حديث الرسول عن الجار
يشتكي البعض من الناس من أذى الجيران على الرغم من الحقوق التي قد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم للجار وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 سنتعرف على حديث الرسول عن الجار وأهم الوصايا التي أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم.
ففي سنة النبي صلى الله عليه وسلم حرمة وحقوق وآداب كثيرة للجار، ومما أوصانا به الرسول صلى الله عليه وسلم الإحسان إلى الجار سواء كان من الأقارب أو من غيرهم أو حتى من غير المسلمين، وقد جاءت الوصية بالجار من جبريل عليه السلام لنبينا صلى الله عليه وسلم.
حديث الرسول عن الجار
كان الناس قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كما وصف جعفر بن أبي طالب بقوله:”كنا قوم جاهلية وشر، نقطع الأرحام ونسيء الجوار”، فجاء حديث الرسول عن الجار ليرفع قيمة حسن الجوار ويضع الحقوق التي ترسي قواعد المحبة والتعاون بين الجيران ومنحهم الأمان وحسن التعامل والإحسان إليهم.
وجاء في نص حديث الرسول عن الجار، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره”.
هكذا جاء في حديث الرسول عن الجار تحذير شديد من أن يسيء المؤمن إلى جاره أو يؤذيه، فالإيذاء بغير حق محرم أشد التحريم حتى أنه يصل إلى درجة عدم الإيمان بالله واليوم الآخر، ولم يكتف النبي بالنهي عن إيذاء الجار، فقط وضع آدابًا وحقوقًا في التعام مع الجار سنذكرها لاحقًا.
وفي حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :”قال رجل يارسول الله إن فلانة يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: هي في النار”، رواه أحمد.
ثلاث أحاديث عن حق الجار
حديث الرسول عن الجار ليس حديث واحد، إنما هناك العديد من الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم التي تتحدث عن الحقوق التي يجب على المسلم الوفاء بها للجار، ومنها ما جاء عن أبى شريح الكعبي أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :” والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن، قالوا: وما ذاك يا رسول الله ؟، قال: الجار لا يأمن جاره بوائقه، قالوا يا رسول الله: وما بوائقه؟ قال: شره “، رواه أحمد .
حديث آخر عن الجار جاء عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال :”سألت النبي صلى الله عليه وسلم “أي الذنب أعظم عند الله؟، قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك، قلتُ: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي؟، قال: وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك، قلت: ثم أي؟، قال: أن تزاني حليلة جارك”، رواه البخاري.
ومن الحقوق التي وردت في حديث الرسول عن الجار، ما جاء عن أبي شريح الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره”، رواه مسلم .
ولقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بإكرام الجار، فجاء عن أبي شريح العدوي قال: سمعت أذناي وأبصرت عيناي حين تكلم النبي صى الله عليه وسلم فقال “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره”، رواه البخاري.
اقرأ أيضًا عبر قسم دين : حديث الرسول عن الجار السابع
حديث جبريل عن الجار السابع
يشتهر بين الناس مقولة “النبي وصى على سابع جار”، فيظن البعض أن هناك حديث أوصى على سابع جار، ولكن أكد علماء الحديث أنه من غير الصحيح أن هناك حديث بهذا المعنى، إنما ورد أحاديث أخرى عديدة عن حقوق الجار.
ومن أشهر ما ورد في السنة النبوية عن حقوق الجار، ما ورد في حديث جبريل عن الجار، فعن أم المؤمنين -عائشة رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال جبريل يوصيني بالجار جتى ظنن أنه سيورثه”، رواه البخاري.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلًا جاء يشكو إليه جاره فأمره أن ينادي على باب المسجد “ألا إن أربعين دارًا جار”، فهذا هو الحديث الذي رُوي في اتساع مجال الجوار، أما قول بعض الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى على سابع جار فهو غير منسوبًا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال:”قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره”.
وجاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه”.
وما ورد أيضًا في حق الجار، ما ورد عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :”ما تقولون في الزنا؟، قالوا: حرمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: لأن يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره، فقال ما تقولون في السرقة؟: قالوا: حرمها الله ورسوله فهي حرام، قال: لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره”، رواه أحمد.
فهذه من صور الحقوق التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يأمنه في داره ويحفظ حرمته ولا يسرقه ويحسن إليه ويكرمه ولا يؤذيه ولا يسيء إليه، ومن الإحسان أيضًا تقديم الطعام للجار، كما جاء في حديث عبد الله عن عباس رضي الله عنه عن النبي قال “قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس المؤمن الذي يشبه وجاره جائع إلى جواره”.
كما أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالصبر على أذى الجار واحتمال الأذى منه ولا يرد الأذى بمثله، حسبما ورد في الحديث “ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يشنؤهم الله:”الرجل يلقى العدو في فئة فينصب لهم نحره حتى يُقتل أو يفتح لأصحابه ، والقوم يسافرون فيطول سراهم حتى يحبوا أن يمسوا الأرض فينزلون، فيتنحى أحدهم فيصلي حتى يوقظهم لرحيلهم، والرجل يكون له الجار يؤذيه جاره فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو ظعن، والذين يشنؤهم الله: التاجر الحلاف، والفقير المختال، والبخيل المنان”، رواه أحمد.
آيات عن الجار
تبين من الأحاديث النبوية أن الإسلام قد أولى اهتمامًا كبير بالجار، ووضع له العديد من الحقوق والآداب والوصايا في حقه، ولكن ليست السنة النبوية فقط من تحدثت عن حقوق الجار، فقد ورد في مواضع في القرآن الكريم ما يحث على حقوق الجار والإحسان إليه.
وجاء في قوله تعالى:”وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا”.
وبحسب المفسرين فإن المقصود بالجار الجنب الجار الذي لا قرابة له، ويكون له حق الجوار فقط، أما الجار ذي القربى فهو الجار القريب الذي له حق القرابة.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن الجار