حديث الرسول عن الضحك

لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب هذه هي وصية الرسول صلى الله عليه وسلم فقد حذرالنبي صلى الله عليه وسلم  من كثرة الضحك ولكنه لم ينه مطلقًا عنه إلا أنه وضع له ضوابط حتى لا يفسد القلب وهذا هو ما يتوضح لنا من خلال حديث الرسول عن الضحك.

وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 سنتعرف على حديث الرسول عن الضحك وحكم كثرة الضحك، ولماذا كثرة الضحك تميت القلب وهل هذه نصيحة نبوية أم أنها حقيقة علمية، وسنتعرف أيضًا على علاج كثرة الضحك.

حديث الرسول عن الضحك

الضحك هو من خصال الإنسان ومن ثم لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ينه عن الضحك فالإسلام لم يأت بما يصادم الفطرة أو يناقضها، ولكنه حذر من الإفراط في الضحك وأن يزيد عن الحد، فمن زاد عن حده انقلب ضده كما نتداول جميعًا هذه المقولة.

أما حديث الرسول عن الضحك فجاء محذرًا من كثرة الضحك والإفراط فيه، بقوله صلى الله عليه وسلم :”إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه”، رواه أحمد وصححه الألباني.

وعن الحسن، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأخذ من أمتي خمس خصال فيعمل بهن، أو يعلمهن من يعمل بهن؟، قال: قلت: أنا يا رسول الله، قال: فأخذ بيدي فعدهن فيها، ثم قال: اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب”.

وعن كثرة الضحك قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- من كثر ضحكه قلت هيبته، وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه “إذا ضحك العالم ضحكة مج من العلم مجة”.

وليس معنى هذا أن الإسلام نهى عن الضحك، بل على العكس فهو يدعو إلى الانبساط والتبسم والتفاؤل، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :”تبسمك في وجه أخيك صدقة”، لذلك يجب علينا التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان دائم البسمة رغم ما يحاوطه من هموم، إلا أنه كان يمازح أصحابه وزوجاته وأهل بيته.

حكم كثرة الضحك

يتبين من حديث الرسول عن الضحك، أن الضحك المذموم المنهي عنه هو كثرته أو الإفراط فيه، وليس الامتناع نهائيًا عن الضحك، وذلك لأن الإفراط في الضحك يورث قسوة القلب والانغماس في اللهو والغفلة عن الآخرة ويشغل عن العبادة، فضلًا عما يترتب على كثرة الضحك من ذهاب الهيبة وضياع الوقت.

ويوضح العلماء أن الضحك المذموم أيضًا هو الضحك المصحوب بصوت كالقهقهة، وقال الإمام الغزالي في الإحياء، إن المذموم من الضحك هو الاستغراق فيه، كذلك قال الحسن البصري إن ضحك المؤمن غفلة من قلبه.

وهكذا فإن الضحك في الأصل مباح، ولكن إذا تجاوز الحد فذلك هو الذي بلغ درجة الكراهة التي أخبرنا عنها حديث الرسول عن الضحك بأنها تميت القلب.

وقال الإمام الغزالي في الإحياء إن المحمود من الضحك هو التبسم الذي ينكشف فيه السن ولا يسمع له صوت، وهكذا ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي مسند أحمد عبد الله بن الحرث بن جزء قال:”ما رأت أحدًا كان أكثر تبسمًا من رسول الله”.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته من أفكه الناس ضحكًا وتبسمًا، ففي سنن الترمذي قال: “ما كان ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسمًا”، وهكذا كان الصحابة يتمازحون، حتى سئُل بن سيرين عن الصحابة، فقال :”ما كانوا إلا كالناس كان ابن عمر يمزح وينشد الشعر”.

ويتبين مما ورد في حديث الرسول عن الضحك وحال الرسول صلى الله عليه وسلم  والصحابة، فإنه لا بأس بالضحك عند وجود أسباب، وبوجود بعض الضوابط، ذكر العلماء منها الآتي:

• عدم المبالغة في الضحك ويجب الاعتدال والتوازن وأن يكون تبسم بدون صوت كالقهقهة.
• لا بأس من التحدث مع الناس بالمزاح ولكن فيما أباح الله دون أن يكون مبنيًا على كذب واختلاق.
• ألا يكون الضحك مبني على تحقير الآخرين أو السخرية منهم.
• ألا يكون مبني على ترويع الآخرين وتفزيعهم، وفقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :”لا يحل لرجل أن يروع مسلمًا”.
• ألا يكون في موضع يستوجب البكاء، مثل الجنازات.

اقرأ أيضًا عبر قسم دين: أحاديث عن المزاح المحرم

لماذا كثرة الضحك تميت القلب

أخبرنا حديث الرسول عن الضحك أن كثرة الضحك تميت القلب، وهو ما يجعل الكثير من الأشخاص يتساءلون لماذا كثرة الضحك تميت القلب، وهل المقصود هو قسوة القلب أم موت القلب والتوقف عن النبض؟.

إن ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من كثرة الضحك فلأنه يشغل القلب عن العبادة والذكر ويجعله ينغمس في اللهو، وكما قال عمر بن الخطاب إن كثرة الضحك تذهب هيبة الرجل، ولكن بخلاف ذلك توصلت بعض الدراسات العلمية إلى أن كثرة الضحك قد تؤدي إلى الوفاة.

فقد أظهرت العديد من البحوث العلمية الحديثة أن كثرة الضحك تميت القلب بالفعل، أي يموت القلب تدريجيًا، إذ أن التفاعل الكبير مع حدث سعيد يؤثر على عضلة القلب، وقد ينتهي بالوفاة في بعض الحالات.

ونشرت المجلة الطبية الأمريكية دراسة توصلت إلى أن زيادة الضحك أو الضحك المتكرر يحدث تثبيط لإفراز مادة الإندروفين من أجزاء المخ، لأن الضحك يعتمد على مسارات عصبية متصلة بالدماغ المتوسط والخلفي القريبة من مراكز التنفس، ومع زيادة الإثارة المتكررة يحدث نوع من الضيق يشعر به الفرد بعد كثرة الضحك، وهو ما يؤدي إلى الاكتئاب.

وأضافت الدراسة أن استمرار تنشيط خلايا الدماغ بالضحك المتكرر والمستمر يتسبب في تلفها على المدى البعيد، إضافة إلى قدرة تلك الخلايا المستثارة في الدماغ من الضحك وكثرته على إفراز مواد كيميائية كالأدرينالين والنورادينالين والابينفرين، والتي لها تأثير مباشر على عضلة القلب، ويمكن أن تنتهي بحدوث أزمة قلبية نتيجة التسارع الكبير في ضربات القلب والتمدد الشديد للشرايين التاجية.

ويؤكد الباحثون أن كثرة الضحك تمثل نوعا من الضغط النفسي على الجسم، ويسبب زيادة إمناج هرمون الكورتيزون، مما يؤدي إلى انقباض في الأوعية الدموية في الجسم، ومن ثم يؤثر بشكل مباشر على القلب والشرايين التاجية المغذية للقلب، ويمكن أن يسب ذبحة صدرية أو تجلط في الأوعية الدموية.

علاج كثرة الضحك

بعد أن تعرفنا على حديث الرسول عن الضحك وأضرار كثرة الضحك وما يمكن أن يسببه من مشاكل صحية للقلب يمكن أن تنتهي بالوفاة، تجدر الإشارة إلى بعض الإرشادات التي تعين على علاج كثرة الضحك، فالبعض من الناس تصيبهم نوبات هيستيرية من الضحك ولا يعرفون كيف يعالجونها.

ومن الأمور التي تساعد على علاج كثرة الضحك ما يلي:

• الاتزان والاعتدال والاقتصاد في المزاح وعدم الإفراط فيه.
• تأمل النتائج السلبية لكثرة الضحك من ضياع للهيبة والوقت، وضرره على الصحة وموت القلب.
• البعد عن كل ما يتسبب في إثارة الضحك والأشخاص الذين يكثرون من الهزل.
• اصرف ذهنك عن الأمور التي تسبب الضحك وانشغل بأمور أخرى غير الضحك.
• التحدث مع العائلة والأصدقاء بجديتك في عدم الإفراط في الضحك.
• ممارسة تمارين الاسترخاء من وقت لآخر وإرخاء الكتفين والجبين بعد حدوث الضحك.
• التنفس بعمق وببطء عن الشعور بالضحك.
• غير موضع جلوسك أو مشيتك إذا أصابتك نوبة الضحك.

اقرأ أيضًا: أحاديث عن المزاح