فضل حفظ سورة الرحمن
تحتل سورة الرحمن بين السور ترتيب السورة الخامسة والخمسون وفق ترتيب المصحف العثماني، وسورة الرحمن من السور المكية، وتعتبر من أول السور نزولاً، وعدد آياتها ثمان وسبعون آية، ويظن البعض أن هناك فضل حفظ سورة الرحمن.
وهو ما يمكن توضيحه خلال السطور التالية من هذا التقرير، فإلى جانب توضيح فضل حفظ سورة الرحمن، نعرض بعض المعلومات الهامة عن السورة وما هي مقاصدها، وذلك على النحو التالي.
فضل حفظ سورة الرحمن
ورد عن فضل سورة الرحمن أحاديث ضعيفة لم تصح، ومن هذه الأحاديث الضعيفة “لكلّ شيء عروس، وعروس القرآن سورة الرحمن”، وأشار العلامة الألبانيّ إلى أنه كل الأحاديث التي رويت في فضل هذه السورة ضعيفة الإسناد.
كما ورد من السنة النبوية حديث صحيح ذكر فيه سورة الرحمن وهو “أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ قرأَ سورةَ الرَّحمنِ على أصحابِهِ فسَكتوا فقالَ ما لي أسمعُ الجنَّ أحسنَ جوابًا لربِّها منكُم ما أتيتُ على قولِه اللَّهِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ إلا قالوا: لا شيءَ من آلائِكَ ربَّنا نُكذِّبُ فلَكَ الحمدُ”.
قد يهمك أيضًا: سورة الرحمن للزواج من شخص معين
مواضيع سورة الرحمن
بعد التعرف على فضل حفظ سورة الرحمن، نذكر المواضيع والمقاصد التي تضمنتها سورة الرحمن، وذلك على النحو القادم:
- في هذا الصدد أوضح المؤرخ والعالم الإسلامي برهان الدين البقاعي أن مقصود سورة الرحمن هو إثبات الاتصاف بعموم الرحمة؛ ترغيباً في إنعامه بمزيد امتنانه، وترهيباً من انتقامه، بقطع إحسانه، وعلى ذلك دلَّ اسمها (الرحمن) لأنه العام الامتنان.
- من أوائل المقاصد التي تضمنتها سورة الرحمن توضيح إنعام الله على المسلمين بالقرآن، وتنزيله، وتعليمه.
- ومن مواضيع سورة الرحمن التنويه بالنبي صلى الله عليه وسلم بأن الله هو الذي علمه القرآن، للرد على ما ردده المشركين بأن من يعلم الرسول بشر.
- كما أحتوت سورة الرحمن على مواضيع منها التذكير بدلائل قدرة المولى عز وجل فيما أتقن صنعه.
- وتنوه سورة الرحمن من ضمن مواضيعها على العدل، وضرورة توفية أصحاب الحقوق حقوقهم، وحاجة البشر إلى رحمة المولى عز وجل فيما خلق لهم.
- أكدت سورة الرحمن أن المولى عز وجل سيقصد مجازاة خلقه يوم الدين، فيقول سبحانه وتعالى في السورة “يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ”.
- وأوضح الله حال المؤمنين، فذكر أنهم صنفان، أحدهما أرفع درجة من الآخر؛ فأولهما: له جنتان في أعلى درجات الجنان. وثانيهما: له جنتان أدنى من السابقتين.
- وصف المولى عز وجل في السورة هذه الجنان وصفاً جميلًا، لإظهار ما فيهن من نعم عظيمة يتنعم بها هؤلاء وأولئك.
- وأوضحت السورة في مواضيعها أن كل من على الأرض فان، وأن الله سبحانه وتعالى هو الباقي الدائم ذو الجلال والإكرام، وذلك في قوله سبحانه وتعالى “كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ”.
- ومن مواضيع سورة الرحمن أن الله سبحانه وتعالى له شؤون كثيرة في خلقه كل يوم؛ لذا يسأله من في السموات والأرض، فيقول المولى عز وجل “يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ”.
- تقدم سورة الرحمن ضمن مقاصدها الموعظة بالفناء، والتذكير بيوم الحشر والجزاء. و
- في ختام سورة الرحمن هناك تعظيم لله سبحانه وتعالى، وثناء عليه، حيث قال سبحانه “تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام”.
تجدر الإشارة إلى أنه تكرر في سورة الرحمن قول المولى عز وجل “فبأي آلاء ربكما تكذبان” إحدى وثلاثين مرة؛ وهدف هذا التكرار تقرير بالنعم المختلفة المعدودة، فمع ذكر الله نعمة أنعم بها، وبخ على التكذيب بها.
اقرأ أيضًا