فضل بناء المساجد العظيمة
ورد الكثير عن فضل بناء المساجد العظيمة في السنة النبوية الشريفة وكذلك في القرآن الكريم، حيث هناك الكثير من النصوص التي تُظهر فضل المساجد وبنائها ورعايتها أيضًا، وظهر لك جليًا في قوله تعالى في سورة التوبة: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِين ﴾.
وجاء أيضًا في الصحيحين البخاري ومسلم، أحاديث تدل على أهمية بناء المساجد والاهتمام بها، ففي حديث عن عثمان ابن عفان رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ، بَنَى اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مِثْلَهُ».
كما روي البزار في مسنده، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ أَجْرَى نَهْرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلًا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ».
ونقلت السيدة عائشة أيضًا، وصية النبي محمد -صل الله عليه وسلم – بضرورة تنظيف المساجد وتطييبها لتجنب الأقذار والروائح الكريهة، وذكرت ذلك في حديث رواه الإمام أحمد في مسنده، أن عائشة رضي الله عنها قالت: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ».
وروي أبي هريرة رضي الله عنه، موقف لسيدة كانت تقيم مسجد فترة رسول الله -صل الله عليه وسلم-، فقال في حديث شريف في الصحيحين: أَنَّ امرَأَةً سَودَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ المَسجِدَ، فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلـم، فَسَأَلَ عَنهَا؟ فَقَالُوا: مَاتَتْ، فَقَالَ: «أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي؟» قَالَ: فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا، فَقَالَ: «دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهَا»، فَدَلُّوهُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ»، كما جاء في رواية أخرى: «كَانَتْ تَلْتَقِطُ الْخِرَقَ، وَالْعِيدَانَ مِنَ الْمَسْجِدِ».
ومن آداب دخول المسجد أيضًا، علمنا النبي محمد -صل الله عليه وسلم-، ألا نقرب المساجد بعد تناول بعض الأطعمة مثل: البصل والكرات والثوم أو الأطعمة ذات الروائح الكريهة عمومًا لأن الملائكة تتآذى مما يتآذى منه البشر، وجاء ذلك في حديث عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ، وَالثُّومَ، وَالْكُرَّاثَ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ».
كما نهى النبي محمد -صل الله عليه وسلم- عن التجارة والبيع في المساجد، وورد في هذا الشأن الكثير من الأحاديث ومنها: روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ، فَلْيَقُلْ: لَا رَدَّهَا اللَّهُ عَلَيْكَ، فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا»، وأيضًا: روى الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ، أَوْ يَبْتَاعُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُولُوا: لَا أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ».
وفي القرآن الكريم، بيّن الله سبحانه وتعالى أن عمارة المساجد لا تقتصر على البناء فقط، وأنما تقام للصلاة والذكر والدعاء بداخلها وإقامة حلقات العلم، وجاء ذلك في سورة النور، فقال تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَال * رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار ﴾ [النور: 36-37].
ما هو فضل بناء المساجد العظيمة ؟
- جعل الله عز وجل، بناء المساجد وعمارتها ورعايتها من علامات الإيمان بالله تعالى والنبي محمد -صل الله عليه وسلم-. وذكر ذلك في كتابه الكريم في سورة التوبة: فقال تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾.
- كما قال النبي محمد -صل الله عليه وسلم، أن عمارة المساجد لا تقتصر على العمارة المادية بل تكون عمارة معنوية، فـ بناء المساجد من دروب الصدقات الجارية، وجاء ذلك في حديث شريف، حيث ال صلى الله عليه وسلم: (سبعٌ يَجري للعبدِ أجرُهُنَّ، وهوَ في قَبرِه بعدَ موتِه: مَن علَّمَ علمًا، أو أجرَى نهرًا، أو حفَر بِئرًا، أوغرَسَ نخلًا، أو بنَى مسجِدًا، أو ورَّثَ مُصحفًا، أو ترَكَ ولدًا يستغفِرُ لهُ بعد موتِه).
قد يهمك أيضًا :
فضل الصلاة على النبي في تفريج الهموم