حديث الرسول عن الطيب
الطيب والعطور من زينة الدنيا المحببة للجميع فهي غذاء الروح وتسر النفس وتفرح القلب لذلك كان من أحب الأشياء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يكثر من التطيب ويحث الرجال عليه وهو ما جاء في حديث الرسول عن الطيب.
وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 سنتعرف على حديث الرسول عن الطيب، وحكم إنفاق الأموال في شراء العطور، وما حكم التطيب للرجال وحكم التطيب للنساء.
حديث الرسول عن الطيب
الطيب هو كل ما له شم طيب مثل دهن العود ودهن الورد والعنبر والبخور وغير ذلك، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الطيب ويكثر من التطيب، وذلك لما للطيب من نفع في سرور النفس والروح وحفظ الصحة، ولأن الطيب من الخاصية التي تحبها الملائكة وتنفر منها الشياطين.
ومما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الطيب ما ورد في حديث الرسول عن الطيب في رواية أنس بن مالك –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :”حُبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة”.
لقد بين حديث الرسول عن الطيب إنه كان يحب الطيب، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أطيب الناس ريحًا من غير تطيب وإن تطيب يُشتم طيبه من بعيد، ويفوح طيبه وينتشر عبقه وينشرح له من يجالسه وكأنه في روضة فيحاء.
وعن أنس –رضي الله عنه- قال :”ما شممت شيئًا قط مسكًا ولا عنبرًا أطيب من ريح رسول الله، ولا مسست شيئًا قط حريرًا ولا ديباجًا ألين مسًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم”، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “يب الرجال من ظهر ريحه وخفى لونه”.
كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذ من قارورة المسك فيمسح على لحيته ورأسه، فكان المسك أحب الطيب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول عنه “هو أطيب طيبكم”.
ويقول ابن القيم في تفسير حديث الرسول عن الطيب وتعليله لحب التطيب، إن الطيب غذاء الروح وقوة الروح تزداد بالطيب وله نفع للدماغ والقلب وسائر الأعضاء ويسر النفس ويفرح القلب، لذل كان الطيب من الأشياء الطيبة المحببة للرسول صلى الله عليه وسلم .
ويضيف ابن القيم إن الطيب من الروائح التي تحبها الملائكة وتنفر منها الشياطين، لأن الأرواح الطيبة تحب الرائحة الطيبة، والأرواح الخبيثة تحب الرائحة الخبيثة.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم من شدة حبه للطيب كان يقبل الطيب إذا هدي إليه الطيب قبله ونهى عن رده، فعن أنس بن مالك –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرد الطيب، وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال :”قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عُرض عليه طيب فلا يرده فإنه طيب الريح خفيف المحمل”.
وعن ابن عمر –رضي الله عنهما- قال :” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث لا ترد الوسائل والدهن والعطور واللبن”، وفي رواية مسلم “من عُرض عليه ريحان فلا يرده فإنه خرج من الجنة”.
حديث الرسول عن إنفاق المال في الطيب
كما بين حديث الرسول عن الطيب إنه من أحب الأمور إليه، فهناك الكثيرون ممن يقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم ويحرصون على التطيب، ولكن هل الإنفاق على الطيب من الإسراف أم إنه من الأمور المباحة الطيبة؟.
يقول العلماء في مسألة إنفاق المال في الطيب، إنه لا شك أن الطيب المرتفع له رائحة طيبة وتدوم أكثر من الطيب الرخيص الثمن، لذلك لا يعد شراء الطيب بثمن مرتفع من الإسراف، ولكن شريطة أن يكون ذلك من مال المشتري ولا يستدين لأجله، ولا يضر بدخله والإنفاق على أهله ودون أن يقصر في المأكل والمشرب والملبس على من تجب عليه نفقته، وألا يكون بقصد الفخر والمباهاة.
ويرى بعض أهل العلم إن الإسراف شيء نسبي، والأصل في شراء الطيب هو الإباحة إلا إذا ترتب على ذلك مفسدة، وفقًا لقوله تبارك وتعالى :”وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”، وكذلك قوله تعالى :”والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا”.
اقرأ أيضًا عبر قسم دين : احاديث عن الطيب والعطور
حكم التطيب للرجل
اقتداء بحديث الرسول عن الطيب تجد الكثير من الرجال يحرصون على التطيب بالعطور، ولكن ما هو حكم التطيب للرجل وهل هناك بعض الحالات التي جاء فيها نهي عن وضع الطيب للرجل؟.
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على استحباب التطيب للرجال يوم الجمعة والعيد، وعند حضور مجامع المسلمين، ومجالس الذكر والعلم، وعند إرادة الرجل لمعاشرة زوجته، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن أفضل ما يتطيب به الرجل المسك، ويكون التطيب في الرأس واللحية.
ومن السنة أيضًا في التطيب للرجال، الاستجمار بأنواع العود والبخور، ويكون على الثياب وتحت الإبط واللحية، فعن نافع قال:” كان ابن عمر إذا استجمر استجمر بالألوة غير مطراة، وبكافور يطرحه مع الألوة ثم قال هكذا كان يستجمر رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
وعن حكم التطيب للرجال، فأجمع العلماء على جواز التطيب للرجل واستحباب ذلك، إلا أن هناك بعض الحالات التي جاء فيها نهي عن وضع العطور للرجال، ومنها الآتي:
- إذا كان الرجل يخالط النساء الأجنبات ويكون الطيب بقصد لفت أنظارهن إليه أو نيل الإعطاء والميول منهن، فهنا التطيب يكون إثم على الرجل.
- إذا كان استعمال الطيب للرجل يؤدي إلى فتنة النساء، إذ أن الشرع يحرم كل ما يثير الفتنة ولا فرق في ذلك بين الرجال والنساء.
- من العطور المنهي عنها العطور التي يغلب فيها استخدام الكحول.
حكم التطيب للنساء
أما عن حكم التطيب للنساء، فقد أجمع العلماء على أنه لا يجوز التعطر للمرأة إذا خرجت من منزلها، استنادًا لحديث الرسول عن الطيب عن زينب امرأة عبد الله –رضي الله عنهما- قالت: “قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبًا”.
وجاء في حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله :”أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية”، وقوله أيضًا صلى الله عليه وسلم :” لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تفلات”.
واستنادًا لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم توصل أغلب العلماء إلى الحكم الشرعي بأنه يحرم تطيب النساء عند الخروج من المنزل بشكل عام وخاصة إذا كان خروجها للمسجد، لأن العطر النفاذ يلفت الالنتباه إلى مرور المرأة ومن الممكن أن يثير الشهوة والفتن لدى الرجالة، وهذه هي الحكمة من تحريم التعطر للنساء خارج المنزل.
ولكن مع تحريم التطيب للنساء عند الخروج من المنزل، إلا أنه يجوز لها التطيب بما شاءت من العطور إذا كانت في منزلها أو التطيب أمام المحارم، وخاصة إذا كان التطيب للزوج فذلك جائز شرعًا وليس فيه أي شبة شرعية، بل إنه من الأمور المستحبة أن تتعطر المرأة لزوجها.
اقرأ أيضًا: الفرق بين انواع العطور