حديث الرسول عن الشهداء
تعد الشهادة من أعظم الرتب وعلاها في الإسلام، لذلك أعد الله للشهداء أجر عظيم ومنزلة كبيرة في الدار الآخرة، والشهادة ليست فقط لمن يقاتلون في ساحات الحرب والمعارك، ولكن هناك أنواع عديدة من الشهادة أخبرنا عنها حديث الرسول عن الشهداء.
وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 سنتعرف على حديث الرسول عن الشهداء، وأنواع الشهداء في الإسلام، والحالات التي يعتبر فيها الميت من الشهداء.
حديث الرسول عن الشهداء
إن من أعظم ما يموت عليه الإنسان هو الشهادة في سبيل الله، ومما يدل على ذلك ما جاء في حديث الرسول عن الشهداء وتمنيه صلى الله عليه وسلم الشهادة في سبيل الله، حيث قال:” والذي نفسي بيده وددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا”.
فهناك العديد من الفضائل التي ينالها الشهيد، كما جاء في حديث أبو هريرة –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :” إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض”.
ومن فضل الشهادة أيضًا أن الشهيد لا يشعر بالألم عند موته، فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :”ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة”.
وقد اختلف العلماء في سبب تسمية الشهيد شهيدا، فقال ابن الأنباري، أنه سمي بالشهيد لأن الملائكة يشهدون له بالجنة، وقال النضر بن شميل: لأن الشهيد حي فكأن أرواحهم شاهدة أي حاضرة، وقال آخرون لأن الشهيد يشهد يوم القيامة بإبلاغ الرسالة، وقيل لأنه يشهد له بالأمان من النار.
وقيل أيضًا في سبب تسمية الشهيد شهيدا، أن الملائكة تشهد له بحسن الخاتمة، وأن الأنبياء تشهد له بحسن الاتباع، وقيل لأن الله يشهد له بإخلاصه وحسن نيته، وقيل لأنه يشاهد الملائكة عند احتضاره ويشاهد الملكوت من دار الدنيا والآخرة.
حديث الشهداء سبعة
لقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن منزلة الشهادة في سبيل الله عز وجل، وأخبرنا أيضًا أن الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله.
وجاء في حديث الرسول عن الشهداء سبعة، ما ورد عن جابر بن عتيك أنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله، المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد”، متفق عليه.
ويقول الإمام النووي في شرح حديث الرسول عن الشهداء، أن المبطون هو صاحب داء البطن، مثل الإسهال وانتفاخ البطن والاستسقاء، وقيل هو الذي تشتكي بطنه، وقيل الذي يموت بداء بطنه مطلقًا.
وجاء في شرح صحيح مسلم أن المرأة تموت بجمع شهيد، أي أن المرأة تموت وفي بطنها ولد، فإنها ماتت مع شيء مجموع غير منفصل وهو الحمل، أما المقصود بالذي يموت تحت الهدم، أي الذي ينهدم عليه جدار أو سقف أو تدهسه سيارة.
ومعنى حديث الرسول عن الشهداء سبع أن هؤلاء المذكورين في الحديث لهم أجر الشهيد، لكنهم يغسلون ويُصلى عليهم، إنما الشهيد في المعركة في قتال المشركين والكفار هؤلاء الذين لا يغسلون ولا يُصلى عليهم، بل يدفنون في ثيابهم من غير تغسيل ولا صلاة.
اقرأ أيضًا عبر قسم دين : احاديث نبوية عن الشهداء
أنواع الشهداء
والشهداء في الإسلام أنواع، قال العلماء إن أفضلهم الشهيد في سبيل الله، أي الذي يقتل الكفار والمشركين والبغاة ويموت في المعركة بنية صالحة وبإخلاص وقصد ثواب الله ونصرة الدين، وهناك من يموت بالمرض في البطن مثل الطاعون، وهناك الغريق وصاحب الهدم.
فقد جاء في حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :”الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله”، رواه ابن ماجة وأبو داود.
وعن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :” ما تعدون الشهداء فيكم؟، قالوا: يارسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد، قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل، قالوا: فمن يارسول الله؟، قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد”، رواه مسلم.
وجاء في الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما- أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :”من قتل دون ماله فهو شهيد”، متفق عليه.
وعن سعيد بن زيد، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :” من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد”، رواه أبو داود.
وصنف الحافظ بن حجر –رحمه الله- الشهداء أو خصال الشهادة إلى أكثر من السبع المذكورة في الحديث السالف ذكره، وقال إن هناك عشرين خصلة للشهادة، وهي كالتالي:
- الذي يُقتل في سبيل الله.
- الذي يموت بمرض الطاعون.
- الذي يموت بمرض في البطن.
- الغريق.
- الذي يموت تحت الهدم.
- الذي يموت بالحريق.
- الميت بمرض ذات الجنب.
- المرأة التي تموت في النفاس أو تموت وهي حامل.
- الذي يموت وهو يدافع عن ماله.
- الذي يموت وهو يدافع عن حقه ومظلمته.
- الذي يموت وهو يدافع عن دينه.
- الذي يموت وهو يدافع عن عرضه.
- الذي يموت وهو يدافع عن نفسه.
- الذي يموت وهو يدافع عن أهله.
- الذي يموت بمرض السل.
- الذي يموت غريبًا.
- الذي يموت وهو مرابط في سبيل الله.
- الذي يسقطه بعيره أو فرسه فيكسر عنقه.
- الذي يموت من لدغة كالحية والعقرب.
- من مات على فراشه.
فهؤلاء الأصناف يشاركون في فضل الشهادة وثوابها، فقد أخبرنا حديث الرسول عن الشهداء أن الذي يتمنى الشهادة بصدق فهو من الشهداء وإن مات على فراشه، فعن سهل بن حنيف، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه”.
من هم الشهداء في الإسلام
بعد أن استعرضنا حديث الرسول عن الشهداء وأنواعهم، يتبين لنا من هم الشهداء في الإسلام، وأن الشهيد ليس فقط من يموت في ساحة المعركة، فالشهيد 3 أقسام، الأول: شهيد الدنيا والآخرة، والثاني: شهيد الدنيا، والثالث: شهيد الآخرة.
وشهيد الدنيا والآخرة هو الذي يقاتل الكفار لتكون كلمة الله هي العليا وفي سبيل الله، وليس لأي غرض من أغراض الدنيا.
وأما شهيد الدنيا فهو الذي يشارك في القتال من أجل الغنائم أو للسمعة والرياء، أو لعصبية عن قومه، أو لأي غرض من أغراض الدنيا، ولا يكون قتاله في سبيل إعلاء كلمة الله.
وشهيد الآخرة فهو الذي يكون له أجر شهيد في الآخرة، لكنه في الدنيا يطبق عليه ما يطبق على الميت العادي من غسل وصلاة، مثل الغريق والمبطون والذي يموت بالطعون والذي يموت تحت الهدم والذي يموت بالحريق.
اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن الطاعون