احاديث عن العادة سرية
نضع بين أيديكم مجموعة احاديث عن العادة سرية متنوعة ورد ذكرها في السنة النبوية الشريفة، فقد حرم النبي محمد -صل الله عليه وسلم- العادة السرية أو الاستمناء في الإسلام وحذر الصحابة والمسلمين منها.
وتعتبر العادة السرية من القضايا الخلافية في الإسلام، فقد ذكرت فئة كبيرة من فقهاء المذهب التحريم وحصر قضاء الشهوة في الزوجة بأن طلب قضاء الوطر في غير الزوجة فقد بغى وطغى، فيما يميل الرأي الآخر إلى أن الاستمناء لا يوجد عليه دليل واضحح وصريح بتحريمه، ويقول هذا الرأي أنه لا يتعدى حكمه الكراهية كون أنه فعل غير أخلاقي، فقد أباح البعض هذا الفعل في حالة وجود ضرورة تقضي إلى ذلك مثل: الخوف من الزنا أو الفتنة أو المرض.
احاديث عن العادة سرية
– قال النبي ﷺ: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه غض للبصر، وأحصن للفرج فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
– جاء في الحديث عنه – عليه الصلاة والسلام- أنه قال : من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتل الفاعل والمفعول به، ومن وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة.
– نهى النبي محمد -صل الله عليه وسلم- عن لمس منطفة الفرج بدون شهوة أو بشهوة، فعن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه، ولا يتمسح من الخلاء بيمينه. متفق عليه.
– روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قوله: مَا رَأَيْتُ قَوْمًا كَانُوا خَيْرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا سَأَلُوهُ إِلَّا عَنْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مَسْأَلَةً حَتَّى قُبِضَ كُلُّهُنَّ فِي الْقُرْآنِ مِنْهُنَّ: يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ {البقرة:217}، وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ {البقرة:222} ، مَا كَانُوا يَسْأَلُونَ إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُهُمْ.رواه الدارمي والضياء في المختارة وغيرهما.
– قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- عن الاستمناء : أَمَّا الِاسْتِمْنَاءُ بِالْيَدِ، فَهُوَ حَرَامٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ، وَهُوَ أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ، وَكَذَلِكَ يُعَزَّرُ مَنْ فَعَلَهُ. وَفِي الْقَوْلِ الْآخَرِ هُوَ مَكْرُوهٌ غَيْرُ مُحَرَّمٍ، وَأَكْثَرُهُمْ لَا يُبِيحُونَهُ لِخَوْفِ الْعَنَتِ، وَلَا غَيْرَهُ، وَنُقِلَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ أَنَّهُمْ رَخَّصُوا فِيهِ لِلضَّرُورَةِ، مِثْلُ أَنْ يَخْشَى الزِّنَى، فَلَا يُعْصَمُ مِنْهُ إلَّا بِهِ، وَمِثْلُ أَنْ يَخَافَ إنْ لَمْ يَفْعَلْهُ أَنْ يَمْرَضَ، وَهَذَا قَوْلُ أَحْمَدَ، وَغَيْرِهِ، وَأَمَّا بِدُونِ الضَّرُورَةِ فَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا رَخَّصَ فِيهِ.
– قال الإمام الشافعي – رحمه الله – : وبين أن الأزواج وملك اليمين من الآدميات دون البهائم ثم أكّـدها ، فقال : ( فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ )
– وحول الآية القرآنية التي تُحرم الاستمناء: ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ )، قال ابن جرير : وقوله : ( فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ ) يقول : فمن التمس لفرجه مَـنْـكَـحـاً سوى زوجته وملك يمينه ( فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) يقول : فهم العادون حدود الله ، المجاوزون ما أحل الله لهم إلى ما حرم عليهم ، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ( أي أهل التفسير ) . انتهى.
– قال ابن القيم -رحمه الله – في هذه الآية أيضًا : من لم يحفظ فرجه يكن من المفلحين ، وأنه من الملومين ، ومن العادين ففاته الفلاح ، واستحق اسم العدوان ، ووقع في اللوم ؛ فمقاساةُ ألمِ الشهوة ومعاناتـها أيسرُ من بعض ذلك.
– ثبت في سنن ابن ماجه بسند صحيح عن ثوبان رضي الله عنهأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا ، قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا ، جلـِّـهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم ؟ قال : أما إنهم إخوانكم ، ومن جلدتكم ، ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها”، وهذا هو شأن المنافقين الذي قال فيهم الله عز وجل: ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ).
آيات قرآنية لتحريم العادة السرية أو الاستمناء
قوله – جل وعلا- : وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [سورة المؤمنون: 5 – 7].
مقالات أخرى قد تهمك عبر موقع الجواب 24 : أحاديث عن الصبر والسعي
ماذا قال الرسول عن العادة السرية
جاء في قول الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لم يرشد الشباب إلى القيام بذلك أبدا لأنه لو كان من الأشياء الجيدة لكان نصحنا بها ولم ينصح بالزواج لأنها تعد بديلا.
حيث نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم دائما يحاول إختيار كل شيء يكون لمصلحتنا دائما من حيث الصحة ومن حيث المصلحة العامة حيث قال في حديثه المشهور ” يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء”
كما أن الرسول طلب ذلك بسبب الإضرار الجسيمة المتوقع أن تحصل على الجسم، حيث أكد الأطباء في الوقت الحالي أن ذلك يؤدي إلى العديد من الأضرار النفسية و العديد من الأضرار البدنية وتسبب الاكتئاب وتشغل الشخص عن الواجبات بالإضافة أيضا إلى الضعف في أوقات معينة.
لكن على الجانب الآخر، يجب الأخذ بالاعتبار أن المعلومات الصريحة التي جاءت في حكم العادة السرية ليست مؤكدا من حيث حديث وضحها أو يتحدث عنها بوجه الخصوص، لكن جاءت في صيغة مختلفة كما نعلم جميعا.
اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها صحة الحديث
إن نص هذا الحديث الأساسي كما صححه الألباني ونصه وهو “لأعلمن أقواما يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله هباء منثورا. قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.”
وإن هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة والتي لا تتعرض بين الحديث القدسي الذي جاء عن الله سبحانه وتعالى وهو “عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم -يقول: قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي, يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي, يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة.”
ويجب دائما محاولة البحث بشكل جيد ومقارنته الحديثين من حيث الشرح المبدئي لسهولة فهم الألفاظ وسهولة فهم المعاني المقصودة حتى لا يحدث تداخل فيما بينهم. والله أعلم
مقالات أخرى قد تهمك: أحاديث عن الاستشهاد