دين

حديث الرسول عن الطعام

الطعام يعتبر أساس لحياة الإنسان فهو الذي يساعده على النمو وتقوية أجهزة الجسم وتعويضها عما تفقده من مواد وهو أيضًا الذي يزود الجسم بالطاقة اللازمة للحركة والنشاط لذلك يهتم الكثير من الناس بالبحث عن حديث الرسول عن الطعام والذي جاء فيه تنظيم لتناول الطعام والشراب بشكل صحي.

وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 نتعرف على حديث الرسول عن الطعام وحديث ملء البطون وحديث الاعتدال في الطعام والشراب وأهمية ما ورد في هذه الأحاديث النبوية في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وتجنب العديد من الأمراض التي قد تصيب الإنسان نتيجة العادات الخاطئة في تناول الطعام.

حديث الرسول عن الطعام

إن الطعام والشراب من المباحات التي يتمتع بها الإنسان، فالطعام شهوة البطن، ولهذا حث الدين الإسلامي على ضرورة تهذيب هذه الشهوة وترشيد النفس في تناول الطعام والشراب، وعدم الإسراف فيها حتى لا تجر الإنسان إلى أضرار أخرى لا يُحمد عقباها.

وقال تعالى في كتابه الكريم :”يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”.

ولقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث الشريفة التي تتحدث عن آداب الطعام وكيفية تناول الطعام بدون إسراف، وسنتناول ذلك بالتفصيل خلال السطور التالية من هذا المقال.

ففي حديث الرسول عن الطعام وآدابه عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه – قال :”قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء”.

وعن عمر بن أبي سلمة –رضي الله عنه- قال :” كنت غلامًا في حجر النبي صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي: يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك”، وورد أيضًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله :” إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله”.

وفي رواية أخرى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ليأكل أحدكم بيمينه وليشرب بيمينه وليأخذ بيمينه وليُعط بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ويُعطي بشماله ويأخذ بشماله.

وعن أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل طعامًا في ستة نفر من أصحابه، فجاء أعرابي فأكله لقمتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنه لو كان قال بسم الله لكفاكم، فإذا أكل أحدكم طعامًا، فليقل بسم الله، فإن نسي أن يقول: بسم الله في أوله، فليقل بسم الله في أوله وآخره”.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على الاجتماع عند تناول الطعام، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم حين قال له أصحابه “يارسول الله إنا نأكل ولا نشبع، قال النبي صلى الله عليه وسلم فلعلكم تفترقون، قالوا: نعم، قال: فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه”.

كذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم من شدة آدابه مع الطعام لم يعيب أكلًا قط، ففي حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- قال :”ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا قط، وإن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه”.

حديث الرسول عن الطعام

حديث عن ملء البطون

لم يكن حديث الرسول عن الطعام فقط لتوضيح آداب الطعام وتناوله، ولكنه أيضًا ورد فيه ما يدل على ضرورة عدم الإسراف في الطعام والشراب، وحث على ضرورة الاعتدال عند المأكل والمشرب وذلك حفاظًا على صحة الإنسان، إذ تبين أن كثرة تناول الطعام قد تؤدي إلى الكثير من الآفات والأمراض القلبية والبدنية.

ففي رواية الإمام أحمد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير مخيلة ولا سرف إن الله يحب أن تُرى نعمته على عبده”، فهكذا بين حديث الرسول عن الطعام أنه من الطيبات التي أحلها الله ولكن دون إفراط وإسراف، فكما قال عمر –رضي الله عنه – “إياكم والبطنة، فإنها مفسدة للجسم مورثة للسقم، مكسلة عن الصلاة، وعليكم والقصد فإنه أصلح للجسد وأبعد عن السرف وإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين”.

وقال العلماء إن المقصود في الإسراف هو مجاوزة الحد، أي الأكل فوق الشبع، وهو ما يعود على الفردر بالكثير من الأضرار الصحية والبدنية، فضلًا عما قد يولده أمراض الرياء والحسد والتفاخر والكبر، فهكذا قد تدفع شهوة البطن وإشباعها بشكل مبالغ فيه إلى الانشغال بالدنيا وربما الوقوع في بعض المعاصي.

ولقد جاء أيضًا في حديث الرسول عن الطعام ما ينهى عن ملء البطون، وهو ما ورد عن أأبي كريمة المقدام بن معديكرب، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :”ما ملأ آدمي وعاء شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يُقمن صلبه، فإن كان لا محاله فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه”، رواه الترمذي وصححه الألباني.

وعن نافع قال :” كان ابن عمر لا يأكل حتى يؤتي بمسكين يأكل معه، فأدخلت رجلًا يأكل معه، فأكل كثيرًا، فقال: يانافع، لا تدخل هذا علي، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء”، رواه البخاري ومسلم.

وقال العلماء في شرح حديث الرسول عن الطعام وملء البطون إن الحكمة لا تدخل معدة ملئت بالطعام، فمن قل طعامه قل شربه، ومن قل شربه خف منامه، ومن خف منامه ظهرت بركة عمره، ومن امتلأ بطنه كثر شربه ومن كثر شربه ثقل نومه ومن ثقل نومه محقت بركة عمره، فإذا اكتفى بدون الشبع حسن اغتذاء بدنه وصلح حاله ونفسه وقلبه.

حديث عن ملء البطون

اقرأ أيضًا عبر قسم ديناحاديث صحيحه عن اداب الطعام والشراب

حديث عن الاعتدال في الطعام والشراب

إن حديث الرسول عن الطعام قد أشار إلى عدة حقائق توصل إليها العلم الحديث فيما يتعلق بالاعتدال في الطعام والشارب، فقد قسم النبي صلى الله عليه وسلم المعدة إلى ثلاثة أقسام، وأخبر أن أكبر كمية من الطعام والشراب يمكن أن يتناولها الإنسان عند الحاجة للطعام هو ما يملأ ثلثي المعدة، وأما ترك ثلث حجم المعدة خاليًا من الطعام والشراب ضروري لنفس الإنسان، وهذه حقائق أيدها العلم الحديث.

كذلك أكد العلم الحديث ن ملء البطن فيه خطر كبير، فهو يسبب التخمة والعديد من الأمراض التي تعيق أفعال الإنسان الطبيعية، على عكس تناول الأغذية القليلة البطيئة الهضم فهي أكثر انتفاعًا للإنسان.

وبرغم أن حديث الرسول عن الطعام قد نهى عن ملء البطون لما لها من أضرار للقلب والبدن، إلا أن الشبع لا بأس به، كما قال العلماء، ولكن مع عدم الإسراف والشبع المفرط لأنه يضعف القوى والبدن، فكما ورد أن أبو هريرة شرب بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم من اللبن حتى قال :”والذي بعثك بالحق لا أجد له مسلكًا، كما أن الصحابة أكلوا بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم مرارًا حتى شبعوا، فلا بأس أن يشبع الإنسان ولكن دون أن يكون الشبع مضر وفوق حاجته.

اقرأ أيضًا : احاديث عن الغذاء الصحي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى