فضل قراءة سورة البقرة في الثلث الاخير من الليل
يقبل الكثير من المسلمين على قراءة سورة البقرة بصورة مستمرة؛ نظرًا للفضل العظيم الذي تقدمه تلك السورة، والذي ورد عن الرسول منها قوله -صلى الله عليه وسلم- منها “إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام”، ولهذا يهتم الكثير بمعرفة فضل قراءة سورة البقرة في الثلث الاخير من الليل.
ويقدم موقع “الجواب” خلال السطور التالية من هذا التقرير الإجابة على سؤال ما هو فضل قراءة سورة البقرة في الثلث الاخير من الليل، إلى جانب عرض أقوال العلماء في قراءة القرآن الكريم في الثلث الأخير من الليل، وذلك على النحو التالي.
فضل قراءة سورة البقرة في الثلث الاخير من الليل
لا يوجد وقت خاص لقراءة سورة البقرة، فمن يرغب أن يقرأها فليقرأها في أي وقت، إلا أنه يستحب قراءة القرآن بشكل عام في الليل وفي النهار.
وهناك عدد من النصوص تشير إلى أفضلية قراءة الليل في العموم؛ حيث أن هذا النوع من القراءة يكون بعيدًا عن الرياء وأقرب إلى الخشوع إلى الله عز وجل، ويشمل هذا الأمر سورة البقرة وغيرها من سور القرآن، وفي هذا الأمر يقول المولى عز وجل ” مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ“.
ومن السنة النبوية قول الرسول صلى الله عليه وسلم “نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل” .
قد يهمك أيضًا: فضل سورة الرحمن في تيسير الزواج
أقول العلماء في قراءة القرآن بالليل
هناك عدد من العلماء الذين رددوا أقوال تدل على أفضلية قراءة الليل، نذكرها على النحو التالي:
- قال إبراهيم النخعي “اقرءوا من الليل ولو حلب شاة”.
- كما أوضح النووي في كتابه التبيان قائلا : وإنما رجحت صلاة الليل وقراءته لكونها أجمع للقلب، وأبعد عن الشواغل والملهيات والتصرف في الحاجات، وأصونه عن الرياء وغيره من المحبطات، مع ما جاء الشرع به من إيجاد الخيرات في الليل.
- تجدر الإشارة إلى أن أوقات الليل متفاوتة في الأفضلية، وأفضلها ثلث الليل الأخير؛ وأكد على ذلك محمد مولود الشنقيطي -رحمه الله- قائلا : والليل أفضل وقوت التالي وأفضل الليل النصيف التالي.
- كما رأى الشيخ/ صلاح عبد الفتاح الخالدي في كتابه مفاتيح للتعامل مع القرآن: وأفضل الأوقات ما كان في الثلث الأخير من الليل وقت السحر، ثم قراءة الليل، ثم قراءة الفجر، ثم قراءة الصبح، ثم قراءة باقي أوقات النهار.
الثلث الأخير من الليل
يبحث البعض عن إجابة سؤال ما هي الساعة التي توافق الثلث الأخير من الليل؟، ويمكن معرفة الساعة التي توافق الثلث الأخير من الليل عن طريق حساب عدد ساعات الليل، تلك التي تبدأ مع غروب الشمس وتنتهي مع طلوع الفجر، ومن ثم تقسم هذه الساعات على ثلاث، ويعرف من خلالها المسلم الثلث الأخير.
ومن سنن الثلث الأخير من الليل “الدعاء” وفق ما ورد إلينا من السنة النبوية فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: “أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ”.
ومن سنن هذا التوقيت أيضًا إيقاظ أهل البيت من أجل قيام الليل.
وتجدر الإشارة إلى أنه من الأدعية المستحبة في هذا التوقيت “اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي”.
اقرأ أيضًا عبر قسم آيات قرآنية