قصائد وأشعار
قصيدة لعتاب القريب
نضع بين أيديكم أكثر من قصيدة لعتاب القريب ، وعادة ما يصدر عن الأشخاص المقربين من بعضهما بعض التصرفات التي تسبب الحزن والألم، لذا يحتاج الأحبة عامة إلى العتاب بصفة مستمر لأنه يعبر عن المحبة والشوق، ويزيل كل ما يسبب حزن لدى البعض.
قصيدة لعتاب القريب
- يقول نزار قباني : قالت لهُ أتحبني وأنا ضريرة وفي الدُّنيا بناتُ كثيرة الحلوةُ والجميلةُ والمثيرة ما أنت إلا بمجنون أو مشفقٌ على عمياء العيون قالَ: بل أنا عاشقٌ يا حلوتي ولا أتمنّى من دنيتي إلّا أن تصيري زوجتي وقد رزقني الله المال وما أظنُّ الشّفاء مٌحال قالت إن أعدتّ إليّ بصري سأرضى بكَ يا قدري وسأقضي معك عمري لكن .. من يعطيني عينيه وأيُّ ليلِ يبقى لديه وفي يومٍ جاءها مُسرِعاً أبشري قد وجدّتُ المُتبرِّعا وستبصرين ما خلق اللهُ وأبدعا وستوفين بوعدكِ لي وتكونين زوجةً لي ويوم فتحت أعيُنها كان واقفاَ يمسُك يدها رأتهُ فدوت صرختُها أأنت أيضاً أعمى؟! وبكت حظّها الشُّؤمَ قال لا تحزني يا حبيبتي ستكونين عيوني و دليلتي فمتى تصيرين زوجتي؟ قالت أأنا أتزوّجُ ضريراً وقد أصبحتُ اليومَ بصيرة فبكى وقال سامحيني من أنا لتتزوّجيني؟ ولكن قبل أن تترُكيني أريدُ منكِ أن تعديني أن تعتني جيداً بعيوني..
- يقول نزار قباني : وما بين حُبٍّ وحُبٍّ، أُحبُّكِ أنتِ وما بين واحدةٍ ودَّعَتْني وواحدةٍ سوف تأتي أُفتِّشُ عنكِ هنا وهناكْ كأنَّ الزّمانَ الوحيدَ زمانُكِ أنتِ كأنَّ جميعَ الوعود تصبُّ بعينيكِ أنتِ فكيف أُفسِّرُ هذا الشّعورَ الذي يعتريني صباحَ مساءْ وكيف تمرّينَ بالبالِ، مثل الحمامةِ حينَ أكونُ بحَضْرة أحلى النساءْ؟ وما بينَ وعديْنِ، وامرأتينِ وبينَ قطارٍ يجيء وآخرَ يمضي هنالكَ خمسُ دقائقَ أدعوك ِ فيها لفنجان شايٍ قُبيلَ السَفَرْ هنالكَ خمسُ دقائقْ بها أطمئنُّ عليكِ قليلاً وأشكو إليكِ همومي قليلاً وأشتُمُ فيها الزّمانَ قليلاً هنالكَ خمسُ دقائقْ بها تقلبينَ حياتي قليلاً فماذا تسمّينَ هذا التشتُّتَ هذا التمزُّقَ هذا العذابَ الطويلا الطويلا وكيف تكونُ الخيانةُ حلاًّ؟ وكيف يكونُ النّفاقُ جميلاً؟ وبين كلام الهوي في جميع اللّغاتْ هناكَ كلامٌ يقالُ لأجلكِ أنتِ وشِعْرٌ سيربطه الدّارسونَ بعصركِ أنتِ وما بين وقتِ النّبيذ ووقتِ الكتابة يوجد وقتٌ يكونُ به البحرُ ممتلئاً بالسّنابلْ وما بين نُقْطَة حِبْرٍ ونُقْطَة حِبْرٍ هنالكَ وقتٌ ننامُ معاً فيه، بين الفواصلْ وما بين فصل الخريف، وفصل الشّتاءْ هنالكَ فَصْلُ أُسَمِّيهِ فصلَ البكاءْ تكون به النّفسُ أقربَ من أيِّ وقتٍ مضى للسّماءْ وفي اللّحظات التي تتشابهُ فيها جميعُ النّساءْ كما تتشابهُ كلُّ الحروف على الآلة الكاتبهْ وتصبحُ فيها ممارسةُ الجنسِ ضرباً سريعاً على الآلة الكاتبَهْ وفي اللّحظاتِ التي لا مواقفَ فيها ولا عشقَ، لا كرهَ، لا برقَ، لا رعدَ، لا شِعرَ، لا نثرَ، لا شيءَ فيها أُسافرْ خلفكِ، أدخلُ كلَّ المطاراتِ، أسألُ كلَّ الفنادق عنكِ، فقد يتصادفُ أنَّكِ فيها وفي لحظاتِ القنوطِ، الهبوطِ، السّقوطِ، الفراغ، الخِواءْ وفي لحظات انتحار الأماني، وموتِ الرّجاءْ وفي لحظات التّناقضِ حين تصير الحبيباتُ، والحبُّ ضدّي وتصبحُ فيها القصائدُ ضدّي وتصبحُ – حتى النهودُ التي بايعتْني على العرش- ضدّي وفي اللّحظات التي أتسكَّعُ فيها على طُرُق الحزن وحدي أُفكِّر فيكِ لبضع ثوانٍ فتغدو حياتي حديقةَ وردِ وفي اللّحظاتِ القليلةِ حين يفاجئني الشِّعرُ دونَ انتظارْ وتصبحُ فيها الدّقائقُ حُبْلى بألفِ انفجارْ وتصبحُ فيها الكتابةُ فِعْلَ انتحارْ تطيرينَ مثل الفراشة بين الدّفاتر والإصْبَعَيْنْْ فكيف أقاتلُ خمسينَ عاماً على جبهتينْ؟ وكيفَ أبعثر لحمي على قارَّتين؟ وكيفَ أُجَاملُ غيركِ؟ كيفَ أجالسُ غيركِ؟ كيفَ أُضاجعُ غيركِ؟ كيفْ؟ وأنتِ مسافرةٌ في عُرُوق اليدينْ وبين الجميلات من كل جنْسٍ ولونِ. وبين مئات الوجوه التي أقنعتْني، وما أقنعتْني وما بين جرحٍ أُفتّشُ عنهُ، وجرحٍ يُفتّشُ عنِّي أفكّرُ في عصرك الذهبيِّ وعصرِ المانوليا، وعصرِ الشّموع، وعصرِ البَخُورْ وأحلم في عصرِكِ الكانَ أعظمَ كلّ العصورْ فماذا تسمّينَ هذا الشّعور؟ وكيفَ أفسِّرُ هذا الحُضُورَ الغيابَ، وهذا الغيابَ الحُضُورْ وكيفَ أكونُ هنا، وأكونً هناكْ؟ وكيف يريدونني أن أراهُمْ وليس على الأرض أنثى سواكْ؟..
- يقول نزار قباني : حزن يغتالني وهم يقتلني وظلم حبيب يعذّبني آه! ما هذه الحياة التي كلّها آلام لا تنتهي وجروح لا تنبري ودموع من العيون تجري جرحت خدّي أرّقت مضجعي وسلبت نومي آه يا قلبي يا لك من صبور على الحبيب لا تجور رغم ظلمه الكثير وجرحه الكبير الذي لا يندمل ولا يزول ما زلت تحبّه رغم كل الشّرور ما زلت تعشقه رغم الجور والفجور ما زلت تحنّ إليه رغم ما فيه من غرور قلبي، ويحك قلبي إلى متى، إلى متى؟؟ أخبرني بالله عليك إلى متى؟؟ هذا الصّبر وهذا الجَلَد والتّحمل إلى متى هذا السّهر والتّأمل؟ إلى متى هذه المعاناة والتّذلل؟ كُفَّ عن هذا، كُفَّ فاكره كما كرهت واهجر ما هجرت وعذّب كما عذّبت واظلم كما ظُلمت واجرح كما جُرحت فلقد عانيت كثيراً وصبرت كثيراً وكثيراً على حبيب لا يعرف للحبّ معنى أما آن لك يا قلبي أنْ تُوقف كل هذا؟ فبالله عليك يا قلبي كُفّ!..
- يقول نزار قباني : كَفَانَا نِفَاقْ!.. فما نَفْعُهُ كلُّ هذا العِناقْ؟ ونحنُ انتهَيْنَا وكُلُّ الحكايا التي قد حكينَا نِفَاقٌ .. نِفَاقْ .. كَفَى .. إنَّها الساعةُ الواحِدَهْ .. فأينَ الحقيبَهْ؟.. أَتَسْمَعُ؟ أينَ سَرَقْتَ الحقيبَهْ؟ أجَلْ. إنَّها تُعْلِنُ الواحِدَهْ.. ونحنُ نلُوكُ الحكايا الرتيبَهْ بلا فائِدَهْ.. لِنَعْتَرِفِ الآنَ أنَّا فَشِلْنَا ولم يبقَ مِنَّا سوى مُقَلٍ زائغَهْ تَقَلَّصَ فيها الضياءْ وتجويفِ أعْيُنِنَا الفارغَهْ تَحَجَّر فيها الوفَاءْ كَفَانا.. نُحَمْلقُ في بعضنا في غَبَاءْ ونحكي عن الصِدْق والأصدقاءْ ونَزْعُم أنَّ السماءْ.. تَجنَّتْ علينا.. ونحنُ بكِلْتَا يدَيْنَا دَفَنَّا الوفاءْ وبِعْنَا ضمائرنَا للشتاءْ.. وها نحنُ نجلسُ مثلَ الرفاقْ ولسنا حبيبينِ .. لسنا رِفَاقْ نُعيدُ رسَائلَنا السالِفَهْ.. ونضحكُ للأسطُرْ الزائفَهْ.. لهذا النِفَاقْ أنحنُ كتبناهُ هذا النِفَاقْ؟ بدون تَرَوٍ .. ولا عاطِفَهْ..
قد يهمك أيضًا :