حديث الرسول عن السحر
يبحث الكثير من الأفراد عن حديث الرسول عن السحر، حيث تواجد في السنة النبوية الشريفة والقرآن الكريم، مواضيع تتحدث عن السحر، الذي يثير الكثير من الاهتمام والتساؤلات في الثقافة الإسلامية، والذي يعد من الأعمال الشيطانية التي تقوم بها بعض الناس، وأنه يجب أن يتم الحذر منه والابتعاد عنه تماما.
ونظرًا لأن تعاليم الإسلام تدعو إلى الاعتماد على الله والابتعاد عن الأعمال الشيطانية، وأن يكون المسلمون يعتمدون على القرآن الكريم والسنة النبوية في تحديد ما هو حلال وما هو حرام في الحياة، نذكر لهم حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم عن السحر، وما هي الآيات القرآنية التي تم ذكره فيها، بالإضافة إلى أقوال السلف الصالح عنه.
حديث الرسول عن السحر
تنظر الديانة الإسلامية إلى السحر بأنه عمل شيطاني ومحرم، ويتم التحذير منه في القرآن الكريم والسنة النبوية، وتعتبر ممارسة السحر عند المسلمين عملًا منافيًا لتعاليم الإسلام، ويتم إعتبارها خطيئة وذنبًا يعاقب عليه الله، ولهذا نذكر حديث الرسول عن السحر قوله صلى الله عليه وسلم “مَنِ اقْتَبَسَ عِلمًا مِنَ النُّجومِ، اقتبَسَ شُعْبةً مِنَ السِّحْرِ”.
هذا بالإضافة إلى أنه عن أبي هريرة أن رسول الله قال : “اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا : يا رسول الله ، وما هنّ ؟ قال : الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات”.
وهناك حديث باطل لا أصل له وهو قول الرسول -صلى الله عليه وسلم “تعلَّموا السحرَ ولا تعمَلوا به”.
وتجدر الإشارة إلى أن أحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن السحر من أهم المصادر التي تشير إلى الأضرار الناجمة عن ممارسة السحر وتحذير المسلمين منه. وتمتد أهمية هذه الأحاديث إلى عدة جوانب، من أهمها توعية المسلمين بأن السحر شيطاني ومحرم، وأن ممارسته يعد ذنباً يعاقب عليه الله. وبالتالي فإن الأحاديث تساعد على نشر الوعي بأن السحر لا يجلب الخير ولا يساعد على تحقيق الأهداف الشخصية.
اقرأ أيضًا: أحاديث عن منع إتباع السحر
آيات قرآنية عن السحر
هناك الكثير من الآيات القرآنية التي توضح أن الإسلام يحث على تجنب السحر والاعتماد على الله في تحقيق الغايات والأهداف، ومنها نذكر الآتي:
- قوله سبحانه وتعالى”وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”.﴿١٠٢ البقرة﴾
- ومن الآيات التي تتحدث عن السحر قوله تعالى “فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ” ﴿٨١ يونس﴾
- أيضًا من آيات السحر “قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ” ﴿٧١ طه﴾
- وقال سبحانه وتعالى “لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَـٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ۖ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ” ﴿٣ الأنبياء﴾
- كما قال المولى عز وجل “إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ ۗ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ” ﴿٧٣ طه﴾
- قال الله عز وجل أيضًا “قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ” ﴿٤٩ الشعراء﴾
- وهناك قوله تعالى “قَالَ أَلْقُوا ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ”.﴿١١٦ الأعراف﴾
- ومن ضمن تلك الآيات “وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ” ﴿١٣٢ الأعراف﴾
- وقوله عز وجل “قَالَ مُوسَىٰ أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ ۖ أَسِحْرٌ هَـٰذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ” ﴿٧٧ يونس﴾
- أيضًا قال الله سبحانه وتعالى “قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ”. ﴿٦٦ طه﴾
- وقوله عز وجل “فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ ۚ أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ ۖ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ”. ﴿٤٨ القصص﴾
- ومن ضمن تلك الآيات أيضًا قوله عز وجل “أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ”. ﴿١٥ الطور﴾
- وقوله عز وجل “وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ”. ﴿٧ الأنعام﴾
- ومن ضمن تلك الآيات قوله عز وجل “قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ”. ﴿١٠٩ الأعراف﴾
وتجدر الإشارة إلى أن تلك الآيات الكريمة لها أهمية بالغة حيث أنها تدعو المسلمين إلى اللجوء إلى الله والاعتماد عليه في جميع الأمور، وتوضح أن السحر لا يملك أي قوة أو تأثير إلا بإذن الله، مما يؤكد على توحيد الله وعظمته وأنه هو المسير للأمور في الكون.
قد يهمك أيضًا عبر قسم دين:
أقوال السلف الصالح عن السحر
هناك الكثير من أقوال السلف الصالح عن السحر، ومنها نذكر الآتي:
- قال الخَطَّابيُّ: (السِّحرُ مِن عَمَلِ الشَّيطانِ، يَفعَلُه في الإنسانِ بنَفْثِه وهَمْزِه ووَسْوَسَتِه، ويتوَلَّاه السَّاحِرُ بتعليمِه إيَّاه، ومَعُونتِه عليه، فإذا تلقَّاه عنه استعمَلَه في غيرِه بالقَولِ، والنَّفثِ في العُقدةِ).
- ومن جانبه قال ابنُ تيميَّةَ: (أكثَرُ العُلَماءِ على أنَّ السَّاحِرَ كافِرٌ يجِبُ قَتْلُه، وقد ثبت قتلُ السَّاحِرِ عن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وعُثمانَ بنِ عَفَّان، وحَفصةَ بنتِ عُمَرَ، وعبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وجُندَبِ بنِ عبدِ اللهِ).
- وقال السعدي: (السِّحْرُ يدخُلُ في الشِّركِ من جِهَتَينِ: مِن جِهةِ ما فيه من استخدامِ الشَّياطينِ ومِن التعَلُّقِ بهم، وربَّما تَقَرَّب إليهم بما يحِبُّون؛ ليقوموا بخِدْمَتِه ومَطلوبِه، ومن جهةِ ما فيه من دعوى عِلمِ الغَيبِ، ودعوى مُشاركةِ اللهِ في عِلْمِه، وسُلوكِ الطُّرُقِ المُفضِيةِ إلى ذلك، وذلك من شُعَبِ الشِّركِ والكُفرِ).
- كما قال الجَصَّاصُ: (فجَعَل ضِدَّ هذا الإيمانِ فِعلَ السِّحْرِ؛ لأنَّه جَعَل الإيمانَ في مقابلةِ فِعلِ السِّحْرِ، وهذا يدُلُّ على أنَّ السَّاحِرَ كافِرٌ، وإذا ثَبَت كُفْرُه، فإن كان مُسلِمًا قَبْلَ ذلك، أو قد ظهَرَ منه الإسلامُ في وقتٍ، فقد كَفَر بفِعلِ السِّحْرِ؛ فاستحَقَّ القَتْلَ).
وفي ختام هذا التقرير نؤكد على أن الدين الإسلامي كما سبق وأوضحنا في حيث الرسول عن السحر، والآيات القرآنية، وأيضًا أقوال السلف الصالح تشير إلى أن الإسلام حرم السحر حيث أنه يعتبر من أشد الأعمال الشيطانية التي تؤثر سلباً على الفرد والمجتمع، ويلحق ضرراً كبيراً في النفوس، فهو يسبب التحيز والكراهية والحسد بين الناس ويؤدي إلى تدمير العلاقات الاجتماعية والأسرية، كما أنه يؤدي إلى الانحراف عن الدين والإيمان، والتشكيك في قدرة الله عز وجل على التحكم في الأمور.
اقرأ أيضًا: أحاديث النهي عن السحر