الفرق بين قيام الليل والتهجد
يفشل الكثير من المسلمين في معرفة الفرق بين قيام الليل والتهجد ، فـ لكل من صلاة التهجد وصلاة قيام الليل معنى مستقل بذاته لكن لا يعرفه إلا القليلون.
وعادة ما تُعرف كلمة “التهجد” في اللغة بالعديد من المعاني، فـ مثلًا النوم في الليل يُسمى تهجد، والسهر في الليل يُعرف أيضًا بالتهجد، حيث عرّف العلماء التهجد بإنه الصلاة في الثلث الأخير من الليل، وهي صلاة تطوعية ليست فرض من الله عز وجل أي من النوافل.
ويُقصد بـ”المتهجد” بأنه الشخص الذي يستيقظ في الليل من نومه ليؤدي الصلاة، ومن المعروف أن صلاة التهجد من السنن المؤكدة والمأخوذة عن النبي محمد -صل الله عليه وسلم-، فقد أداها النبي محمد وواظب عليها، ما يعني أنها صلاة ثابتة ومشروعة وتم ذكرها في القرآن الكريم، فقال تعالى: (كانُوا قَلِيلا مِّنَ الليل مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).
أما قيام الليل، فالمقصود بها إحياء الليل بالصلاة والذكر والعبادة وقراءة القرآن بشكل عام، ومعنى أقام الليل أي أحياه بالطاعات التي يحبها الله عز وجل سواءً بالصلاة أو قراءة القرآن وترديد الأذكار والاستغفار والانشغال بالطاعات عمومًا.
الفرق بين قيام الليل والتهجد
أما عن الفرق بين قيام الليل والتهجد ، فـ من حيث الغرض، فتؤدى صلاة التهجد في الثلث الأخير من الليل بحيث يكون قد مضى نصف الليل بالكامل، وليس لها عدد مُحدد من الركعات، وورد عن النبي محمد -صل الله عليه وسلم- أنه قال: أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ، ويَصُومُ يَوْمًا، ويُفْطِرُ يَوْمًا).
بينما قيام الليل فـ يمكن أن يُصلى في أي وقت في الليل، أوله أو أوسطه وكذلك آخره، ويُصلى بحسب استطاعه العبد، وورد في تلك الصلاة حديث نبوي شريف عن النبي محمد -صل الله عليه وسلم-، فقال: (ما كنَّا نشاءُ أن نرى رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في اللَّيلِ مصلِّيًا إلاَّ رأيناهُ ولاَ نشاءُ أن نراهُ نائمًا إلاَّ رأيناه)، وقد اتفق الفقهاء أن قيام الليل يبدأ عادة من بعد أداء صلاة العشاء.
قد يهمك أيضًا: الفرق بين الوتر وقيام الليل
أدعية مستحبة لتيسيير الحال
– اللّهم إنّا نسألك التوفيق والهداية، والرشد والإعانة، والرضى والصيانة، والحب والإنابة، والدعاء والإجابــة، اللّهم ارزقنا نوراً في القلب، وزينة في الوجه، وقوة في العمل.
– اللهمّ أحيِنا في الدّنيا مؤمنين طائعين، وتوفّنا مسلمين تائبين، اللهمّ ارحم تضرّعنا بين يديك، وقوّمنا إذا اعوججنا، وأعنّا إذا استقمنا، وكن لنا ولا تكن علينا، اللهمّ نسألك يا غفور يا رحمن يا رحيم أن تفتح لأدعيتنا أبواب الإجابة، يا من إذا سأله المضطرّ أجاب، يا من يقول للشيء كن فيكون.
– اللهمّ أعنّي ولا تعن عليّ، وأنصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر بي، واهدني ويسّر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ، رب اجعلني لك شكّاراً، لك ذكّاراً، لك رهّاباً، لك مطواعاً، لك مخبتاً، لك أواهاً منيباً، رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبّت حجتي واهدِ قلبي وسدّد لساني واسلل سخيمة صدري.
– اللهمّ لا تردّنا خائبين، وآتنا أفضل ما يُؤتى عبادك الصّالحين، اللهمّ ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين، ولا ضالّين، ولا مضلّين، واغفر لنا إلى يوم الدّين، برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
– اللهمّ زدني قرباً إليك، اللهم زدني قرباً إليك، اللهم زدني قرباً إليك، اللهمّ اجعلني من الصّابرين، اللهمّ اجعلني من الشّاكرين، اللهم اجعلني في عيني صغيراً وفي أعين النّاس كبيراً، اللهمّ يا دليل الحائرين ويا رجاء القاصدين، يا كاشف الهموم يا فارج الغموم، اللهمّ زوّجنا وأغننا بحلالك عن حرامك يا الله يا كريم يا رب العرش المجيد، وارحمنا برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
– اللهم سخر لي جميع خلقك كما سخرت البحر لسيدنا موسى عليه السلام، وألِن لي قلوبهم كما ألنت الحديد لداوود عليه السلام، فإنهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم في قبضتك، وقلوبهم في يديك تصرفها كيف شئت، يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك.
– اللهم سخر لي من يكون لي عوناً على ما أريد وما لا أريد من أمور الدنيا والآخرة.
– اللهم يسر لي الخير حيث كنت، وحيث توجهت، اللهم سخر لي الأرزاق والفتوحات في كل وقت وساعة، ويسر علي كل صعب، وهون علي كل عسير، واحفظني بما ينزل من السماء وما يخرج منها، وما يرى عليها يا كريم.
– اللهم يا معلّم موسى علّمني، ويا مفهم سليمان فهّمني، ويا مؤتي لقمان الحكمة وفصل الخطاب آتني الحكمة وفصل الخطاب، اللهم اجعل ألستنا عامرة بذكرك، وقلوبنا بخشيتك، وأسرارنا بطاعتك، إنك على كل شيء قدير، حسبنا الله ونعم الوكيل.