فضل حفظ الزهراوين
حث الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على قراءة القُرآن لما له من فضائل وآثار إيجابية على حياة المسلم، كما بين الرسول في الكثير من الأحاديث النبوية فضيلة سورة البقرة وسورة آل عِمران على وجه الخصوص، ووصفهما بالزهراوين، وهو ما يجعل الكثير من الأفراد يبحثون عن فضل حفظ الزهراوين.
ومن خلال متابعة الفقرات التالية من هذا التقرير نقدم إجابة سؤال ما هو فضل حفظ الزهراوين، إلى جانب عرض مقاصد هذا الحديث الشريف، وذلك على النحو التالي.
فضل حفظ الزهراوين
فيما ورد إلينا من السنة النبوية عن فضل سورتي البقرة وآل عمران ما جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم رحمه الله عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، حين قال سمعتُ رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّمَ يقُول “اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ”.
وتجدر الإشارة إلى أنه المقصود بالزهرَاوَين، أي: المُنِيرَتَيْنِ، وأطلق على سورتي البقرة وآل عمران الزَّهراوين؛ لأنهما نُوران؛ أو لتعدد أنوار أحكامِ الشَّرع والأسماءِ الحُسنى الواردة في تلك السور.
قد يهمك أيضًا: بحث عن سورة البقرة
مقاصد حديث الزهراوين
يتضمن الحديث السابق الكثير من المقاصد والمعاني، التي يمكن توضيحها من خلال شرحه، على النحو التالي:
- قول الرسول صلى الله عليه وسلم “اقرؤوا القرآنَ”، المقصود به اغتنموا قراة القرآن الكريم، وأحرصوا على المواظبة عليها.
- “فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ”، بمعنى أنه يتجسد يوم القيامة في صورة يراها البشر.
- “شافعًا لأصحابِهِ”، بمعنى أن القرآن الكريم وقراءة بمداومة يشفع لقارئيه، الذين يتدبرون في معانيه، ويعملون بأحكام القرآن.
- “الزَّهْرَاوَيْنِ”، معناها المُنيرتين.
- بعد ذلك حدد الرسول-صلى الله عليه وسلم-“البقرةَ، وآلَ عِمرانَ”.
- “فإنَّهما تَأْتِيَانِ”، يقصد الرسول أن هاتان السورتان تَحضران، أو تتصورانِ بثَوابِهما الذي استحقهُ الشخص القارئُ العاملُ بهما.
- ” كأنَّهما “غَمامتانِ”، بمعنى سحابتان، تعملان على ظل صاحبهما من حر الموقف.
- “أو غيايتان”، ومعنى الغياية: هو كُل ما أظل الإنسان فوق رأسه، من سحابة، أو أي شيء آخر.
- “أو كأنَّهما فِرْقانِ”،بمعنى طائفتان، وجماعتان.
- “مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ” والطير الصواف هو جماعة الطير الباسطة أجنحتها، والمقصود بهذا الوصف أن سورة البقرة وآل عمران يحميان قارئهما من حر الموقف، وشدة يوم الحساب.
- وقول الرسول صلى الله عليه وسلم “تُحاجانِ عن أصحابِهِمَا”، المقصود به تُدافعان الجحيم، أو تجادلان عنهم بالشفاعة، أو وقت السؤال، في حالة لم ينطق لسان الإنسان الذي يحاسب.
- بعد ذلك خصص الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا “اقْرَؤُوا سورةَ البقرةِ”، وهو عبارة عن تخصيص بعد تخصيص؛ فبعد أن عمم النبي أولًا بالقُرآن كله، وبعد ذلك خصص الزهراوين، ليعود بالتخصيص بسورة البقرة؛لتعظيم فضل سورة البقرة.
- ثم بعد ذلك قول النبي “فإنَّ أَخْذَها”،بمعنى المداومة على تلاوتها، والتدبر في مقاصد السورة، إلى جانب العمل بأحكامها.
- ويصف بعد ذلك الرسول – صلى الله عليه وسلم- قائلا “بَرَكَةٌ”، بمعنى زِيادة، أو بمعنى نماء، أو مقصود به منفعة عظيمة للشخص المواظب لقارئِتها.
- وبعد ذلك من مقاصد الحديث قول الرسول”وَتَرْكَهَا حَسْرةٌ”، بمعنى ندم وتأسف على ما مر وفات ومضى من الثواب.
- وقل الرسول “ولا يَسْتَطِيعُهَا” يقصد به لا يقدر على تحصيلها، وعدم القدرة والتوفيق لتلاوة السورة.
- ويقصد بـ”البَطَلَةُ” في الحديث السحرة، فهم لا بمتلكون قراءتها؛ لأنهم يبتعدون عن الحق، وينغمسون في الباطلِ، ولا يمكنهم اختراق تحصين سورة البقرة لمن قرأها، أو حفظ السورة.
اقرأ أيضًا
جميل جدا هذا المقال