فضل سورة ال عمران
نضع بين أيديكم فضل سورة ال عمران ، وهي من السور الطويلة الموجودة في القرآن الكريم، وتعد ثاني أطول سورة في الكتاب العظيم بعد سورة البقرة، ويأتي ترتيبها الثالث بين سور القرآن الكريم وعدد آياتها مئتي آية محكمة.
وتعتبر سورة آل عمران من السور المدنية التي نزلت على النبي محمد -صل الله عليه وسلم- في المدينة المنورة، بعد الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة، كما نزلت بعد سورة الأنفال مباشرة.
ومثلها مثل السور التي نزلت في المدينة المنورة على نبي الهدى محمد -صلوات الله عليه-، كانت تهتم بالأمور الخاصة بالعقيدة الإسلامية ومسألة وحدانية الله عز وجل، كما تناولت فكرة الدعوة إلى الجهاد في سبيل الله.
ما هو سبب تسمية سورة آل عمران بهذا الأسم ؟
أشار أهل العلم وعلماء الدين إلى أن سبب تسمية سورة آل عمران بهذا الأسم، تعتبر تسمية توقيفية لذكر عمران وأهله فيها، وأن النبي محمد -صل الله عليه وسلم- أشار إلى الصحابة رضي الله عنهم بتسميتها هكذا.
كما أن الإشارة إلى تسمية بعض سور القرآن الكريم يأتي بالنظر إلى ما ورد فيها من قصص وأحداث، مثل: تسمية سورة البقرة بهذا الأسم لورود قصة بقرة بني إسرائيل فيها.
أما عن عمران فهو والد السيدة البتول مريم أم سيدنا عيسى عليهما السلام، كما أطلق عليها النبي محمد -صل الله عليه وسلم- والصحابة رضي الله عنهم، إسم “الزهراء”، وكذلك تُسمى بـ”تاج القرآن”، وجاء في الصحيحين أن النبي – صل الله عليه وسلم- أنه قال: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ).
ما هو سبب نزول سورة آل عمران ؟
يعتبر أبرز سبب لنزول سورة عمران جاء في إحدى آياتها، في قوله سبحانه وتعالى: (قُلْ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)، حييث يشير الإمام القرطبي أن السورة نزلت في السنة الثانية للهجرة، بسبب وفد قبيلة نجران، وأشار إلى قوله تعالى: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ…).
بينما يُشير أهل العلم، إلى أن سورة آل عمران نزلت في السنة الثالثة للهجرة بعد غزوة أحد، وأتفق المفسرين على ذلك بسبب قوله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ…)، وكذلك في قوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ…).
ما هو فضل سورة ال عمران ؟
- جاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود، إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلهُ بهِ حَسَنةٌ والحسَنةُ بعشرِ أمثالِها”، إلا أن النبي محمد -صل الله عليه وسلم- فضّل قراءة سورة آل عمران تحديدًا، بالإضافة إلى جمعها مع سورة البقرة وأطلق عليهما مسمى “الزهراوين”، لأنهما يأتيان كالغمامتين يوم القيامة لحماية قارئهما من شدة حرارة هذا اليوم حيث تكون الشمس في مقربة من الأرض.
- كما روي عن أبو أمامة الباهلي -رضي الله عنه إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “اقرؤوا القرآنَ؛ فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابِه، اقرؤوا الزهْرَاوينِ: البقرةَ وآلَ عمرانَ، فإنَّهما يأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غمامَتانِ أو غيايتانِ، أو كأنَّهما فِرْقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرؤوا سورةَ البقرةِ؛ فإنَّ أخْذَها بركةٌ، وترْكُها حسرةٌ، ولا تستطيعُها البطَلَةُ”.
إقرأ أيضاً:
فضل الاستغفار في استجابة الدعاء