الفرق بين اليوم والليلة
خلق الله لنا النهار والليل آيتين واضحتين لنعلم عظمة الخالق ونحسب عدد السنين والحساب؛ كما ذكر أيضا لفظتي اليوم والليلة موضحا الفرق بين الكلمتين ببلاغة قرآنية تكشف لنا نعمه الظاهرة والباطنة والتي لا تعد ولا تحصى، ويتساءل الكثير منا عن الفرق بين اليوم والليلة وهل يقصد بهما النهار والظلمة؛ وهو ما سنعرفه في هذا المقال.
- اليوم والليلة في العلم
- الليل والنهار في القرآن
- الفرق بين اليوم والليلة
اليوم والليلة في العلم
هناك علم مختص بدراسة مظاهر اليوم والليلة والفرق بينهما، وكيفية حسابهما عند العرب وغيرهم من البلاد؛ حيث يقيس هذا العلم مقدار زمان كل من اليوم والليلة وأيهما يسبق الآخر وأيهما أقدم وأفضل أيضا من الآخر.. ويسمى علم اليوم والليلة.
وقد قال العلماء -حسب علم اليوم والليلة- إن اليوم هو عبارة عن طلوع الشمس بدوران الكل، واختلف فيه العرب والأعاجم؛ حيث جعله العرب يبدأ من غروب الشمس إلى غروبها في اليوم الذي يليه؛ لأن شهور العرب مبنية على حسبان سير القمر ومقيدة برؤية الهلال في غروب الشمس.. لذا فعندهم أصبحت الليلة تسبق النهار. حيث قال ابن عباس: ما من يوم إلا وليلته قبله إلا يوم عرفة.
أما عند الفرس والروم يكون “اليوم” بدءا من طلوع الشمس نهارا وحتى طلوعها في اليوم الذي يليه؛ لذا فعندهم النهار يسبق الليل.
اقرأ أيضا: الفرق بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي
الليل والنهار في القرآن
أقسم الله سبحانه بهما في كتابه الكريم بالليل والنهار والشمس والقمر مبينا الاختلاف بينهما.. فقال تعالى: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا، وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا، وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا).
وأقسم أيضا بالليل أولا، في قوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى).. وقال في سورة أخرى: (وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى).. فقدم النهار مرة والليل مرة أخرى؛ على أساس أنهما متقلبان على بعضهما بدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس.
وبين الله عز وجل الفرق بين اليوم والليلة والقصد أو الدلالة والمعنى لكل منهما، من حيث ان اليوم هو النهار وفيه المعاش للناس والجري على الأرزاق، أما الليل فهو الليلة والذي جعله سباتا للنوم والراحة والسكون؛ ومن هنا يظهر الفرق بينهما.. وذلك في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِرا).
وقال تعالى: (ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون)؛ أي أن الليل لا يسبق النهار ولا الأخير أيضا يسبقه؛ بل هي منظومة متكاملة تسير بحساب وسنة كونية وضعها الله تعالى لنتدبر ونؤمن بحكمة الله في خلقه وفي سنته التى سنها على الكون كله.
ومن تكوير الليل على النهار والنهار على الليل نحسب عدد السنين والشهور؛ ونتأمل ونتفكر في آيات الرحمن في خلقه وكونه، ونعلم أن إليه المصير.
ويقول تعالى: (الذين يذكرون الله قيامك وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار )؛ إذا خلق الله تعالى لنا النهار والليل والسماوات والأرض لنتدبر ونذكر الله عز وجل في كل أحوالنا ونحن قائمين أو قعودا أو في مضاجعنا، حيث بين لنا الهدف من خلق كل ذلك وهو عبادته وذكره ورجاء رحمته وحب لقائه، ولكي ندعوه ليلا ونهارا وبه نستعين ونستجير وعليه نتوكل؛ فإنه القاهر فوق عباده.
اقرأ أيضا: الفرق بين غسل الجنابة وغسل الجمعة
الفرق بين اليوم والليلة
أكد علماء الدين أن اليوم: يكون من طلوع الفجر إلى غروب قرص الشمس.. أما الليلة: تكون من غروب قرص الشمس إلى طلوع الفجر.
والخلاصة التى انتهى اليها العلماء، هي أن اليوم أو الليلة 24 ساعة كاملة، وتحسب كذلك بناء على عدد الشهور والسنين.
اقرأ ايضا : الفرق بين الماء الطاهر والطهور
شرح واف وشكرا