فضل سورة الفاتحة في الشفاء
يلجأ الكثير من المسلمين إلى القرآن الكريم لطلب الشفاء من الله عز وجل، امتثالًا لقوله تعالى في كتابه الكريم:”وَنُنـزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ”، لذلك نستعرض خلال السطور التالية فضل سورة الفاتحة في الشفاء.
فضل سورة الفاتحة في الشفاء:
فضل سورة الفاتحة في الشفاء جلل وعظيم، فهي شفاء لكل داء، وورد في فضلها الكثير من الأحاديث النبوية الصحيحة، التي تشير إلى أثرها في شفاء الأمراض، كذلك استخدامها في الرقية والاسترقاء.
وسورة الفاتحة أول سورة في القرآن الكريم، وكنيت بأم الكتاب وأم القرآن، والشفاء والسبع المثاني والوافية والحمد، وهي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي تقرأ في كل ركعة من ركعات الصلاة، وتكرر في كل يوم سبع عشرة مرة في سبع عشرة ركعة من الفرائض فقط.
أقوال في فضل سورة الفاتحة في الشفاء:
وعن السر في فضل سورة الفاتحة في الشفاء، قال ابن القيم، في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد “فاتحة الكتاب وأم القرآن والسبع المثاني والشفاء التام والدواء النافع والرقية التامة ومفتاح الغنى والفلاح وحافظة القوة ودافعة الهم والغم والخوف والحزن لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها وأحسن تنزيلها على دائه وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها والسر الذي لأجله كانت كذلك”.
ويقول ابن القيم، إن سورة الفاتحة تشتمل على شفاء القلوب وشفاء الأبدان، إذ أن اعتلال القلوب وأسقامها قائم على أصلين هما: فساد العلم وفساد القصد، ويترتب عليهما داءان قاتلان وهما الضلال والغضب، فالضلال نتيجة فساد العلم، والغضب نتيجة فساد القصد، وهذان المرضان هما أمراض القلوب جميعها.
واستطرد أن هداية الصراط المستقيم تتضمن الشفاء من مرض الضلال، والتحقيق بإياك نعبد وإياك نستعين علمًا ومعرفة وعملاً يتضمن الشفاء من مرض فساد القلب والقصد.
وأما عن فضل سورة الفاتحة في شفاء الأبدان، فأشار ابن القيم في كتابه مدارج السالكين، إلى ما ورد بالسنة النبوية، عن قصة أصحاب النبي الذين مروًا بحي من العرب، وذكر حديث الرقية بالفاتحة، وسنذكره تفصيلًا لاحقًا.
ويقول ابن القيم: “تحقق الشفاء بفضل سورة الفاتحة للديغ ذلك الحي وكانوا غير مسلمين أو كانوا أهل بخل ولؤم، فكيف لو كان المحل قابلاً أي قرأت الفاتحة على مسلم طيب القلب؟.
ويذكر الشيخ مصطفى كمال البنا في كتابه “الطاقة الشفائية”، في القرآن الكريم فيقول:”لو قرئت سورة الفاتحة من قبل كل إنسان مسلم سبع مرات صباحًا وسبع مرات مساءً لأعطته نتائج طيبة في الشفاء والوقاية، وليس ضرورياً أن يقرأها وهو مريض، ويقول: يستفيد منها المسلم بشرط أن يقتنع بأن هذه السورة هي الشافية بإذن الله تعالى.
اقرأ أيضًا عبر قسم ايات قرانية:فضل قراءة سورة الفاتحة سبع مرات
أحاديث في فضل سورة الفاتحة في الشفاء:
ومن الأحاديث النبوية التي وردت في فضل سورة الفاتحة في الشفاء، ما ورد أبو سعيد الخدري، رضي الله عنه، إذ قال :”بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فمررنا على أهل أبيات فاستضفناهم، فأبوا أن يضيفونا فنزلوا بالعراء، فلُدِغ سيدهم فأتونا، فقالوا هل فيكم أحد يرقي؟”، قال قلت نعم أنا أرقي.
وجاء في استكمال الحديث :”قالوا: ارق صاحبنا، قلت لا، قد استضفناكم فأبيتم أن تضيفونا، قالوا: فإنا نجعل لكم جعلا، قال: فجعلوا لي ثلاثين شاة، قال: فأتيته فجعلت أمسحه وأقرأ بفاتحة الكتاب حتى برأ فأخذ الشاء، فقلنا: نأخذها ونحن لا نًحسِن نرقي فما نحن بالذي نأكلها حتى نسأل عنها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأتيناه فذكرنا ذلك له، قال: فجعل يقول: وما يدريك أنها رقية؟، قال: قلت: يارسول الله ما دريت أنها رقية شيء ألقاه الله في نفسي، فقال رسول الله عليه وسلم: كلوا واضربوا لي معكم بسهم”.
واستشهد العلماء بهذا الحديث في فضل سورة الفاتحة في الشفاء، وبيان أن سورة الفاتحة تُقرأ على المريض بقصد الشفاء من الأمراض.
تجربة ابن القيم في الاستشفاء بالفاتحة:
ورى ابن القيم، رحمه الله، في كتابه زاد المعاد، تجربته الشخصية في الاستشفاء بالفاتحة، إذ قال :”وأنا أحسنت المداواة بالفاتحة، فوجدت لها تأثيرًا عجيبًا في الشفاء، ولا سيما مدة المقام بمكة، فقد كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني، وذلك في أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط”.
وأضاف ابن القيم:”جربت ذلك مرارًا عديدة، وذلك أني مكثت بمكة مدة يعتريني أدواء لا أجد لها طبيبًا ولا مداويًا، فقلت يا نفسي دعيني دعيني أعالج نفسي بالفاتحة، ففعلت فرأيت لها تأثيرًأ عجيبًا، وكنت آخذ قدحًا من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مرارًا فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء”.
وبعد تجربة ابن القيم في الاستشفاء بالفاتحة، أخذ يصفها لكل من يشتكي ألمًا شديدًا ، فكان كثيرًا منهم يبرأون سريعًا ببركة الفاتحة.
قد يهمك أيضًا:
فضل قراءة سورة الفاتحة على الميت