قصيدة غزلية لنزار قباني
تعرف على قصيدة غزلية لنزار قباني ، يعتبر الشاعر نزار قباني من الشعراء المعاصرين الذين تفوقوا في كتابة شغر الغزل، واتسمت قصائده الشعرية باجمل العبارات الجميلة التي ترسم صورة لمعنى الشاعر المقصود من القصيدة، حيث أن الشاعر نزار القباني من أصل سوري يعود اصله إلى عائلة عريقة في مدينة دمشق وله الكثير من الدواوين الشعرية التي حازت اعجاب العديد من الناس ومازالت تتناقل فيما بينهم حتى الأن.
قصيدة غزلية لنزار قباني
فإليكم قصيدة غزلية لنزار قباني مقدمة من قسم قصائد وأشعار:-
حب استثنائي.. لامرأة استثنائية
أكثرُ ما يعذّبني في حُبِّك
أنني لا أستطيع أن أحبّكِ أكثر
وأكثرُ ما يضايقني في حواسّي الخمس
أنها بقيتْ خمساً لا أكثَر
نَّ امرأةً إستثنائيةً مثلك
تحتاجُ إلى أحاسيسَ إستثنائيَّة
وأشواقٍ إستثنائيَّة
ودموعٍ إستثنايَّة
إنَّ امرأةً إستثنائيَّةً مثلك
تحتاجُ إلى كُتُبٍ تُكْتَبُ لها وحدَها
وحزنٍ خاصٍ بها وحدَها
وزَمَنٍ بملايين الغُرف
تسكنُ فيه وحدها
لكنّني وا أسفاه
لا أستطيع أن أعجنَ الثواني
على شكل خواتمَ أضعُها في أصابعك
فالسنةُ محكومةٌ بشهورها
والشهورُ محكومةٌ بأسابيعها
والأسابيعُ محكومةٌ بأيامِها
وأيّامي محكومةٌ بتعاقب الليل والنهار
في عينيكِ البَنَفسجيتيْن
__________________________
وصفة عربية لمداواة العشق
تصوَّرتُ حُبَّكِ
طَفْحَاً على سطح جلْدِي
أداويهِ بالماء أو بالكُحُول
وبرَّرتُهُ باختلافِ المناخ
وعلَّلتُه بانقلاب الفُصٌول
وكنتُ إذا سألوني ، أقول :
هواجسُ نَفْس
وضَرْبَةُ شمس
وخَدْشٌ صغيرٌ على الوجه سوف يزول
تصورت حبك نهرا صغيرا
سَيُحيي المراعي ويَرْوي الحقول
ولكنَّهُ اجتاحَ برَّ حياتي
فأغرَقَ كلَّ القرى
وأتلفَ كلَّ السُهُول
وجرَّ سريري
وجدرانَ بيتي
وخَلَّفني فوق أرض الذُهُول
تصوَّرتُ أنَّ حماسي لعينيكِ كان انفعالا
كأيِّ انفعال
وأنَّ كلامي عن الحُبِّ ، كان كأيِّ كلامٍ يُقَال
واكتَشفتُ الآن أني كنتُ قصيرَ الخيال
فما كان حُبُّكِ طَفْحاً يُداوى بماء البنفسج واليانسُون
ولا كان خَدْشاً طفيفاً يُعالَجُ بالعشب أو بالدُهُون
ولا كان نوبةَ بَرْد
سترحلُ عند رحيل رياح الشمال
ولكنَّهُ كان سيفاً ينامُ بلحمي
وجَيْشَ احتلال
وأوَّلَ مرحلةٍ في طريق الجُنون
___________________
حين أحبك
يتغيَّرُ – حينَ أُحِبُّكِ – شكلُ الكرة الأرضيَّه
تتلاقى طُرق العالم فوق يديْكِ.. وفوقَ يَدَيَّه
يتغيَّرُ ترتيبُ الأفلاك
تتكاثرُ في البحر الأسماك
ويسافرُ قَمَرٌ في دورتي الدَمَوِيَّه
يتغيَّرُ شَكْلي :
أُصبحُ شَجَرا.. أُصبحُ مَطَرا
أُصبِحُ أسودَ ، داخلَ عينٍ إسبانيَّه
تتكوَّنُ – حينَ أُحبّكِ- أَوديَةٌ وجبال
تزدادُ ولاداتُ الأطفال
تتشكَّلُ جُزرٌ في عينيكِ خرافيَّه
ويشاهدُ أهلُ الأرضِ كواكبَ لم تخطُرْ في بال
ويَزيدُ الرزق ، يزيدُ العشقُ ، تزيدُ الكُتُبُ الشِعريَّه
تتحضَّرُ – حينَ أُحبّكِ- آلافُ الكَلمات
تتشكَّلُ لغةٌ أخرى
مُدُنٌ أُخرى
أُمَمٌ أُخرى
تُسرِعُ أنفاسُ الساعات
رتاحُ حروفُ العَطْف وتَحْبَلُ تاءاتُ التأنيث
وينبتُ قمحٌ ما بين الصَفَحَات
وتجيءُ طيورٌ من عينيكِ وتحملُ أخباراً عسليَّه
__________________________
يُقشِّرُني الحبُّ كالبُرْتُقَالة
يفتحُ في الليل صدري
ويتركُ فيه
نبيذا ، وقمحا ، وقنديلَ زيت
ولا أتذكَّرُ أنّي انْذَبَحت
ولا أتذكَّرتُ أني نَزَفْت
ولا أتذكّرُ أنّي رأيت
يبعثرني الحبُّ مثلَ السحابة
يُلغي مكانَ الولادة
يُلغي سنينَ الدراسةِ
يُلغي الزواجَ ، الطلاقَ ، الشهودَ ، المحاكم
يسحبُ منِّي جوازَ السَفَر
ويغسلُ كلَّ غُبار القبيلةِِ عنِّي
ويجعلني
من رعايا القَمَر
يُغيِّرُ حُبُّكِ طقسَ المدينةِ ، ليلَ المدينة
تغدو الشوارعُ عيداً من الضوء تحت رَذّاذ المَطَر
وتغدو الميادينُ أكثرَ سحرا
ويغدو حمامُ الكنائس يكتبُ شِعْرا
ويغدو الهوى في مقاهي الرصيف
أشدَّ حماسا ، وأطولَ عمرا
وتضحكُ أكشاكُ بيع الجرائدِ حين تراك
تجيئينَ بالمعطفِ الشَتَويِّ إلى الموعد المنتظَر
فهل صدفةٌ أن يكونَ زمانُكِ
مرتبطاً بزمانِ المَطَرْ ؟
مقالات أخرى قد تهمك:-
قصيدة حب في الصباح