الفرق بين المغفرة والعفو
تكثر التساؤلات حول الفرق بين المغفرة والعفو ، ويشتمل القرآن الكريم على العديد من المفردات التي تتشابه في المعنى مثل لفظ العفو والمغفرة والصفح والتسامحة، وجميعها تدل على المسامحة.
وتتجلى تلك المعاني في سورة التغابن تحديدًا في الآية الكريمة رقم 14 في القرآن الكريم: (يا أيّها الّذين آمنوا إنّ منْ أزْواجكمْ وأوْلادكمْ عدوًّا لّكمْ فاحْذروهمْ ۚ وإن تعْفوا وتصْفحوا وتغْفروا فإنّ اللّه غفور رّحيم)، فقد تم ذكر العفو والصفح والمغفرة بجوار بعضهما ما يدل على أن لكل لفظ فيهم معنى محدد أو درجة معينة من درجات المسامحة.
وعادة ما يأتي مصطلح المغفرة ليأمرنا الله عز وجل في القرآن الكريم بالاستغفار، فـ دائمًا ما يأتي هذا اللفظ مقترنًا بـ فعل الاستغفار لما فيه من فضل عظيم على حياة الفرد، والاستغفار هو طريقة للتوسل إلى الله عز وجل لكي يغفر الذنوب جميعًا والمعاصي التي فعلها الفرد في حياته، خاصة وأن المرء سيُسأل يوم القيامة عن كل حرف قاله وكل فعل ارتكبه.
ما المقصود بـ المغفرة ؟
المغفرة في الاصطلاح يعني ستر الذنب أو إسقاطه من العقاب، والمغفرة تعتبر المصدر من الفعل “غفر” والذي يأتي بمعنى تجاوز عن خطأ ما أو ذنب ما.
ومن المعروف، أن مغفرة الذنوب أو التجاوز عن الذنوب والمعاصي التي يفتعلها الأفراد جميعها تأتي من الله عز وجل، فالغفران بشكل عام من الله عز وجل، عندما يُسامح الله العباد على ذنب ما، لكن هذا الذنب يبقى مُسجلًا في صحيفة العبد حتى يوم الحساب، فـ يُذكر الله به العبد لكن دون عقاب.
ما المقصود بالعفو ؟
والعفو يأتي في الاصطلاح بمعنى التجاوز عن خطأ أو ذنب ومعصية، والعفو هو المصدر من الفعل “عفا” أي تجاوز وأسقط عنه عقوبة ما، والعفو من بين أسماء الله الحسنى.
كما أن العفو عند الله أبلغ من المغفرة، فـ يتم خلاله التجاوز عن الذنوب ومحو آثار المعصية والذنب تمامًا وعدم ذكره نهائيًا في صحيفة العبد يوم الحساب، فلا يكون لها أي أثر في صحيفة العبد.
الفرق بين المغفرة والعفو
ويتجلى الفرق بين المغفرة والعفو ، في أن “العفو” يمحي الذنوب تمامًا ويُزيل آثار المعاصي والخطايا من صحيفة العبد يوم الحساب، فلا يكون لها أي أثر ولا يُحاسب عليها ولا يذكرها الله.
أما “المغفرة” فهي ستر الذنب دون عقاب، أي محو الذنب لكن بتذكير العبد به يوم الحساب، لذا فالعفو أعمّ وأشمل من المغفرة.
ودائمًا ما يقول علماء وفقهاء الدين، أن من أفضل الأدعية المستحب ترديدها لطلب العفو: ” اللهم أنك عفو تحب العفو فاعف عنا ” 3 مرات في السجود، أو ترديدها بصفة مستمرة على مدار اليوم.
قد يهمك أيضًا: الفرق بين الصوم والصيام
أدعية مستجابة للمغفرة والعفو
– يا مقيل العثرات، يا قاضي الحاجات، اقض حاجتي، وفرج كربتي، وارزقني من حيث لا أحتسب.
– اللهم ارزقني رزقاً واسعاً حلالاً طيباً من غير كدٍّ، واستجب دعائي من غير رد، وأعوذ بك من الفقر والدّين، اللهم يا رازق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، يا ولي المؤمنين، يا غيّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيّاك نستعين.
– اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات، وثبتني وثقل موازيني، وحقق إيماني، وارفع درجتي، وتقبل الخير وخواتمه وأوله وآخره وظاهره وباطنه والدرجات العلى من الجنة.
– اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطايايَ بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ.
– اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَأْثَمِ والمَغْرَمِ، ومِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وعَذابِ القَبْرِ، ومِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وعَذابِ النَّارِ، ومِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الفَقْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ.
– اللهم إني أسألك الطيبات، وفعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تتوب علي وتغفر لي وترحمني.
– اللهم ارضنا بقضائك وبما قسمته لنا، واجعلنا من الحامدين لك في السراء والضراء.