حديث الرسول عن الشيب
يعيش الإنسان حياته بين ضعفين الأول في الطفولة والثاني عند الكبر، فالمشيب محطة لابد منها لمن أمد الله له في عمره وحين يحل الشيب والمشيب قد يضجر البعض إلا إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا أن الشيب وقار ويرفع صاحبه درجات في الجنة كما ورد في حديث الرسول عن الشيب.
وخلال هذا المقال على موقع الجواب 24 سنتعرف على حديث الرسول عن الشيب وحكم نتف الشيف في الإسلام، وحكم صبغ الشيب، وفوائد الشيب المبكر.
حديث الرسول عن الشيب
الشيب في ظاهره ضعف وكبر ولكنه يحمل الكثير من الفضائل، فقد جاءت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة في فضل الشيب، وبيان عظم أجره، وأنه نور للمسلم في الدنيا والآخرة وتزداد به الحسنات وتُرفع به الدرجات وتحط به الخطايا.
وجاء في حديث الرسول عن الشيب ما ورد عن أبي هريرة – رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :”لا تنتفوا الشيب فإنه نور يوم القيامة، ومن شاب شيبة في الإسلام كُتب له بها حسنة وحُط عنه بها خطيئة ورُفع له بها درجة”، رواه ابن حبان وحسنه الألباني.
وروى البيهقي في شعب الإيمان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو، قال:” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، الشيب نور المؤمن لا يشيب رجل شيبة في الإسلام إلا كانت له بكل شيبة حسنة ورُفع بها درجة”، رواه أبو داود وصححه الألباني.
وقال العلماء في تفسير حديث الرسول عن الشيب أن التصريح بأن الشيبة بحسنة وترفع المؤمن درجة وتحط عنه خطيئة دليل على شرف الشيب وأهله، وأنه من أسباب الحصول على الأجر العظيم، فالشيب يصير نورًا يهتدي به صاحبه في الدنيا ويكون نورًا يسعى بين يديه يوم القيامة.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه عن الشيب أن الشيب وقار لصاحبه، فكما جاء عند الإمام مالك –رحمه الله- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” أول الناس رأى الشيب إبراهيم عليه السلام، فقال: يارب ما هذا؟ فقال الله تبارك وتعالى: هذا وقار ياإبراهيم، فقال: ربي زدني وقارًا”.
حكم نتف الشيب إسلام ويب
إن الفضل الوارد في حديث الرسول عن الشيب تحث المسلم على ترك الشيب وعدم إزالته، فقد يشعر البعض بالضجر عند ظهور علامات الشيب على شعر رأسه أو لحيته فيسعى إلى إزالته أو نتفه، وهو ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
فكما ورد في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” لا تنتفوا الشيب فإنه نور المسلم يوم القيامة”، فهو ما يدل على أنه لا ينبغي للمؤمن نتف الشيب لا من الرأس ولا من اللحية ولا من غيرها، لأنه مذكر بالله ومذكر بالآخرة ومذكر بالموت.
وقد أجمع العلماء على كراهة نتف الشيب، إذ روى مسلم عن أنس –رضي الله عنه- أنه قال:” يكره أن ينتف الرجل الشعرة البيضاء من رأسه ولحيته”، فيما قال النووي –رحمه الله- لو قيل يُحرم النتف للنهي الصريح الذي ورد في حديث الرسول عن الشيب.
وورد عن الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُكرم اللحية ويوقرها، وقد شاب بعض الشيب ولم ينتفه، فقد طلع في لحيته شيبات يسيرة قبل أن يموت ولم ينتفها.
اقرأ أيضًا عبر قسم دين : حديث الرسول عن الشعر الأبيض
حكم صبغ الشيب في الإسلام
وعلى الرغم من أن من النبي قد نهى عن نتف الشيب، إلا أنه لم ينه عن صبغ الشيب إلا السواد، فإن أعظم من النتف التغيير بالسواد، أي صبغ الشيب بالسواد.
فعن جابر بن عبد الله- رضي الله عنه- قال:”أتى بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد”، رواه مسلم.
وبينت الأحاديث النبوية أن صبغ الشيب سنة جاء بها الإسلام، سواء صبغ شيب الرأس أو اللحية، كذلك حتى صبغ شيب شعر النساء.
فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال:” قال النبي صلى الله عليه وسلم إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم”، رواه البخاري ومسلم.
كما ورد عن أبي ذر –رضي الله عنه- أنه النبي صلى الله عليه وسلم قال :”إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم”، رواه النسائي وصححه الألباني.
اقرأ أيضًا: علاج الشيب المبكر عند الفتيات