يعد قيام الليل من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وهو سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا يبحث الكثير من المسلمين عن الإجابة على سؤال كيف اصلي قيام الليل وماذا اقول؟.
يحرص المسلمون على أداء هذه الصلاة في ساعات الليل المتأخرة، لما تحمله من فضل عظيم وتأثير روحاني عميق، في هذا التقرير، سنتناول كيفية أداء صلاة قيام الليل، ونوضح الأذكار والأدعية التي تقال خلالها، بما يعين المسلم على تعظيم هذه العبادة ويزيده قربًا من الله.
صلاة قيام الليل
يبدأ وقت صلاة الليل بعد الانتهاء من صلاة العشاء ويستمر حتى طلوع الفجر، ويُفضَّل أداؤها في الثلث الأخير من الليل، حيث ينزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا ويقول: “هل من سائل يُعطى؟ هل من داعٍ يُستجاب له؟ هل من مستغفر يُغفر له؟” حتى يطلع الفجر، كما ورد في صحيح مسلم وأحمد.
ومع ذلك، يمكن للمسلم أن يصلي في أي وقت من الليل ويكون بذلك قد أتى بالسنة ونال الأجر بإذن الله.
أما عدد ركعات صلاة الليل، فهو غير محدد، فالمسلم يصلي ما يشاء، استنادًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى”، وهو حديث متفق عليه.
لكن من الأفضل الاقتصار على إحدى عشرة ركعة مع الوتر، وهي صلاة النبي صلى الله عليه وسلم كما روت عائشة رضي الله عنها حين قالت: “ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا تسلْ عن حسنهنَّ وطولهنَّ، ثم يصلي أربعًا فلا تسلْ عن حسنهنَّ وطولهنَّ، ثم يصلي ثلاثًا”، رواه البخاري.
كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ثلاث عشرة ركعة أحيانًا، ثم يصلي ركعتين خفيفتين إذا سمع أذان الفجر، وهو حديث متفق عليه.
ختام صلاة الليل بالوتر ليس واجبًا، لكنه مستحب كما اتفق جمهور العلماء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا”. وقد ثبت أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أحيانًا كان يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس، كما روت عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم. والله أعلم.
فضل قيام الليل
يُعتبر قيام الليل من أفضل الأعمال الصالحة وأعظم الصلوات بعد الفريضة، التي يتقرّب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى، وقد شجّع النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على قيام الليل، فقال: “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل”.
وقيام الليل يُعدّ سنة مؤكدة عن النبي، وأشارت النصوص الشرعية إلى فضله العظيم. ووعد الله تعالى من يُقيم الليل بالأجر الوفير والمقام المحمود، كما قال تعالى: “ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا”.
وجاء في قوله تعالى: “أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب”، مما يدل على عظمة الأجر الذي ينتظر من يُقيم الليل تضرعًا وخشيةً لله.
أدعية قيام الليل
أثناء قيام الليل، يُستحب أن يتلو المسلم بعض الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن هذه الأدعية:
- دعاء الاستفتاح
كان النبي عليه الصلاة والسلام يستفتح صلاته في الليل قائلاً: اللهم لك الحمد، أنت رب السماوات والأرض، لك الحمد، أنت قيّم السماوات والأرض ومن فيهن، لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض، قولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي، لا إله لي غيرك. - دعاء السجود
أثناء سجوده، كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو قائلاً: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك. - دعاء القنوت في الوتر
وفي ركعة الوتر، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم عافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، واهدني فيمن هديت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت.
بهذه الأدعية، يُستحب للمسلم أن يناجي الله تعالى في صلاة الليل بخشوع وإخلاص، سائلاً المغفرة والرحمة.
اقرأ أيضًا: فضل قيام الليل بسورة البقرة في استجابة الدعاء
