حديث الرسول عن الضيوف
كان العرب قبل الإسلام يشتهرون بكرم الضيافة فهي من الأخلاق الحميدة التي توارثها العرب وجاء الإسلام ليؤكد على إكرام الضيافة وبيان حقه والفضائل المترتبة على القيام بكرم الضيافة وهو ما يوضحه حديث الرسول عن الضيوف.
وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 سنتعرف على حديث الرسول عن الضيوف، وأهمية إكرام الضيف وحقوق الضيف، وكيفية التعامل مع الضيف الثقيل.
حديث الرسول عن الضيوف
إن إكرام الضيف من الأخلاق الحميدة التي كان يشتهر بها العرب قبل الإسلام، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق، لذلك اعتنت السنة النبوية بإكرام الضيوف، وحث الرسول صلى الله عليه وسلم على أهمية إكرام الضيف، ووضع في ذلك حدود وآداب للتعامل مع الضيف.
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم معروف عنه إكرام الضيف حتى قبل البعثة، فحين رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى السيدة خديجة من غار حراء فزعًا من نزول جبريل عليه السلام، وأخبرها بخوفه، قالت له خديجة “كلا، أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدًا، فوالله أنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق”، رواه البخاري ومسلم.
وجاء في معنى الحديث إن معنى قول السيدة خديجة أنك تقري الضيف، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرم الضيف ويعد له الطعام، فما بال بعدما ابتعثه الله عز وجل بالرسالة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم :”إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
وجاء في حديث الرسول عن الضيوف، ما رواه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم :”من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيف”، فلقد ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين الإيمان وإكرام الضيف، لأن الضيف عبد من عباد الله لا يجوز أن يُحرم من خير هو من فضل الله.
وفي حديث آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم :”إن نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا، فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم”، رواه البخاري ومسلم.
ومما ورد في السيرة النبوية عن إكرام النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه مسلم، أن رجلًا جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم متعبًا، فأرسل إلى بعض نسائه يريد شيئًا يقدمه إليه، فقالت: لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ما قالت الأولى، حتى قال كل نسائه مثل ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: من يضيف هذا الليلة رحمه الله، فقال رجل من الأنصار: أنا”.
ولما اصطحب الأنصاري ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته، قال لامرأته: هل عندك شيء، قال: لا ما عندي إلا قوت صبياني، قال: فعلليهم بشيء، فإذا أرداوا العشاء فنوميهم، فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل، فقعدا وأكل الضيف، وبات الرجل وزوجته طاويين “جائعين”، فلما أصبح ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن الله قد عجب من صنيعهما بضيفهما.
حديث الضيف دليل الجنة
كما أوضح لنا حديث الرسول عن الضيف مدى العلاقة بين تحقيق الإيمان وبين إكرام الضيف، ولكن هل إكرام الضيف يقود إلى الجنة، أو يكون سبيلًا إلى الفوز بالجنة؟.
ذهب العلماء إلى أن إكرام الضيف دليل إلى الجنة أو من الأسباب التي يتحصل بها العبد على نعيم الجنة، واستدلوا على ذلك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :”يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلون الجنة بسلام”، رواه الترمذي وصححه الألباني.
وفي حديث آخر، قال النبي صلى الله عليه وسلم :”إن في الجنة لغرفًا يُرى بطونها من ظهورها، وظهورها من بطونها، فقال أعرابي: يا رسول الله لمن هي؟، قال: لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وصلى لله بالليل والناس نيام”، رواه أحمد.
اقرأ أيضًا عبر قسم دين : احاديث عن اكرام الضيف
حديث الضيف ينزل برزقه
وعلى الرغم من وجود بعض الأحاديث الصحيحة التي تؤكد على إكرام الضيف، إلا أن هناك أحاديث موضوعة لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن يتم تداولها على أنها أحاديث صحيحة، ومنها حديث الضيف ينزل برزقه.
وجاء في حديث الرسول عن الضيوف الذي لم يصح عن النبي، ما ورد عن عزة بنت أبي قرصافة عن أبي قرصافة، قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبد خيرًا أهدى له هدية، قيل يارسول الله وما تلك الهدية؟، قال: بضيف ينزل به برزقه، ويرحل وقد غفر لأهل المنزل”.
فقد أكد علماء الحديث أن حديث الضيف ينزل برزقه غير صحيح، وضعفه الشيخ الألباني في السلسلة الضيعفة، وقيل أيضًا أنه مجهول النسب والذكر، إذ أن راوية الحديث عزة بن أبي قرصافة مجهولة الحال وغير معروفة.
أما ما ورد في صحيح الأحاديث عن إكرام الضيف، ما ورد عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :”لا خير فيمن لا يضيف”، رواه أحمد.
حديث الرسول عن الضيف الثقيل
أخبرنا حديث الرسول عن الضيوف عن أهمية إكرام الضيف، ولكن ماذا إذا كان الضيف ثقيل وزاد في مدة ضيافته وأصبح ثقيلًا على المضيف؟.
إن النبي صلى الله عليه وسلم قد وضع حد للضيف، فقال صلى الله عليه وسلم :”من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، جائزته يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك فهو صدقة، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يُخرجه”.
هذا الحديث يضع تنظيم للضيافة، فإذا أوجب الإسلام على الإنسان أن يكرم ضيفه، فلا يجوز للضيف أن يسيء استغلال هذا الحق، ويمكث مدة طويلة فيرهق صاحب البيت، وربما لا يكون عنده من السعة ما يؤدي به واجب الضيافة، إلا إذا طلب صاحب البيت من الضيف أن يمكث
وفسر العلماء الحديث بأن الضيف له حق الضيافة اليوم والليلة، أما إذا قصده لينزل عنده فليكن ذلك في حدود ثلاثة أيام، ولشدة التأكيد على حق الضيف الغريب أباح الإسلام له أن يأخذ ما يحتاج إليه إن حُرم منه، وذلك مما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم “أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محرومًا فله أن يأخذ بقدر قراه ولا حرج عليه”.
وجاء في حديث عن أبي داود وابن ماجة، أن ليلة الضيف حق على كل مسلم، فمن أصبح بفنائه فهو عليه دين، إن شاء قضى وإن شاء ترك، وفي روية لمسلم :”لا يحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه، قالوا: يارسول الله وكيف يؤثمه؟، قال: يقيم عنده ولا شيء له يقريه به”.
أهمية إكرام الضيف
هكذا يتبين لنا من حديث الرسول عن الضيوف مدى أهمية إكرام الضيف، ونوضح مدى أهمية ذلك في النقاط الآتية:
- إن إكرام الضيف مرتبطًا بالإيمان بالله واليوم الآخر.
- لقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم حقًا للضيف على المضيف.
- إن إكرام الضيف من مكارم الأخلاق التي يحل بها المرء الخير في الدنيا والآخرة.
- إكرام الضيف تكون سببًا في التوفيق من الله وتجنب الخزي، كما ذكرنا سابقًا في حديث السيدة خديجة والنبي بأن الله لا يخزيه لأنه يكرم ضيفه.
- إكرام الضيف سببًا في دخول الجنة بسلام.
- إن إكرام الضيف عمل محبوب عند الله عز وجل ويتعجب له.
قد يهمك أيضًا: احاديث عن الضيف