قصيدة طويلة عن الوطن
قصيدة طويلة عن الوطن
من أشعار الشاعر أحمد ذكي أبو شادي نقرأ قصيدة طويلة عن الوطن تقول :
يا قاصداً مصر في زهو وفي جذل
هنّئت ما مصر إلا أم أوطان
أم الحضارة ما كانت طفولتها
إلا مفاخر فنان وإنسان
لكل فرد بلاد يستعز بها
ومصر مهما استقل الموطن الثاني
لها عهود على الدنيا موثقة
فطالما حبت الدنيا بإحسان
أنت ابنها البر لا تنسيك منزلة
حقّا عليك ولا كر لأزمان
ومن يعد عمادا في تخصّصه
وخالقا لمزايا جيلها الباني
علم وعلم فلا خير لأمتنا
إلا من العلم إن العلم نوران
والثم ثرى مصر عنّي راكعا شغفا
وخذ فؤادي عني بعض قرباني
علم كعلمك غذاني وأحياني
كذاك خلقك يوم اليأس أحياني
وما أقول وداعا بل أقول وعلى
في موطن الشمس ناجاني وناداني
يا من تواضعه عنوان حكمته
وقدره فوق تقدير وعنوان
ومن شغلت طويلا عن مجالسه
لأنت أدنى إلى قلبي من الداني
عهد عليك شباب النيل ترشدهم
للحق إن خانهم تدجيل شيطان
إن الشجاعة اسمى ما اتصفت به
فاصدع بها الباطل المستأسد الجاني
لا خير في العلم صار الجبن سيده
فالعلم بالعلم يرقى دون سلطان
هذي تحية مهجور ومغترب
وباقة من أحاسيسي وألحاني
لم ألق غيرك موهوبا ليرفعها
لمصر حين وفاء النيل ناجاني
ولم أجد نابغا أولى بتكرمتي
ولا مثالية أولى بإيماني
فعش لقومك بل للناس أجمعهم
وعد لقومك ذخرا ليس بالفاني
أجمل قصيدة طويلة عن الوطن
ومن أجمل القصائد التي كتبت في حب الوطن ما كتبه رفاعة الطهطاوي حيث قال:
يا صاحِ حبُّ الوطنْ
حليةُ كل فَطِنْ
محبةُ الأوطانِ
من شُعب الإيمانِ
في أفخر الأديان
آية كل مؤمن
يا صاح حبُّ الوطن
حلية كل فطن
مساقطُ الرُءوسِ
تَلَذُّ للنفوسِ
تُذهبُ كل بُوسِ
عنّا وكلَّ حرنَ
ومصرُ ابهى مولدِ
لنا وأزهى محتدِ
ومربعٍ ومعهدِ
للروح أو للبدنْ
شُدتْ لها العزائمُ
نِيطتْ بها التمائمُ
لطبعنا تُلائمُ
في السر أو في العَلنْ
مصرُ لها أيادِي
عُليا على البلادِ
وفخرهُا يُنادي
ما المجدُ إلا ديْدني
الكونُ من مصرَ اقتبسْ
نوراً وما عنه احتبسْ
وما فخارها التبس
إلا على وغدٍ دَنيِ
فخرٌ قديم يُؤْثَرُ
عن سادةٍ ويُنْشَر
زهورُ مجد تنثر
منها العقول تَجْتنِي
دارُ نعيم زاهيَهْ
ومعدان الرفاهيَهْ
آمرةٌ وناهيهْ
قِدماً لكل المدنْ
تحنو على القريبِ
تحلو لدى الغريبِ
ترنو إلى الرقيبِ
شرراً بسهم الأعينْ
طُول المدا وَلودُ
وللهُدى ودودُ
ما أمَّها جَحودُ
إلا انثنى بالوهنْ
قوةُ مصرَ القاهره
على سِواها ظاهره
وبالعمارِ زاهِره
خُصّتْ بذكرٍ حَسنْ
منازلٌ رَحيبه
وبالمنى خَصِيبه
وللهَنا مُجيبه
وهي أعزُّ موطن
علومها حقائقُ
فهومها رقائقُ
رموزها دقائق
تحلو لأهل الفِطن
أما ترى الأهالي
ترقَى ذُرى المعالي
هم سادةٌ موالي
جمال وجه الزمن
أبناؤها رجالُ
لم يثنهم مجالُ
ولا بهم أوجال
في ليل وقعٍ دَجُن
وذوقهم مطبوعُ
وقدرهم مرفوعُ
وصيتهم مسموع
بشرف التمدن
وجندهم صنديدُ
وقلبه حديدُ
وخصمه طريد
بل مُدرجٌ في كفن
كل فتىً جليلْ
يعشق وادي النيلْ
كم فيه من نزيلْ
يقول مصر وطني
فإن تَرُمْ إسعادا
يا سعدُ دعْ سعادا
ولذْ بمنْ أعادا
لمصرَ فخرها السَّني
صادقُ وعدٍ محسنُ
وذكرُهُ يُسحتسنُ
ولا تزال الألسنُ
تشدو بذكرِ المحسن
ربُّ عُلاً وحسبِ
عن جده وعن أبِ
فقلْ لمصر انتسبي
إلى جريلِ المننْ
أدامُه ربُّ العلا
أميرَ عِزٍ وولا
بجاه طه مَن علا
بالعدلِ جورَ الفتنْ
وفي الختام نؤكد على أن الوطن هو ذلك الحب الدافيء الحب الخالد، وأن كل فرد منا مهما دار في العالم فلن يجد أعذب من أرض وطنه، وهو ما حاول العديد من الشعراء التعبير عنه على مر العصور.
اقرأ أيضًا