدسية عن فضل الصلاة