ايات قرانية
احاديث الصراط الصحيحة
يهتم الكثير من المسلمين بالبحث والإطلاع على احاديث الصراط الصحيحة التي وردت في السنة النبوية الشريفة، خاصة بعد وجود اختلافات بين وصف الصراط بأنه أدق من الشعر وأحد من السيف وأحمى من الجمر، وبين أنه ممر ممدود فوق نار جهنم.
فقد أحمع علماء أهل السنة والجماعة بالوصف الخاص بأن الصراط أدق من الشعر وأحد من السيف وأحمى من الجمر ودحض مزلة، يمشي عليه الناس على اختلافهم، فمن الناس من يمشي واقفًا ومن الناس من يمشي جاثيًا.
حيث قال أبو الحسن الأشعري، في وصف الصراط المستقيم وحال الناس عند المشي عليه يوم الحساب: ” وأجمعوا على أن الصراط جسر ممدود على جهنم، يجوز عليه العباد بقدر أعمالهم، وأنهم يتفاوتون في السرعة والإبطاء على قدر ذلك”.
احاديث الصراط الصحيحة
وردت الكثير من الأحاديث التي تقوم بوصف الصراط المستقيم في السنة النبوية، ومن هذه الأحاديث:
- عن سويد بن سعيد، قال: حدثني حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري: أن ناسًا في زمن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربَّنا يوم القيامة، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((نعم))، قال: ((هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحْوًا ليس معها سحابٌ؟ وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحْوًا ليس فيها سحاب؟))، قالوا: لا يا رسول الله، قال: ((ما تضارون في رؤية الله – تبارك وتعالى – يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما، إذا كان يوم القيامة أذَّن مؤذِّن: لِيَتْبَعْ كلُّ أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى أحدٌ كان يعبد غيرَ الله – سبحانه – من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار، حتى إذا لم يبقَ إلا من كان يعبد اللهَ من بَرٍّ وفاجر وغُبَّرِ أهل الكتاب، فيُدْعى اليهودُ، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزيرَ ابنَ الله، فيقال: كذبتم، ما اتخذ اللهُ من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ قالوا: عطِشنا يا ربنا؛ فاسْقِنا، فيشار إليهم: ألا تَرِدُون؟ فيُحشرون إلى النار كأنها سرابٌ يَحطِم بعضُها بعضًا، فيتساقطون في النار، ثم يُدعى النصارى، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيحَ ابنَ الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ اللهُ من صاحبة ولا ولد، فيقال لهم: ماذا تبغون؟ فيقولون: عطِشنا يا ربنا؛ فاسقنا، قال: فيشار إليهم: ألا تَرِدُون؟ فيُحشرون إلى جهنم كأنها سراب يَحطِم بعضُها بعضًا، فيتساقطون في النار، حتى إذا لم يبقَ إلا من كان يعبد اللهَ – تعالى – من بَرٍّ وفاجر، أتاهم ربُّ العالمين – سبحانه وتعالى – في أدنى صورةٍ من التي رأَوْه فيها، قال: فما تنتظرون؟ تَتْبَعُ كلُّ أمة ما كانت تعبد، قالوا: يا ربنا، فارَقْنا الناسَ في الدنيا أفقرَ ما كنا إليهم ولم نصاحبْهم، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، لا نشركُ بالله شيئًا – مرتين أو ثلاثًا – حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب، فيقول: هل بينكم وبينه آيةٌ فتعرفونه بها؟ فيقولون: نعم، فيُكشَف عن ساقٍ، فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذِن اللهُ له بالسجود، ولا يبقى مَن كان يسجد اتقاءً ورياءً إلا جعل اللهُ ظهْره طبقةً واحدةً، كلما أراد أن يسجد خرَّ على قفاه، ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحوَّل في صورته التي رأَوْه فيها أول مرة، فقال: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، ثم يُضرَب الجسرُ على جهنم، وتحل الشفاعةُ: ويقولون: اللهم سلِّم سلِّمْ))، قيل: يا رسول الله، وما الجسر؟ قال: ((دحْضٌ مَزِلَّةٌ، فيه خطاطيفُ وكلاليب وحَسَك تكون بنجدٍ، فيها شويكة يقال لها: السَّعدان، فيمر المؤمنون كطرْف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويدِ الخيل والرِّكاب؛ فناجٍ مسَلَّمٌ، ومخدوشٌ مرسَل، ومكدوسٌ في نار جهنم….)) الحديث بطوله.
- قال مسلم: وزاد أبو سعيد: “بلغني أن الجسرَ أدقُّ من الشعرة، وأحدُّ من السيف”، وهذا لفظ مسلم أخرجه في “صحيحه” في الإيمان.
- حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: قلتُ: يا رسول الله، هل يذكر الحبيبُ حبيبه يوم القيامة؟ قال: ((يا عائشة، أما عند ثلاث، فلا، أما عند الميزان حتى يثقل أو يخف، فلا، وأما عند تطاير الكتب، فإما أن يُعطى بيمينه أو يُعطى بشماله، فلا، وحين يخرج عنقٌ من النار فينطوي عليهم ويتغيَّظ عليهم، ويقول ذلك العُنق: وكِّلت بثلاثة، وكلت بثلاثة: وكِّلت بمن ادَّعى مع الله إلهًا آخر، ووكِّلت بمن لا يؤمن بيوم الحساب، ووكِّلت بكل جبار عنيد، قال: فينطوي عليهم، ويرمي بهم في غمرات، ولجهنم جِسرٌ أدقُّ من الشعر، وأحدُّ من السيف، عليه كلاليبُ وحَسَك، يأخذون من شاء الله، والناس عليه كالطَّرْف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب، والملائكة يقولون: ربِّ سلِّم، رب سلِّم؛ فناجٍ مسَلَّم، ومخدوش مسَلَّم، ومُكوَّر في النار على وجهه)). أخرجه أحمد.
- حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: “بلغني أن الجسر أدقُّ من الشعر، وأحدُّ من السيف”؛ فهو العمدة عندهم، وأصح ما ورد في الصفة.
مقالات أخرى قد تهمك:-
احاديث عن الشفاء