الفرق بين الهدية والرشوة
كثيرا ما يخلط الناس بين الأمور بسبب تشابه بعض الكلمات أو حدوث لبس وخداع سواء بقصد أو بدون؛ فيحللوا ما حرم الدين.. ومن هنا تصبح القضية خطيرة، ومن الأمور التي يكون الخلط بينها خطيرا هي الهدية والرشوة لأنها تتسبب في وقوعك وارتكابك للحرام والمعصية.. لذا نتعرف في هذا المقال على الفرق بين الهدية والرشوة ومنظور الإسلام لهما.
- الفرق بين الهدية والرشوة
- المنظور الإسلامي للهدية والرشوة
الفرق بين الهدية والرشوة
الفرق بين الهدية والرشوة كبير جدا، فهما يختلفان اختلافا شديدا؛ فالهدية هي ما يقدمه الأصدقاء والمعارف من المقتنيات ويتبادلونها فيما بينهم من باب العطاءات والمنح؛ وهي محببة وإيجابية وتنظم سلوك المجتمع.
أما الرشوة فهي ما يقدم مقابل مصلحة أو إبطال حق وإحقاق باطل أو أحيانا مقابل أذى الغير؛ لذا فهي مشروطة بفعل سلبي وبذيء ومن هنا تكون مكروهة لأنها تنمي سلوك الشر والاعوجاج والإخلال بالأفعال والوظائف؛ وتحدث غالبا بين الموظفين.
وتستند الرشوة دائما إلى تلقي الأموال أو وعود مقابل تحقيق هدف سلبي والإخلال بأداء الواجبات الرسمية والاجتماعية والإنسانية.. ومن هنا فهي مفسدة للمجتمع، لذلك حرمها الإسلام.
المنظور الإسلامي للهدية والرشوة
يأتي المنظور الإسلامي لتقديم الهدية من كونها امتدادا للمفهوم الأصلي لها وهو الصدقة، حيث أوضح القرآن الكريم وهدي النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمن كيفية تقديم جزء معين من أمواله كهدية أوصدقة إلى الفقراء، وهذا من باب زكاة شهر رمضان، وزكاة وقت الحج، كما حث النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه على تقديم الهدايا بين الناس بدون مقابل.
كذلك نجد أن تقديم الهدية للناس يعمل على غرس المحبة والود ويزيل من القلب الحقد والحسد والضغينة والغل بين النفوس والذي نهى عنه القرآن والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
أما الرشوة والاعتياد عليها، فهي تزيد من الحقد والكراهية والاستغلال بين الناس؛ لذا فقد حرمها النبي صلى الله عليه وسلم ونهى عنها بشدة؛ لما فيها من مفسدة اجتماعية وأخلاقية ودينية؛ لأنها ترتبط بالأعمال السيئة والإخلال بالمبادئ وتزرع الغش فيما بين المؤمنين.
وحينما نجد من يرشي موظفا من أجل أن يزور في أوراق ما أو ينجح طالب راسب أو يخفي حق أو يظهر باطل؛ فإن ذلك كله لا يقود إلى مجتمع صالح أبدا؛ بل ينشئ جيلا ظالما باغيا عاصيا لله عز وجل؛ وليس له مصير إلا الانهيار في كل شيء، بالإضافة إلى لعنة الله عليه.. فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم).
كذلك من سلبيات الرشوة وأثرها السيئ على النفس والغير، أنها تساعد على انتهاك القوانين والأخلاق، وتبني شخصية ظالمة غير سوية، كما تضع الأشخاص في مواقف محرجة وسيئة.. كما تجعل المسئول غير جدير بمكانه أو منصبه.
وكل إنسان لديه القدرة على التمييز بالطبع بين الهدية والرشوة؛ وذلك يرجع لما في داخل النفس من فطرة سليمة فطر الله تعالى الناس عليها؛ فإن كانت مقدمة بدون مقابل نهائيا فتكون مجرد هدية، أما إذا كانت مقابل هدف معين أو فعل شيء أو تقديم خدمة أيا كان نوعها فهي إذا رشوة ولا تسمى بغير ذلك.
وهناك أناس يسمونها بغير مسماها الحقيقي لإحداث لبس في المعنى؛ وهو يعد تحايلا ليس إلا؛ لأنه يعلم ماذا يفعل ومع ذلك يتحايل على الدين ليحلل ما حرم الله وجزاؤه جهنم وبئس المصير.
تماما مثلما يسمي بعض الأشخاص السيئين الخمر والكحول والمسكرات بالمشروبات الروحية؛ فما فعلوا ليس إلا مجرد تغيير الاسم؛ ولكن يبقى الحرام كما هو؛ وهم بذلك يخدعون أنفسهم وما يشعرون؛ فالفرد منهم يحاول أن يجد مخرجا أو بديلا ليقنع نفسه بأن ما يفعله هو شيء عادي.. ولكن (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم).
اقرأ ايضا : الفرق بين الماء الطاهر والطهور