فضل سورة الواقعة
نضع بين أيديكم أهمية و فضل سورة الواقعة ، وتعد من السور المكية التي نزلت على النبي محمد -صل الله عليه وسلم- قبل الهجرة من مكة إلى المدينة المنورة، وعدد آياتها ست وتسعون آية محكمة، وتقع في الجزء الثالث والعشرين بين أجزاء القرآن الكريم.
وتعتبر سورة الواقعة من بين السور التي اشتملت آياتها الأولى على أسلوب الشرط، حيث جاء ذلك في قوله تعالى: (إإِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ*لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ) [الواقعة:1-2]. وجاء في حديث شريف عن النبي محمد -صل الله عليه وسلم- أن سورة الواقعة من السور التي شيبته، فـ روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ أبي بكر -رضي الله عنه- قال له: يا رسول الله، لقد شبت؟ قال: “شَيَّبَتْني هودُ، والواقعةُ، والمرسلاتِ، وعمَّ يتساءلون، وإذا الشمسُ”.
ويعتبر اسم “الواقعة” من أسماء يوم القيامة، فقد أطلق القرآن الكريم على هذه السورة اسم الواقعة لحتمية ويقين حدوثها، فهي واقعة لا محال في ذلك.
وبدأت سورة الواقعة في وصف حال الدنيا حين تقوم الساعة، وكيف تتبدل الأحوال في غمضة عين، حيث قدم الله عز وجل الأدلة والبراهين للتأكيد على قدرة الله سبحانه في تبديل الحال في لحظة، حيث تختلف المسلمات والثوابت الكونية التي شهدتها الحياة منذ ملايين السنين.
كما أوضحت الشواهد والبراهين التي اشتملت عليها سورة الواقعة، أن الله سيبدل أحوال الخلق، بما في ذلك خلق مكلفين سوف ترفعهم أعمالهم أو تخفضهم، وكذلك أرض ترج رجًا وجبال تبس بسًا، وكذلك وقوع تجنيس آخر للبشر، فالزوجين الذكر والأنثى يصبح الأزواج ثلاثة بميازين جديدة.
ما هم الأزواج الثلاثة وكيف سيكون حالهم يوم القيامة ؟
اعتاد الإنسان على الأزواج المتقابلة المتضادة، أي وجود شيئين من نفس النوع لكن يحملان صفات متقابلة، مثل: الذكر والأنثى، الخير والشر وهكذا، لكن يوم القيامة سيكون هناك أزواجًا ثلاثة وفقًا لما جاء في سورة الواقعة، عن حالهم أن كانوا من أهل النعيم أو ما عقابهم أن كانوا من أهل النار، وهم :
- أولًا: أصحاب الميمنة : وهم من سيكونوا على يمين عرش الرحمن يوم الحساب، ويُقال أن هؤلاء من خلقوا من الشق الأيمن لأدم عليه السلام، وسوف يأخذون كتابهم بيميهم وهم أغلبية أهل الجنة.
- ثانيًا : أصحاب المشئمة : هؤلاء هم الذين خلقوا من الشق الأيسر لأدم عليه السلام، ويُقام سيكونوا على يمين عرض الرحمن يوم الحساب، لكن هؤلاء سيأخذون كتابهم بشمالهم فهم أغلبية أهل النار.
- ثالثًا : السابقون المقربون : أما عن هذه الطبقة فأصحابها الأفضل من أصحاب الميمنة، ويُقال بأنهم الأنبياء والرسل والمرسلين في عليين، ويقول عنهم ابن سيرين في تفسيره، أنهم من صلوا للقبلتين، كما قال عنهم الأوزاعي، أن أولهم رواحًا إلى المسجد وأولهم خروجًا في سبيل الله.
أما عن حال الأزواج الثلاثة عند الموت، فتم ذكره في سورة الواقعة في قوله تعالى: {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ}.
اقرأ ايضا : فوائد سورة الواقعة للزواج
ما هو فضل سورة الواقعة ؟
- عند المداومة على قراءة سورة الواقعة كل ليلة قبل النوم، فـ يُحفظ العبد من الفقر والضعف، وجاء ذلك في حديث روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبدًا”.
- تعتبر سورة الواقعة من السور القرآنية التي وقف عندها النبي محمد -صل الله عليه وسلم- مثلها مثل: سورة المرسلات وسورة هود، وسورة المرسلات وعم يتساءلون، بسبب ذكر مواضيع الجنة والنار والتخويف من عذاب الآخرة، وجاء ذلك في حديث شريف روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: “شَيَّبَتْني هودُ، والواقعةُ، والمرسلاتِ، وعمَّ يتساءلون”.
- تساعد سورة الواقعة في زيادة الرزق والبركة وحفاظ الأفراد من الفقر بأنواعه، بالإضافة إلى الثواب الذي يعود على العباد عند قراءتها مثل قراءة سور القرآن بشكل عام، فـ لكل حرف حسنة والحسنة بعشر أضعافها.
مضمون سورة الواقعة:-
تضمنت سورة الواقعة العديد من التعليمات التي أمر بها الله – سبحانه وتعالى – وتذكير المسلمين بيوم القيامة وأهوالها كتحذير لهم لكي يستقيموا ويبعدون عن فتن الدنيا، فإليكم بعض النقاط التي تضمنتها سورة الواقعة:-
– تذكير بيوم القيامة وأهوالها، وأحداث يوم القيامة التي ستكون بمثابة تغيير كبير في أوضاع الناس والدنيا بأكملها، وتعريف المسلمين بانقسام الناس فيها إلى ثلاث فئات وهي:أصحاب اليمين، وأصحاب اليسار، والسابقون إلى الإسلام وتناول جزاء كل قسم فيهم.
– تناول السعادة والنعم التي سيعيش فيها أهل الجنة وأهم اليمين، بالاضافة إلى العذاب والتعاسة التي سيعيش فيها أهل الشمال.
– ذكر دلائل عديدة حول عظمة الله – سبحانه وتعالى – وقدرته على فعل أي شئ في الدنيا، بالاضافة إلى ذكر العديد من نعم الله مثل خلق البشر، والزرع والأشجار وما يؤكل من الأرض، والماء العذب الساقط من السحب.
– وتذكير المسلم بالموت واللحظات الفارقة في حياة الإنسان قبل الموت، ومصير أهل الجنة ومصير أهل النار.
إقرأ أيضاً: