فضل صلاة الفجر في وقتها
نضع بين أيديكم فضل صلاة الفجر في وقتها ، حيث تعتبر صلاة الفجر من الصلوات المكتوبة التي تُكفر الذنوب جميعًا، ويغفر بها الله عز وجل جميع ذنوب عبادة المؤمنين، لكن ينبغي توفر بعض الشروط في الصلاة لإتمام شر تكفير الذنوب.
وكان نبي الأمة سيدنا محمد – صل الله عليه وسلم – قد أرشد العباد المسلمين والأمة الإسلامية بالخشوع في الصلاة وإحساء الوضوع والركوع والسجود واجتناب فعل الكبائر لتكفير الذنوب الصغيرة بالكامل وليس الكبائر، كما يفوز العبد بمغفرة الله سبحانه وتعالى.
فقد روي مسلم في صحيحة عن عُثْمَانَ -رضي الله عنه- أنه دَعَا بِطَهُورٍ فَقَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً، وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ»، فضل صلاة الفجر ، والحديث مَعْنَاهُ أَنَّ الذُّنُوب كُلّهَا تُغْفَر إِلَّا الْكَبَائِر، فَإِنَّهَا لَا تُغْفَر، وَلَيْسَ الْمُرَاد أَنَّ الذُّنُوب تُغْفَر مَا لَمْ تَكُنْ كَبِيرَة، فَإِنْ كَانَ لَا يُغْفَر شَيْء مِنْ الصَّغَائِر، فَإِنَّ هَذَا وَإِنْ كَانَ مُحْتَمَلًا فَسِيَاق الْأَحَادِيث يَأْبَاهُ، فضل صلاة الفجر ، وقد ذهب العلماء إلى أن هَذَا الْمَذْكُور فِي الْحَدِيث مِنْ غُفْرَان الذُّنُوب مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرَة، هُوَ مَذْهَب أَهْل السُّنَّة، وَأَنَّ الْكَبَائِر إِنَّمَا تُكَفِّرهَا التَّوْبَة أَوْ رَحْمَة اللَّه تَعَالَى وَفَضْله، وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَذَلِكَ الدَّهْر كُلّه، أَيْ: ذَلِكَ مُسْتَمِرّ فِي جَمِيع الْأَزْمَان.
وينبغي على العبد المؤمن التجهز إلى صلاة الفجر بإحسان الوضوء، والخشوع في ركعاتها وسجودها وركوعها حتى يكفر الله عز وجل جميع الذنوب الصغيرة ما لم يرتكب الكبائر، كما أوصانا النبي محمد -صل الله عليه وسلم-، بصلاة ركعتين قبل ركعتي الفجر لما لهما من ثواب وأجر عظيم عند الله سبحانه.
تعرف على فضل صلاة الفجر في وقتها
ذكر أهل العلم والعلماء العديد من الأحاديث الشريفة والأدلة التي توضح فضل صلاة الفجر في وقتها ، ومنها :
- فقد أكد النبي محمد – صل الله عليه وسلم – في حديث شريف أن من صلى صلاة الفجر في وقتها بات في ذمة الله، وتحت رعايته وفي حفظه وأمانه وضمانته، فقال النبي محمد : «من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله»، رواه مسلم.
- كما أن الانتظام في صلاة الفجر بشكل يومي في وقتها يحفظ الله عبادة المؤمنين من النفاق، فـ صلاة الفجر والعشاء من العلامات الفارقة بين المؤمنين والمنافقين، فقد قال – صل الله عليه وسلم -: « أثقلُ الصلاةِ على المنافقينَ صلاةُ العشاءِ وصلاةُ الفجرِ ولو يعلمونَ ما فيهما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا».
- أشار أهل الفقة والعلم، أن من صلى صلاة الفجر حاضرًا كأنما أقام الليل كله، ومن داوم على صلاة الفجر ثم بقي يذكر الله حتى طلوع الشمس فكُتبت له أجر حجة وعمرة كاملة، فقال – صل الله عليه وسلم -: «من صلى الغداة في جماعة، ثمّ قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمره»؛ وصلاة الغداة هي صلاة الفجر، رواه الترمذي.
- روي عن النبي محمد -صل الله عليه وسلم- أيضًا بشأن المداومة عن صلاة الفجر والفضل الذي يعود على العباد الصالحين من صلاتها، فقال: « لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل مغربها»، رواه مسلم، أي أن صلاة الفجر بشارة للمؤمنين بدخول الجنة والنجاة من النار.
- كما أن الله عز وجل وعد من يصلي صلاة الفجر في وقتها بشكل منتظم بأنه سيحظى بالنظر لوجهه الكريم سبحانه وتعالى، فقد جاء في الصحيحين عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، قال: (كُنَّا جلوسًا عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . إذ نظر إلى القمرِ ليلةَ البدرِ فقال أما إنكم ستَرَونَ ربَّكم كما ترون هذا القمرَ . لا تُضامُون في رُؤيتهِ . فإنِ استطعتُم أن لا تُغلَبوا على صلاةٍ قبلَ طلوعِ الشمسِ وقبلَ غروبِها يعني العصرَ والفجرَ . ثم قرأ جريرٌ : { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا }).
إقرأ أيضاً :