احاديث الرسول عن السحر
تتنوع احاديث الرسول عن السحر المذكورة في السنة النبوية الشريفة، حيث حارب الإسلام السحر بكافة أشكاله وأنواعه، كما حارب الكهانة التي عملت به فترة الجاهلية، وتم تخصيص عقوبة مغلظة لمن يعمل بالسحر يوم الحساب.
فقد حرم الله عز وجل السحر والعاملين به وكذلك حرم المعاملة به وتصديقه أو الاعتماد عليه في تحقيق بعض الأمور في الدنيا، وحرم الله سبحانه التعامل مع الجن أو السحر أو الكهنة، وجاء ذلك في قوله تعالى في سورة البقرة: ” وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ “.
حيث أخبرنا سبحانه وتعالى عن كذب الشياطين فيما تلته على مُلك سُليمان، وما نسبوه إليه من السحر بنفي الكفر عنه، ما يشير إلى اعتبار السحر كفرًا، كما أكد في الآية كُفر الشياطين وذكر بعض الصور التي تدل على ذلك، وأهما تعليم الناس السحر.
وما يؤكد كُفر متعلم السحر، قوله سبحانه عن الملكين اللذين يعلمان الناس السحر “هاروت وماروت” بأنهم ابتلاء لمن جاء متعلمًا، ةجاء ذلك في قوله سبحانه : “إنما نحن فتنة فلا تكفر” أي لا تتعلم السحر حتى لا تكفر، كما أشار بأن تعلم السحر فيه ضرر ولا ينفع أحد، وجاء ذلك في قوله : ” ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم”.
وعن أهل بابل الذي ذكرهم الله في الآية السابقة في سورة البقرة، فقال أبو بكر الرازي في “الأحكام” عنهم، أنهم كانوا قومًا صابئين يعبدون الكواكب السبعة ويسمونها آلهة، كما قاموا بعمل بعض الأوثان وأطلقوا عليها أسماء تلك الكواكب السبعة، وهم القوم الذين بُعث إليهم سيدنا إبراهيم عليه السلام.
وكانت علوم أهل بابل أحكام النجوم، والسحرة منهم يستعملون كافة وجوه السحر وينسبونها إلى فعل الكواكب.
احاديث الرسول عن السحر
- في حديث شريف روتْه بعضُ أزواج النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام-: “مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً”.
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ”.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: “سَأَلَ أُنَاسٌ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَنِ الكُهَّانِ، فَقَالَ لهمْ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: لَيْسُوا بشيءٍ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، فإنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ أحْيَانًا بالشَّيْءِ يَكونُ حَقًّا؟ فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: تِلكَ الكَلِمَةُ مِنَ الحَقِّ، يَخْطَفُهَا الجِنِّيُّ، فَيَقُرُّهَا في أُذُنِ ولِيِّهِ قَرَّ الدَّجَاجَةِ، فَيَخْلِطُونَ فِيهَا أكْثَرَ مِن مِئَةِ كَذْبَةٍ”. - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ يُقَالُ لَهُ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ، حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ عِنْدِي، لَكِنَّهُ دَعَا وَدَعَا، ثُمَّ قَالَ: يَا عَائِشَةُ، أُشْعِرْتُ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؛ أَتَانِي رَجُلانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ، قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ وَجُفِّ طَلْعِ نَخْلَةٍ ذَكَرٍ، قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ، فَأَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ، أَوْ كَأَنَّ رُؤوسَ نَخْلِهَا رُؤوسُ الشَّيَاطِينِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلا اسْتَخْرَجْتَهُ؟ قَالَ: قَدْ عَافَانِي اللَّهُ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ فِيهِ شَرًّا، فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ.
مقالات أخرى قد تهمك:-
فضل الاشهر الحرم