الفرق بين الوالدين والابوين
إذا نظرنا للتعبير القرآني في هاتين الكلمتين؛ نجد العظمة الإلهية تتجلى في معنى اللفظتين وآيات القرآن، وجمال اللغة العربية الدقيقة التى أنزل الله بها القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وفي الظاهر عندما تنطق الكلمتين تشعر بأنهما مترادفتان أو تعطيان نفس المعنى؛ إلا أن القرآن الكريم أوضح الفرق بين الوالدين والابوين من حيث الدلالة اللغوية والمعنى المقصود، وهو ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
- الأم والوالدة في اللغة
- الأب والوالد في اللغة
- الفرق بين الوالدين والابوين في القرآن
الأم والوالدة في اللغة
ينبغي لكي نعلم الفرق بين الوالدين والابوين ؛ أن نعرف الفرق بين لفظتي الأم والوالدة في اللغة العربية وأصل الدلالة اللغوية الصحيحة لها.
وكلنا يعلم جيدا دقة وطلاقة وبلاغة لغتنا العربية الجميلة التي هي بحر واسع من الألفاظ والدلالات.. فكلمة أم في اللغة: تدل الهمزة والميم فيها على أنها أصل واحد تتفرع منه 4 أبواب هي: الأصل والمرجع والجماعة والدين، وهذه الأربعة متقاربة. وبعد ذلك أصول ثلاثة هي المقامة والحين والقصد.
وإذا قلنا إن فلانة تؤم فلانا أي أنها تغذوه وتربيه.. لذا فقد كان العرب يطلقون كلمة أم على كل شيء يضم إليه ما يليه أو يحتويه؛ مثلما نقول إن (السماء أم النجوم).. ومن هنا جاء معنى الإمام والإمامة فقد قال تعالى {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفاً ولم يكن من المشركين} النحل 120.
أما الوالدة: الوالدة هي صاحبة البويضة التي بدونها لا يولد الجنين، وهي صاحبة الولادة.. وذلك في قوله تعالى {قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر ..} آل عمران 47.
اقرا أيضا: الفرق بين شروط النكاح والشروط في النكاح
الأب والوالد في اللغة
كلمة الأب: نجد الهمزة والباء في المضاعف أصلان، أحدهما المرعى، والآخر هو القصد والتهيؤ. فأما الأول نجده في قوله تعالى: {وفاكهة وأبا} عبس 31.. أما الآخر فهو أن معنى الأبُّ هو التهيؤ إلى المسير؛ وأبَّ هذا الشيء أي تهيأ واستقامت طريقته.
أما عن كلمة الوالد في اللغة فهو صاحب الحيوان المنوي الذي بدونه لا يتوالد جنين؛ أي أنه السبب في ولادة الطفل.. والخلاصة أن الوالد له مرحلة واحدة هي وضع اللقاح.. وقال تعالى: (واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا) لقمان 33.
اقرأ أيضا: الفرق بين النكاح والزواج
الفرق بين الوالدين والابوين في القرآن
عندما ذكر الله تعالى كلمة “الأبوين” فقد قصد بها الأب والأم مع الميل لجهة الأب، الذي هو مسئول وقوام ومنفق لأن الكلمة هنا مشتقة من “الأبوة” التي هي للأب وليست للأم.
أما إذا ذكر كلمة “الوالدين” فإن القصد هنا الأب والأم ولكن مع الميل لجهة الأم، لذا فالكلمة مشتقة من الولادة والتي هي من صفات المرأة دون الرجل.
ولذلك نجد أن جميع الآيات المختصة بالميراث والمسئوليات والإنفاق ترد فيها كلمة “الأبوين” لتناسب الرجل، فالرجل هو المسئول على الانفاق، من حيث ان ميراثه مصروف لكن ميراث الأم محفوظ..
ومن الآيات التي ذكرت كلمة الأبوين قال تعالى: “ولأبويه لكل واحد منهما السدس” وقال أيضا: “ورفع أبويه على العرش”.. أما في المغفرة والإحسان والدعاء فترد كلمة الوالدين لكي تناسب الام أكثر والتى تعبت وحملت جنينها وهن على وهن، مثل قوله تعالى: “وبالوالدين إحسانا”.. فسبحان الله على دقة اللفظ والمعنى وروعة البلاغة في القرآن الكريم.
ونفخر دائما بلغتنا العربية لما لها من مكانة عظيمة؛ فقد جعلها الله تعالى لغة القرآن وهي بمثابة أم اللغات؛ لأنها الوحيدة التى تصف الدلالات اللغوية لكل لفظة بمنتهى الدقة والبلاغة، وتفصل وتشرح وتوصف المعنى الحقيقي والمراد فهمه؛ كما أنها تسمى لغة الضاد.
اقرأ أيضا: الفرق بين الماء الطاهر والطهور