حديث الرسول عن العراق
لا شك أن العراق أرض لها تاريخ وحضارة قديمة وقد خرج منها أعلام المسلمين ومكثت عاصمتها بغداد عاصمة للخلافة الإسلامية عدة قرون من الزمان فكانت حينئذ حاضرة الإسلام ومعدن العلم والسلطان ومع ذلك سيخرج منها الفتن وتكون مكانًا لظهور الفرق الضالة في آخر الزمان حسبما أخبرنا حديث الرسول عن العراق.
وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 نستعرض حديث الرسول عن العراق، وماذا أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن حال أهل العراق في آخر الزمان وعلامات الساعة الصغرى التي تظهر في العراق وما ستكون عليه من فتن وقلاقل، وحقيقة إذا ما كانت أرض العراق ملعونة كما يُشاع؟.
حديث الرسول عن العراق
تعد العراق من الحضارات القديمة التي لها تاريخ عظيم قبل الإسلام وبعده، وخرج منها الكثير من العلماء والفقهاء، ولكن البعض يظن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد عا عليها أو ذمها وأهلها، إلا أن ما ورد في حديث الرسول عن العراق لا شيء فيه من هذا القبيل.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على زيارة العراق وفتحها، كما أنه أخبر عن بعض علامات الساعة الصغرى التي تقع في العراق، ومنها انحسار نهر الفرات في العراق.
وفي حديث عن عبد الله بن حواله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :”ستجدون أجنادًا جندًا بالشام وجندًا بالعراق وجندًا باليمن”، قال عبد الله: فقمت فقلت: قال: خر لي يارسول الله، فقال: عليكم بالشام فمن أبي فليلحق بيمنه وليستق من عند ربه فإن الله عز وجل تكفل لي بالشام وأهله”، رواه مسلم.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما :”أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الفجر ثم انفتل فأقبل على القوم فقال: اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدنا وصاعنا، اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا، فقال رجل: والعراق يارسول الله فسكت، ثم قال: اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا في حرمنا وبارك لنا في شامنا ويمننا، فقال رجل: والعراق يارسول الله، قال: من ثم يطلع قرن الشيطان وتهيج الفتن”، رواه الطبراني.
هذا ما جاء في حديث الرسول عن العراق، وقد أكد العلماء أنه ليس ذم لأرض العراق أو أهلها، وإنما إخبار بما ستكون عليه من واقع بأن تكون أرض للفتن وظهور الفرق التي تفرق الأمة، وهو ما حدث بالفعل في ظهور الخوارج من أرض العراق وقاتلهم علي رضي الله عنه مع الصحابة.
كذلك خرج من العراق الشيعة الذين سبوا صحابة وزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفروهم، وقتلهم لخليفة المؤمنين وصحابي رسول الله عليه وسلم عثمان بن عفان، وغيرهم من الفرق الضالة، إلا أنها في الوقت ذاته قد أخرجت أجيالًا من الفقهاء وكانت مقصدًا للعلماء.
وقد ورد في مسند الإمام أحمد عن جابر -رضي الله عنه- قال:”سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا ونظر إلى الشام فقال: اللهم أقبل بقلوبهم، ونظر إلى العراق فقال نحو ذلك، ونظر قبل كل أفق ففعل ذلك، وقال: اللهم ارزقنا من ثمرات الأرض وبارك لنا في مدنا وصاعنا”.
اقرأ أيضًا عبر قسم دين : ايات قرانية عن الوطن العراق
هل ذهب الرسول إلى العراق
ما يُعرف عن العراق بأنها أرض الأنبياء ففيها ولد نبي الله إبراهيم عليه السلام وخرج منها عدد من الأنبياء، وهو ما يجعل البعض يتساءل هل ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى العراق؟.
إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخرج إلى العراق، بل أنه لم يخرج من موطنه مكة المكرمة قبل البعثة إلا في التجارة إلى الشام، فحينما كان النبي صلى الله عليه وسلم كان في الثانية عشر من عمره خرج مع عمه أبي طالب إلى الشام، ثم عاد إلى مكة ومكث بها حتى سن الخامسة وعشرين من عمره.
وقبل أن يتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة –رضي الله عنها- خرج تاجرًا في مالها إلى الشام مع غلام لها يُدعى ميسرة، وكان ذلك في عامه الخامس والعشرين، وبعد عودته لم يخرج من مكة إلا في البعثة إلى المدينة التي توفي بها صلى الله عليه وسلم.
وعلى الرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذهب إلى العراق ولكنه قد أخبر عن بعض علامات الساعة التي تقع في أرض العراق، ومنها ما جاء في حديث أبي بن كعب –رضي الله عنه- قال:”إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب فإذا سمع به الناس ساروا إليه، فيقول من عنده: لئن تركنا الناس يأخذون منه ليُذهبن به كله، قال: فيقتتلون عليه فيُقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو”، رواه مسلم.
كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بسيطرة العجم والروم على بلاد العراق حتى لا ينتفع المسلمون بخيراتها كما حدث قديمًا، فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم :”منعت العراق درهما وقفيزها، ومنعت الشام مديها ودينارها، ومنعت مصر إردبها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم، شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه”.
وفسر العلماء في معنى حديث الرسول عن العراق وما يحدث لها في آخر الزمان، بأن الإسلام سيعود غريبًا كما بدأ غريبًا، وأن الكفار سيسطرون عليها فلا يبقى هناك جزية مع استئثارهم بخيرات العراق.
وفي حديث آخر عما سيكون عليه العراق، قال النبي صلى الله عليه وسلم :”يوشك أهل العراق أن لا يجتبي إليهم بعير ولا درهم، قالوا: مم ذلك؟، قال: من قبل العجم يمنعون ذلك”، ففي هذا الحديث إشارة إلى الحصار الاقتصادي الذي سيفرضه الكفار على أهل العراق.
هل العراق ارض ملعونه
ما ورد في حديث الرسول عن العراق بأنها ستكون مكانًا لظهور الفتن والفرق الضالة ظنه البعض بأن الرسول يذم العراق وأهله، لذا يكثر البحث عما إذا كانت العراق أرض ملعونة أم ماذا؟.
لقد أجمع العلماء أنه لا يوجد شيء في السنة النبوية يدل على أن العراق أرض معلونة على وجه العموم، ولكن ما ورد لعن أرض بابل والنهي عن الصلاة فيها.
فقد روى أبو داود عن سليمان بن داود، أخبرنا ابن وهب ابن لهيعة ويحيى بن أزهر عن عمار بن سعد المرادي عن أبي صالح الغفاري أن عليًا –رضي الله عنه- مر ببابل وهو يسير، فجاءه المؤذن يؤذنه بصلاة العصر، فلما برز منها، أمر المؤذن فأقام الصلاة فلما فرغ قال:”إن حبيبي النبي صلى الله عليه وسلم نهاني أن أصلي في المقبرة ونهاني أن أصلي في أرض بابل فإنها ملعونة”.
وذكر الشيخ الألباني أن الإمام أحمد كره الصلاة في بابل وأرض الخسف أو نحو ذلك اتباعًا لعلي رضي الله عنه، وقوله :”نهاني النبي صلى الله عليه وسلم أن أصلي في أرض بابل فإنها ملعونة”.
اقرأ أيضًا : شعر عن الوطن العراق