نظرًأ لأن سورة البقرة لها فضل عظيم ورد في الشرع والسنة النبوية، فيقبل عليها العديد من المسلمين بشتى الطرق، سواء قراءتها أو قيام الليل بها، أو الرقية بها أو ببعض من آياتها، ولهذا يبحث الكثير عن فضل قراءة سورة البقرة على الماء.
وخلال السطور التالية من هذا التقرير نستعرض إجابة سؤال ما هو فضل قراءة سورة البقرة على الماء، إلى جانب ذكر مقاصد سورة البقرة من بداية المقدمة حتى خاتمة السورة، وذلك على النحو التالي.
فضل قراءة سورة البقرة على الماء
لم يرد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن هناك فضل قراءة سورة البقرة على الماء،و ما ورد عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
أما رش الماء الذي قرئت عليه سورة البقرة في زوايا الغرفة لحبس الجن كما يعتقد البعض غير جائز شرعًا، لأنه ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا فعله سلف الأمة الصالحون.
وتجدر الإشارة إلى أنه الوارد عن السلف أنهم كانوا يستخدمون الماء الذي قرئت عليه الرقية للشرب والاغتسال فقط، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وإذا كتب شيء من القرآن أو الذكر في إناء أو لوح ومحي بالماء وغيره، وشرب ذلك فلا بأس به، نص عليه أحمد وغيره.
وفي هذا الصدد قال ابن القيم في الطب النبوي من زاد المعاد: ورأى جماعة من السلف، أن تكتب الآيات من القرآن، ثم يشربها.
وأكد ابن مفلح في الآداب قائلا “وقال صالح -يعني بن أحمد ابن حنبل- ربما اعتللت، فيأخذ أبي ماء فيقرأ عليه، ويقول لي: اشرب منه واغسل وجهك ويديك”.
كما نقل الشيخ ابن جبرين قائلا “وثبت عن السلف القراءة في ماء ونحوه، ثم شربه أو الاغتسال به، مما يخفف الألم أو يزيله، لأن كلام الله تعالى شفاء، كما في قوله تعالى: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ).
اقرأ أيضًا: فضل قراءة اخر ايتين من سورة البقرة قبل النوم
مقاصد سورة البقرة
بعد عرض فضل قراءة سورة البقرة على الماء، نذكر مقاصد سورة البقرة، تلك السورة التي تحتوي على مقاصد الإسلام الرئيسة، وذلك على النحو التالي:
- أو مقصد للسورة جاء في مقدمتها التي اشتملت على التعريف بشأن هذا القرآن، وتوضيح أن ما فيه من الهداية قد بلغ حداً من الوضوح، لا يتردد فيه ذو قلب سليم، وإنما يعرض عنه من لا قلب له، أو من كان في قلب مرض.
- والمقصد بعد ذلك من السورة يتجه إلى دعوة الناس كافة إلى اعتناق الدين الإسلامي، والبعد عن ما سواه من الأديان.
- بعد ذلك تنتقل السورة بمقاصدها إلى الحديث عن أهل الكتاب، والدعوة إلى ترك باطلهم، والدخول في الدين الإسلامي.
- المقصد التالي في سورة البقرة يتضمن عرض شرائع هذا الدين الإسلامي بشكل تفصيلي.
- بعد ذلك توضح السورة في ضمن مقاصدها الوازع الديني، الذي يبعث على ملازمة تلك الشرائع، ويعظم مخالفة تلك الشرائع.
- بعد ذلك تصل السورة إلى نهايتها التي احتوت التعريف بالذين استجابوا لهذه الدعوة الشاملة لتلك المقاصد السابق ذكرها لسورة البقرة، وتوضيح ما يرجى لهم في آجلهم وعاجلهم.
قد يهمك أيضًا
فضل سورة البقرة في تحقيق الامنيات
