حديث الرسول عن العجم
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل أصحابه جميعًا على درجة واحدة من الرفق والمشاورة ولم يميز بينهم سواء أكانوا عربًا أم أعاجم فلم يكونوا أصحاب الرسول كلهم عرب ولكن كان منهم الأعجمي والحبشي وغير ذلك لذا يهتم الكثير من الناس بالبحث عن حديث الرسول عن العجم وماذا قال فيهم.
وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 سنتعرف على حديث الرسول عن العجم، وهل مدح الرسول صلى الله عليه وسلم بلاد فارس وهل يخرج منهم المهدي المنتظر؟، وهل هناك تفضيل للعرب على الفرس؟ وما صحة حديث من بغض العرب كفر.
حديث الرسول عن العجم
لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يخطب في العامة ويقول :”أيها الناس: ألا إن ربكم واحد وإن أبأكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى”، رواه أحمد وغيره.
هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحسن معاملة الجميع أيًا كان عربي أو عجمي، فهو الذي أخذ برأي الصحابي الجليل سلمان الفارسي في حفر الخندق في غزوة الأحزاب، وهو الذي جعل الصحابي الحبشي بلالًا ابن رباح مؤذنه الخاص.
والعجم هم خلاف العرب، وهو اسم لكل الشعوب غير العرب لكن يغلب إطلاقه على الفرس والفرس حاليًا هم إيران، والأعجمي هو من كان لسانه عجمة عند نطقه باللغة العربية وإن كان عربيًا وإن أفصح بالعجمية كالعربي الذي يعيش في بلاد العجم.
أما عن حديث الرسول عن العجم، فقد ورد عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، أنه قال:” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الله أن يملأ أيديكم من العجم ويجعلهم أسدًا لا يفرون، فيضربون رقابكم ويأكلون فيئكم”.
ومعنى حديث الرسول عن العجم، أنه سوف يأسر العرب الكثير من العجم ويستعبدونهم، ثم يتحولون إلى فرسان ضد العرب.
ومما ورد أيضًا في حديث الرسول عن العجم، ما أخرجه البخاري :”حدثني خليفة قال: حدثنا محمد بن سواء، قال: حدثنا الأشهب الضبعي عن بشير بن يزيد وكان أدرك الجاهلية، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي قار: اليوم أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم”.
حديث الرسول عن سلمان الفارسي وقومه
كما أشارنا سابقًا فإن من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم عجم، وأشهرهم الصحابي الجليل سلمان الفارسي، الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم حسبما ورد عن أنس –رضي الله عنه- “السباق أربعة أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وسلمان سابق فارس وبلال سابق الحبش”.
وذكر أيضًا الرسول قوم سلمان الفارسي في حديثه، فقد ورد في حديث أبي هريرة، أن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يارسول الله من هؤلاء الذين ذكر الله إن تولينا استُبدلوا بنا ثم يكونوا أمثالنا، قال وكان سلمان بجنب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ سلمان وقال هذا وأصحابه، والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطًا بالثريا لتناوله رجال من فارس”.
وقال العلماء إن حديث الرسول عن سلمان الفارسي وقومه صحيح، ومعناه أن رجال من فارس يأخذون العلم ويحصلوه، وهذا إشارة إلى حرصهم وشدة ما يبذلونه لخدمة الدين.
وفيما ورد أيضًا من أحاديث عن سلمان، حديث” سلمان منا آل البيت”، ولكن ضعفه الشيخ الألباني، وقال إنه موقوفًا على علي –رضي الله عنه- أنه قال حين سألوه عن سلمان، قال:”أدرك العلم الأول والعلم الآخر بحر لا ينزح هو منا آل البيت”.
اقرأ أيضًا عبر قسم دين : فضل الصحابة عن الله ورسوله
حديث الرسول عن إيران
مما يتبين لنا من حديث الرسول عن العجم أنه قد مدح رجال من فارس قال عنهم إنهم سينهلون من العلم والإيمان، ولكن هل سيكون من هؤلاء المهدي المنتظر الذي أخبرنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم ؟.
فقد ورد في سنن ابن ماجه عن ثوبان، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلًا لم يقتله قوم، ثم ذكر شيئًا لا أحفظه، فقال: فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي”، حديث صحيح.
وقال السندي في شرح سنن ابن ماجه، إن المقصود بالكنز في قوله عند كنزكم أي ملككم هو كنز الكعبة الشريفة كما ذكر أهل العلم، وقال ابن كثير: إن المراد الظاهر بالكنز المذكور هو كنز الكعبة.
أما عن مجيء الريات السود من المشرق فهو ثابت في الأخبار الصحيحة، ولكن تحديد إذا كانت ستخرج من خراسات وهي مدينة إيرانية فلم يثبت، وإنما وردت به أحاديث ضعيفة وأحاديث موضوعة لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد روى الترمذي عن أبي هريرة، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج من خراسان رايات سوداء لا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء” ثم قال: هذا حديث غريب، وقال الشيخ الألباني عن هذا الحديث إنه ضعيف الإسناد ولا يصح.
صحة حديث حب قريش إيمان وبغضهم كفر
لقد جاء في حديث الرسول عن العجم أنهم سيتحولون إلى فرسان ضد العرب ويغلبوهم بعد أن أسرهم العرب وامتلكوهم، ولكن هل فضل النبي صلى الله عليه وسلم العرب على العجم؟.
ذكرنا سابقًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخاطب الناس بأنه لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا أيضًا أن الله اختار العرب من الخلق، وكان النبي يحب العرب ويحب من يحبهم ويعتبر أن من يبغض العرب يبغض النبي نفسه.
وجاء في فضل العرب ما ذكره ابن حجر الهيتمي –رحمه الله تعالى- في فخر العرب، ما ورد عن الحاكم والبيهقي عن ابن عمر –رضي الله تعالى عنهما- قال:”قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله الخلق اختار العرب، ثم اختار من العرب قريشًا، ثم اختار من قريش بني هاشم، ثم اختارني من بني هاشم، فأنا خيرة من خيرة”.
وأخرج الطبراني عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال :”قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله حين خلق الخلق بعث جبريل، فقسم الناس قسمين: فقسم العرب قسمًا، وقسم العجم قسمًا، وكانت خيرة الله في العرب، ثم قسم العرب قسمين، فقسم اليمن قسمًا وقسم مضر قسمًا، وقسم قريشًا قسمًا، وكانت خيرة الله في قريش، ثم أخرجني من خير ما أنا منه”.
ومما جاء أيضًا في فضل العرب، ما أخرجه الترمذي، عن سلمان قال: “قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سلمان لا تبغضني فتفارق دينك، قلت: يارسول الله كيف أبغضك وبك هدانا الله، قال: تبغض العرب فتبغضني، قال: هذا حديث غريب، وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد.
وعن أنس رضي الله عنه، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب قريش إيمان وبغضهم كفر، وحب العرب إيمان وبغضهم كفر، فمن أحب العرب فقد أحبني، ومن أبغض العرب فقد أبغضني”، أخرجه الحاكم والطبراني.
اقرأ أيضًا : قصيدة باللغة العربية الفصحى عن الوطن