دين

حديث الرسول عن الطاعون

أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيحل الطاعون في آخر الزمان ولكنه لم يكتف بمجرد التنبؤ بذلك ولكنه أرشدنا عن كيفية التعامل مع هذا الوباء إذا نزل بالناس وانتقلت العدوة بين الدول وهذا ما سنجده في حديث الرسول عن الطاعون.

وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 سنتناول حديث الرسول عن الطاعون، والإعجاز العلمي في حديث الرسول عن الطاعون، وهل هو عذاب وعقاب؟ ومن الذي يفوز فيه ويحشر مع الشهداء؟.

حديث الرسول عن الطاعون

الطاعون هو مرض معروف ويعد من الأمراض الوبائية التي إذا حلت بأرض انتشر بين أهلها ويصيب الكثير ويموت الكثير منه، ويظهر هذا المرض الورمي غالبًا على شكل بثور تحت الإبط ويميل إلى السواد، ويسبب التوهج والحرارة وارتفاع درجة حرارة الجسم وخفقان في القلب.

وبحسب العلماء فإن الطاعون في الأصل يصيب الفئران ثم يتنقل بواسطة البراغيث إلى فئران أخرى أو تنقله إلى الآدميين عن طريق الدم، أي تكون العدوى عن طريق نقل البرغون للوباء من الفأر فيصيب الناس وينتشر بينهم.

ومرض الطاعون كغيره من الأمراض والأوبئة لا ينزل بأرض إلا بإذن الله فإما يكون عقابًا أو ابتلاءًا لمن أصابهم إن صبروا واحتسبوا فكان الأجر لهم، ولكن قد أخبرتنا السنة النبوية عن كيفية التعامل مع الطاعون.

ففي حديث الرسول عن الطاعون قد أوضع الإرشادات النبوية التي تبين كيفية التعامل مع هذا الوباء إذا نزل بالناس وانتقلت العدوة بين الدول، فكان النبي صلى الله عليه وسلم أول من وضع معايير الحجر الصحي وهو النبي الأمي الذي لا ينطق عن الهوى، لذلك سنوضح لاحقًا الإعجاز العلمي في حديث الرسول عن الطاعون.

وعن أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فأخبرها أنه كان عذابًا يبعثه الله تعالى على من يشاء، فجعله الله تعالى رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع في الطاعون فيمكث في بلده صابرًا محتسبًا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد، رواه البخاري.

ومعنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن الطاعون كان عذابًا يبعثه الله تعالى على من يشاء من الكفار والعصاة، واستدل العلماء من هذا الحديث على أن الأوجاع والأوبئة تحل على القوم إذا انتشرت بينهم الفاحشة.

ورغم أن الطاعون عذاب يرسله الله عز وجل على العصاة إلا أنه يكون رحمة للمؤمنين إذا نزل بأرضهم وبقي أهلها صابرون محتسبون يعلمون أنه لا يصيبهم إلا ما كتب الله، فكان هذا الوباء لهم مثل أجر الشهيد.

حديث الرسول عن الطاعون

كيفية التعامل مع الطاعون

وسواء كان الطاعون عذاب أو رحمة فإنه لا يقدم على قوم إلا أهلكهم لذلك أخبرنا حديث الرسول عن الطاعون عن كيفية التعامل مع الطاعون إذا وقع بأرض ما.

ففي الحديث الصحيح عن عبد الرحمن بن عوف –رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه”.

وفسر العلماء حديث الرسول عن الطاعون بإنه إذا وقع بأرض فلا تدخل هذه الأرض، وإذا وقع في أرض لا يجوز الفرار منه والخروج من هذه الأرض، فإن الفرار لا يغني عن الناس من الله شيئًا إلا أنه سيجر هذا الوباء وينشره في غيره من الدول إذا حدث فرار من أرض الوباء.

وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- وقع الطاعون في أرض الشام، فيذكر ابن عباس –رضي الله عنهما- أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرع –قرية بوادي تبوك من طريق الشام- لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشام.

وقال ابن عباس ” فقال عمر: ادع لي المهاجرين الأولين، فدعاهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام، فاختلفوا، فقال بعضهم: قد خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادعوا لي الأنصار، فدعاهم فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم، ثم قال ارتفعوا عني، ثم قال ادع لي من كان هاهنا من مشيخة قريس من مهاجرة الفتح، فلم يختلف منهم عليه رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء”.

وجاء في بقية الحديث عن ابن عباس:”فنادى عمر في الناس إن مصبح على ظهر فأصبحوا عليه، فإني ماض لما أرى فانظروا ما آمركم به فامضوا له، قال: فأصبح على ظهر”، قال أبو عبيدة ابن الجراح: أفرارًا من قدر الله تعالى، أمن الموت نفر إنما نحن بقدر لن يصيبنا إلا ما كتب الله تعالى لنا، فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة؟ نعم نفر من قدر الله تعالى إلى قدر الله تعالى”.

ويستكمل ابن عباس حديثه: ثم قال عمر رضي الله عنه أرأيت لو كان لك إبل هبطت واديًا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جذبة أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله تعالى وإن رعيت الجذبة رعيتها بقدر الله تعالى؟،  قال فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته، فقال :”إن عندي في هذا علما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه، فحمد الله عمر ثم انصرف”.

كيفية التعامل مع الطاعون

الإعجاز العلمي في حديث الرسول عن الطاعون

لقد بين حديث الرسول عن الطاعون أن الوباء إذا حل بأرض لم يخرج منها أحد كان فيها فرارا منه لئلا يكون حاملًا للوباء فينشره في الناس، ولا يقدم عليها أحد ممن هو خارجها حفاظًا للنفس، وهذا هو ما تفعله الدول في زمننا الحالي تحت ما يُعرف بـ”الحجر الصحي” في المدن الموبوءة.

وأثبت حديث الرسول عن الطاعون إمكانية انتشار العدوى في الأمراض وضرورة عزل من أصابه المرض وعدم مخالطته للناس لئلا ينقل إليهم العدوى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “لا يوردن ممرض على مصح”.

وفي حديث عمرو بن الشريد عن أبيه –رضي الله عنه- قال:” كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم أنا قد بايعناك فارجع” فلم يصافحه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يخالطه وأمره بالرجوع”، رواه مسلم والبخاري”.

وقد أثبت الطب الحديث صحة الإرشاد النبوي في عزل المصابين بالأوبئة والأمراض المعدية حتى لا تصاب البلدان السلمية بالعدوى، إذ توصلت الأبحاث العلمية إلى أن الشخص السليم في منطقة الوباء قد يكون حاملًا للميكروب دون أن تظهر عليه علامات المرض أو آثارها ومن الممكن أن ينقل الوباء للعديد من الأصحاء.

وبينت العديد من الدراسات أن هناك ما يُعرف بـ” فترة الحضانة” للمرض وهي الفترة الزمنية التي تسبق ظهور الأعراض منذ دخول الميكروب للجسم، وهي فترة قد تطول وتقصر بحسب نوع الميكروب، وخلال فترة الحضانة قد يبدو الشخص وافر الصحة وفي الحقيقة الأعراض كامنة في جسده ويإمكانه نقلها إلى غيره، وهكذا يتبين الإعجاز النبوي في منع دخول الأراض الموبوءة أو الخروج منها.

اقرأ أيضًا عبر قسم دينحديث الرسول عن الحجر الصحي

حديث الرسول عن الصبر على الطاعون

وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على البقاء في الأرض التي وقع بها الطاعون مع الصبر والاحتساب فإن مات بهذا الطاعون كتب الله له مثل أجر الشهيد.

فقد جاء في حديث عائشة –رضي الله عنها- أنها قالت :”قال رسول صلى الله عليه وسلم لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون، قلت: يارسول الله هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟، قال: غدة كغدة البعير المقيم بها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف” رواه أحمد.

ودلت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن الذي يموت بالطاعون فله أجر الشهيد إن صبر واحتسب، ومنها حديث عائشة –رضي الله عنها- قالت :سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فأخبرني أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء وأن الله جعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرًا محتسبًا يعلم أنه لا يصيب إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد”.

وفي المسند من حديث عتبة بن عبيد السلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :يأتي الشهداء والمتوفون بالطعون، فيقول أصحاب الطاعون: نحن شهداء، فيقال انظروا، فإن كانت جراحهم كجراح الشهداء تسيل دما ريح المسك فهم شهداء فيجدونهم كذلك”.

اقرأ أيضًا : أحاديث عن الشهداء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى