حديث الرسول عن الضب
يعتبر الضب من الحيوانات الصحراوية الزاحفة التي باتت في طريقها للانقراض لما تعرضت له من عمليات صيد في كثير من المناطق التي تعيش فيها إذ أن البعض يصطاد هذه الحيوانات لأكلها ولكن هل يصح أكل الضباب؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال حديث الرسول عن الضب.
فخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 سنتعرف على حديث الرسول عن الضب، وما هو حكم أكل الضب؟ ومدى صحة حديث الضب الذي تكلم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد له بالرسالة؟.
حديث الرسول عن الضب
الضباب هي من الزواحف التي تعيش في المناطق الصحراوية، وتتواجد بكثرة في المغرب وتونس والسودان والجزائر ومورتانيا ومصر، وتنتشر بشكل كبير في مناطق شمال أفريقيا، فهذه هي البيئات المناسبة لهذه الزواحف التي يصل وزن الضب البالغ منها ما يعادل أربعمئة وخمسين جرامًا.
وتتعرض هذه الضباب للكثير من عمليات الصيد في المناطق التي تعيش فيها، وما جعلها أوشكت على الانقراض، لذا بدأ يلجأ البعض إلى اصطياد هذه الضباب وتربيتها وتوفير بيئة مناسبة لها لتتزواج وتتكاثر حفاظًا عليها من الانقراض.
ومما يبدو غريبًا للبعض أن هناك من يصطاد الضباب لأكل لحومها، وهو ما يجعل البعض يتساءل عن حكم أكل الضباب، وما قول النبي صلى الله عليه وسلم فيها؟.
فقد ورد في السنة النبوية بعض الأحاديث الشريفة التي بينت حكم أكل الضباب وموقف الرسول صلى الله عليه وسلم منها حين عُرضت له على مائدة الطعام.
فمما صح في حديث الرسول عن الضب ما ورد في صحيح مسلم أنه وضع على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم يده إليه، فقالت امرأة من النسوة الحضور: أخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قدمتن له، قلن: هو الضب يارسول الله، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فقال خالد بن الوليد: أحرام الضب يارسول الله؟، قال: لا ولكنه لم يكن بأرض قومي أجدني أعافه، قال خالد: فاجترزته فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر فلم ينهني.
حكم أكل الضب
لقد بين حديث الرسول عن الضب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عن أكل الضب ولكنه لم يتناوله، لذا اختلف أهل العلم في حكم أكل الضب، إذ رخص به أهل العلم وقالوا إنه يجوز أكل الضباب، فيما كره البعض الآخر من العلماء أكل الضباب وذلك تأسيًا برفض الرسول صلى الله عليه وسلم لأكل الضب تقذرًا منه.
وقال الإمام النووي –رحمه الله- أن المسلمين أجمعوا على أن أكل الضب حلالًا ليس بمكروه إلا ما حُكي عن أصحاب أبي حنيفة من كراهته، وما حكاه القاضي عياض عن قوم أنهم قالوا هو حرام.
ومما جاء في حديث الرسول عن الضب وحكم أكله، ما ورد عن عبد الرحمن بن حسنة، إذ قال: “كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، قال: فنزلنا أرضًا كثيرة الضباب، قال: فأصبنا منها وذبحنا، قال: فبينا القدور تغلي بها إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمة من بني إسرائيل فقدت وإني أخاف أن تكون هي فاكفؤوها، فكفأناها”، رواه الطبراني.
وعن عبد الرحمن بن عتم: قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن سبطًا من بني إسرائيل هلك لا يدري أين مهلكه وأنا أخشى أن تكون هذه الضباب”، رواه أحمد.
وعن الشعبي قال: جلست إلى ابن عمر سنتين أو سنة ونصفًا، ما سمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا غير أنه حدث مرة عن امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بضب فقال النبي صلى الله عليه وسلم : كلوه لا بأس به ولكنه ليس من طعام قومي”.
وفي حديث آخر عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أهدت لي أختي أم حفيدة أضبا فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من العشاء ومعه خالد- وهو ابن اختها- فقدمت إليه الأضب فأهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يظن أنها دجاجات فقلت: يارسول الله أتدري ما هذا؟، قال: لا، ثم أمسك يده، ثم قلت: هذه أضب، فقال: ذاك طعام الأعراب، فقال خالد: أحرام هو؟، قال: لا، فأكل منه خالد بين يديه وهو ينظر صلى الله عليه وسلم.
واستدل العلماء أيضًا ممن أحلوا أكل الضباب، بحديث أبي هريرة –رضي الله عنه- والذي جاء فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بسبعة أضب عليها تمر وسمن فقال: كلوا فإني أعافها”، رواه أحمد.
ومن الأقاول التي تقول بعدم جواز أكل الضب، ما ورد عن أبي إسحاق إنه قال: كنت جالسًا عند عبد الرحمن بن عبد الله فأتاه رجل يسأله عن ابنه القاسم فقال: غدا إلى الكناسة يطلب الضبا، فقال: أتأكله؟، فقال عبد الرحمن: ومن حرمه؟، سمعت عبد الله بن مسعود يقول إن محرم الحلال كمستحل الحرام، رواه الطبراني.
كما ورد في عدم جواز أكل الضب ما جاء عن ابن عمر، قال: أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ضب فقذره ونحن نقذر ما قذر رسول الله صلى الله عليه وسلم”، رواه أحمد.
ورغم أن ما ورد في حديث الرسول عن الضب لم يكن فيه نهي عن أكل الضباب، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا أنه وأهله لم يكونوا آكلين للضباب، فقد روى سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل يستفتيه في الضب، فقال:” لست آمرًا به ولا ناهيًا عنه أحدًا غير أنا آل محمد لسنا طاعميه”، رواه الطبراني.
وكذلك ما ورد عن أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدي إليه ضب فلم يأكله، فقالت عائشة: يارسول الله ألا تطعمه المساكين؟، فقال: لا تطعموهم مما لا تأكلون”.
اقرأ أيضا عبر قسم دين : حديث الرسول عن الثعبان
هل حديث الضب صحيح
بعد أن تعرفنا على حديث الرسول عن الضب وبيان حكم أكله، تجدر الإشارة إلى أن هناك حديث آخر ورد عن الضب الذي تحدث بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد له بالرسالة، غير أن هذا الحديث ضعفه البعض من أهل العلماء، وقال آخرون إنه حديث موضوع لا يصح ذكره.
ومما ورد في معنى الحديث المكذوب عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن الضب، أن رجل أعرابي جاء النبي صلى الله عليه وسلم وكان في محفل من أصحابه، فأقبل هذا الأعرابي على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد ما اشتملت النساء على ذي لهجة أكذب منك ولا أبغض ولولا أن يسميني قومي عجولا لعجلت عليك فقتلتك فسررت بقتلك الناس جميعًا، فقال عمر: يارسول الله دعني أقتله، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أما علمت أن الحليم كاد أن يكون نبيًا”.
ثم أقبل الأعرابي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: واللات والعزى لا آمنت بك أو يؤمن بك هذا الضب، فأخرج ضبًا من كمه، وطرحه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن آمن بك هذا الضب آمنت بك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ياضب، فتكلم الضب بكلام عربي مبين يفهمه القوم جميعًا: لبيك وسعديك يارسول رب العالمين.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم للضب من تعبد: قال الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه وفي البحر سبيله وفي الجنة رحمته وفي النار عذابه، قال: فمن أنا ياضب؟، قال: أنت رسول رب العالمين وخاتم النبين قد أفلح من صدقك وقد خاب من كذبك، فقال الأعرابي: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقًا.
اقرأ أيضًا : كيفية التخلص من الوزغ نهائيا