الفرق بين العدل والمساواة
نوضع لك الفرق بين العدل والمساواة ، وتحتوي اللغة العربية على كم عريض من المصطلحات التي تحمل نفس المعنى، فقد يعتقد العديد من الأفراد أن العدل والمساواة يحملان نفس المعنى لكن هما مصطلحان مختلفان تمامًا.
ما هو المقصود بالعدل ؟
ويُعرف العدل في اللغة بأنه الحسنة بالحسنة، أو التسوية بين الشيئين، ويُقصد به العدل في الأمور واستقامتها.
أما العدل في الاصطلاح، فهو أن يستقيم المرء على طريق الحق والابتعاد عن كافة المحظورات، وهنا يستقيم المرء أو يعرف الشخص من نفسه الواجب ويعطيه أو يأخذه، وكذلك يُقصد به استخدام الأمور في مواضعها الصحيحة أو أوقاتها الصحيحة دون تقديم فيها أو تأخير.
وعن مفهوم العدل، فهو يعبر عن الإنصاف في كافة المعاملات بين الناس، أو هو التعامل بين الناس بالتساوِ وعدم الانحياز لطرف على حساب طرف آخر، ويُقصد به أيضًا عدم تعريض فئة معينة للظلم على حساب فئة أخرى، أو التحيز والتعامل مع أحد الأشخاص بالعنصرية أو التنر لإرضاء طرف آخر.
كذلك العدل يشتمل معانِ أخرى، مثل: منح الفرص بشكل متساوي لأفراد المجتمع الواحد، وتقديم الحماية والأمن لكافة أفراد المجتمع بشكل متساوي، وتوفير حماية للجميع في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية أيضًا.
قد يهمك أيضًا: الفرق بين العادات والتقاليد
ما هو المقصود بالمساواة ؟
يمكن القول أن المساواة في اللغة هي مصدر “ساوى” وتأت بمعنى “ساوى بين الشخصين” أي جعلهما متشابهين ومتماثلين، أي تعني ساوى بين الناس أو عادل بينهم، فالمساواة هي العنصر الأساسي في الإنصاف.
ويمكن القول أن المساواة تعني عدم تفضيل أحد على أحد، وكذلك إنها إزالة كافة الفروقات بين جميع الأفراد ليشعروا بأنهم سواسية دون النظر إلى الدين والعرق واللون والجنس.
والمساواة في الاصطلاح تعني أن يحصل المرء على حقوقه مثلما يحصل عليها الآخرين دون نقص أو زيادة، وأن تسير الواجبات عليه مثلما تسير على الآخر دون نقص أو زيادة أيضًا.
وهناك إتجاة سائد مؤخرًا ينظر إلى المساواة بأنها عبارة عن المماثلة في كافة الأمور والأشياء، عدا الأمور التي أمر الشرع بعد التسوية فيها.
الفرق بين العدل والمساواة
أما عن الفرق بين العدل والمساواة ، فهناك العديد من الفروقات الهامة، ومنها:
أن المساواة هي الأساس أو الهدف الذي نذهب به نحو تحقيق العدل أو العدالة، والمساواة هي الغاية من تحقيق العدل، حيث يمكن إعتبار العدل بأنه الشئ الذي نطمح بالوصول إليه في حالة تحقيق العدل، لذا فـ لتحقيق المساواة بين الأفراد ينبغي تطبيق العدل على أكمل وجه.
كما أن المساواة تشتمل على التسوية فقط، لكن العدل يشتمل على التسوية والتفريق، لذا العدل أسمل من المساواة وهو ضابط لها، فهناك أسس لتسير عليها المساواة للوصول إلى العدالة، مثل: مسألة الميراث والمرأة تأخذ نصف الرجل.
لذا، يُقال دائمًا أن الإسلام هو دين العدل وليس المساواة، لأن القرآن الكريم وضع أسس ومبادئ ترسيخ العدل كي تسير عليها البشرية، بجانب أن الشريعة الإسلامية أمرت بضرورة العدل بين الناس جميعًا وبشكل مًطلق، دون التفريق في الدين والشكل واللون والجنس وغيرها من الأشياء.
وجاء ذلك بشكل واضع في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ).
أما المساواة فجاء في بعض المواضع في كتابه الكريم منفية، وذلك مثل قوله سبحانه وتعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ).